الرسائل البحرينية في المسألة الشيعية (105) :: 9 سبتمبر 2020م

هكذا سيطر الشيعة على سوريا

سوريا دولة سنية، فكيف أصبحت تحت رحمة الأقلية النصيرية منذ الستينات وحتى الآن؟

هذه هي خريطة الأديان في سوريا:
مسلمون 80%
نصيرية (علوية) 9%
نصارى 6%
دروز 2%
إسماعيلية أقل من 2%
اثني عشرية أقل من 2%

 

(1) منذ اليوم الأول للاستعمار الفرنسي لسوريا، أبدى المستعمر اهتماما كبيرا بالأقليات الدينية، خاصة النصيرية، باعتبارهم أكبر هذه الأقليات، وأصحاب إرث تاريخي حافل بالعداء والخيانة تجاه المسلمين. وكانت خطوته الأولى تغيير مسمى (النصيرية) إلى (العلوية).

 

(2) عملت سلطات الاستعمار الفرنسي في البداية على تقسيم سوريا وإقامة دولة خاصة للنصيرية في منطقة الساحل وجبال اللاذقية. ثم عدلت عن هذه الفكرة إلى أخرى: لماذا يقيمون دولة صغيرة ضعيفة؟ لماذا لا يتم التمكين للنصيرية لحكم كامل سوريا؟

 

(3) أخذ الاستعمار يشجع الأقليات عموما، والنصيرية خصوصا على الالتحاق بالسلك العسكري، حتى بلغ الأمر في بعض القرى النصيرية أنهم كانوا لا يزوجون بناتهم إلا لمن يعمل بالجندية! أين كان أهل السنة؟

انظروا إلى هذه المأساة التي يرويها لنا الدكتور منير الغضبان رحمه الله: "في عام 1955 كان حوالي 65% من المتطوعين في الجيش هم من الطائفة العلوية.. لعبت العائلات السنية من التجار وملاك الأراضي دورا غير مباشر في زيادة عدد الأقليات في الجيش السوري، عندما رفضت بحزم انخراط أبنائها في الجيش حتى كضباط لأن في ذلك خدمة للاستعمار الفرنسي، وكانت بالإضافة إلى هذا تحتقر مهنة الجندية.. القيمة الاجتماعية للفرد عند النصيريين، من خلال تخطيطهم البعيد، كانت مرتبطة بالجيش. فلا يُزوج الفتى النصيري إلا إذا كان متطوعا في الجيش". (سورية في قرن، جـ1، ص274)

 

(4) هذه بعض مظاهر سيطرة الأقليات على المناصب الحساسة: عندما قام حسني الزعيم بانقلابه العسكري، كان قادة الألوية الأربعة التي نفذت الانقلاب هم: أديب الشيشكلي (شركسي)، محمد ناصر (نصيري)، بهيج كلاس (نصراني)، شوكت شقير (درزي)..

كانت اللجنة العسكرية التي نفذت الانقلاب البعثي عام 1963مؤلفة من 14 عضواً خمسة منهم نصيريون وهُم: عثمان كنعان، وسليمان حداد، وحافظ الأسد، ومحمد عمران، وصلاح جديد.. بعد وصول حزب البعث المسيطر عليه من النصيرية إلى السلطة أقال 700 ضابط من أهل السنة واستبدلهم بضباط من الطائفة النصيرية.. وفي مايو عام 1980 سرحت السلطة أكثر من 900 ضابط وصف ضابط من أهل السنة واستبدلوا بضباط من الأقليات.

