الرسائل البحرينية في المسألة الشيعية (98) :: 9 يناير 2019م

صفقة القرن بدأت قبل قرن!

صفقة القرن، الشرق الأوسط الجديد، الفوضى الخلاقة.. هذه التسميات جديدة من حيث الألفاظ، أما من حيث الهدف والمقصود فقد بدأت قبل حوالي قرن من الزمان. خطوات شيطانية خطط لها ونفذها أعداء الأمة بهدف تغيير وجه المنطقة.

 

1) اتفاقية سايكس بيكو عام 1916م، بهدف تقسيم المشرق بين الاستعمارين البريطاني والفرنسي.

2) وعد بلفور عام 1917م، بهدف إنشاء كيان يهودي مسخ في قلب العالم العربي والإسلامي.

3) إلغاء الخلافة الإسلامية عام 1924م. لم يعد للمسلمين كيان سياسي موحد يجمع أشتاتهم، ولو كان ضعيفا.

4) حرب عام 1948م، لتحقيق وعد بلفور على أرض الواقع. وتسابقت أمم الأرض للاعتراف بالكيان الجديد.

5) نكبة عام 1967م. منيت الدول العربية بأكبر هزيمة عسكرية في تاريخ الحروب على الإطلاق، ومع ذلك أسميناها مجرد (نكسة)!

6) حرب عام 1973م، بهدف تحريك المياه الراكدة، وتهيئة الأجواء لما هو آت.

7) كثمرة لحرب عام 1973م، وقعت اتفاقية (كامب ديفيد) عام 1978م، فخرجت مصر، أهم وأقوى دولة عربية من ساحة المواجهة.

8) الثورة المجوسية في إيران عام 1979م. لقد ولد كيان جديد آخر في المنطقة بعد الكيان اليهودي. أصبحت المشاريع المعادية تنهش فينا بلا رحمة، بدون وجود أي مشروع إسلامي سني حقيقي لمواجهة هذه الكوارث.

9) اتفاقية (أوسلو) عام 1993م بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان اليهودي. كان هذا بمثابة اعتراف صريح بالعدو، وتنازل صريح كذلك عن أراضي (فلسطين 48).

10) اتفاقية (وادي عربة) عام 1994م بين الكيان الغاصب والأردن. ثالث كيان عربي يخرج من ساحة المواجهة بعد مصر ومنظمة التحرير. لم يبق أحد سوى حماس!

11) احتلال العراق عام 2003م وتدميره تدميرا. والمستفيد الأكبر: إيران وإسرائيل.

12) بعد نجاح (بروفة) العراق، تدمير خمس دول عربية (حتة وحدة)! ثورات الربيع العربي المزعومة عام 2011م، والمخطط لها -كالخطوات السابقة- بكل خبث ودهاء، تتسبب في إخراج تونس وليبيا ومصر وسوريا واليمن من خريطة العالم.

أصبحت الأمور جاهزة تماما الآن لصفقة القرن: لا مقاومة.. لا دول عربية قوية ومتحدة.. شعوب تلهث وراء لقمة العيش.. حكومات تخشى من إيران وتظن أن الأمل في (ترامب) والثمن الهرولة إلى أحضان اليهود.

 

إنهم يظنون أن ملف القدس الشريف سيغلق نهائيا، وأن القضية الفلسطينية قد صفيت تماما، ولكن: {ولقدْ سَبَقَتْ كلِمَتُنا لعبادِنا المُرْسَلين ، إنّهمْ لهُمُ المنصورون ، وإنّ جُندَنا لهُمُ الْغالبون}.

 

جند عندهم مناعة ضد مؤامرات الأعداء، ولهم من القوة ما يسمح لهم بدحر المنافقين في الداخل أولا، وأعداء الخارج ثانيا.

 

ادرسوا تجارب نور الدين محمود وصلاح الدين الأيوبي ويوسف بن تاشفين ومحمد الفاتح.

 

اقرؤوا التاريخ إذ فيه العبر..
.. ضلّ قوم ليسوا يدرون الخبر