 

(5) قلنا سابقا: أين كان أهل السنة عموما؟ والآن نسأل عن موقف النخب المثقفة من أهل السنة من إسلاميين وقوميين، ماذا كانوا يفعلون؟

يجيبنا الدكتور عدنان سعد الدين رحمه الله: "والخطأ الفادح، أو الخطيئة الكبرى بتعبير آخر، ما ارتكبه قادة التيارين الإسلامي والقومي في بلاد الشام والعراق، من تصميم أكثرهم على تجهيل الأجيال الصاعدة لحقيقة الحركات الباطنية والجماعات السرية في تاريخها، وفي واقعنا المعاصر، وصرفهم عن التحدث في هذه الموضوعات أو الاهتمام بها، أو التحذير منها، بدعوى الخشية على الوحدة الوطنية، وإثارة الحساسيات بين أبناء الوطن الواحد"! (الإخوان المسلمون في سوريا، جـ2، ص401)

هذه مصيبة كبيرة: أن تتعرف الحركة الإسلامية على العدو الغربي فقط من يهود ونصارى، وتفشل في التعرف على العدو الشرقي المجوسي!

 

(6) يمكن اختصار الأحداث المفصلية لسقوط سوريا بيد الشيعة كالتالي: الاستعمار الفرنسي عام 1920 وتمكينه للأقليات.. انقلاب حزب البعث عام 1963.. تولي حافظ الأسد حقيبة وزارة الدفاع عام 1966.. ثم استيلائه على السلطة في فبراير 1971.

 

(7) يُلاحظ تبادل الأدوار، أو لنقل (تعاقب) الأدوار بين القوى الاستعمارية لحرب أهل السنة في سوريا والمنطقة عموما: كان كل من الاستعمار الإنجليزي والفرنسي يقومان بهذا الدور في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية. ثم دخل الأمريكان الساحة بكل قوة، فدبروا انقلاب حسني الزعيم في مارس 1949، كما اعترف بذلك عميل المخابرات المركزية الأمريكية الشهير مايلز كوبلاند في كتاب سيرته الذاتية المسمى (حياة مايلز كوبلاند).

وعندما وجد الأعداء أن الأداة الأمثل لحرب الإسلام هي الأنظمة العسكرية اليسارية، بدأ الأمريكان يخلون الساحة للإتحاد السوفييتي لدعم هذه الأنظمة في سوريا ومصر والعراق وليبيا والجزائر واليمن الجنوبي.

 

(8) أما عن التواجد الإيراني في سوريا فهو يعود إلى أيام الشاه محمد رضا بهلوي، الذي كان قوي الصلة بحافظ الأسد، وكان التيار الشيرازي بقيادة حسن الشيرازي (شقيق مؤسس التيار محمد الشيرازي) يعمل بجد ونشاط في سوريا ولبنان منذ أواخر الستينات، وهو الذي أسس ما عرف باسم (الحوزة الزينبية) في دمشق عام 1975.

ثم ازدادت العلاقة قوة ومتانة بعد الثورة المجوسية في إيران عام 1979. وهاهي إيران اليوم تعيث فسادا في سوريا العزيزة كما نسمع ونشاهد يوميا.

 

(9) وإليكم هذا الخبر الطازج عن النشاط الشيعي الإيراني في بلاد الشام: "في تطور غير مسبوق في المشهد السوري، والذي يدل على تغلغل النفوذ الإيراني إلى قلب دمشق، حيث أقدمت مؤسسة إيرانية على افتتاح فنادق لنكاح المتعة. وقال الصحفي السوري أيمن عبدالنور إن الافتتاح جاء مقابل أجر وبالتعاون مع فنادق. وأضاف أن مؤسسة إيرانية لــ(نكاح المتعة) تتأهب لافتتاح فرعها بدمشق، منوها لنشر صور ولائحة أجور باليوم أو الأسبوع أو السنة.. وليست هذه هي الخطوة الأولى لتغيير عرف وبنية المجتمع السوري، خاصة في العاصمة السورية دمشق، حيث تم الكشف مسبقا من خلال تداول مقطع فيديو، عن قيام إيران بإنشاء خمس جامعات في سوريا في السنوات الماضية وهي: (تربية مدرس، المصطفى، الفارابي، آزاد الإسلامية، وجامعة المذاهب الإسلامية". (موقع مأرب برس، بتاريخ 19 يوليو 2020)