الرسائل البحرينية في المسألة الشيعية (108) :: 24 مارس 2021م

قضايانا بين الفيل والحمار

الفيل هو شعار الحزب الجمهوري الأمريكي، والحمار هو شعار الحزب الديمقراطي الأمريكي. الشائع سياسيا أن حزب الحمار (الديمقراطي) حليف لإيران ويسعى للتمكين لها، وأن حزب الفيل (الجمهوري) عدو لإيران ويسعى لمحاربة نفوذها وتوسعها. هل هذه المقولة صحيحة؟ لننظر في الأمر بدقة وروية..

 

حزب الحمار (الديمقراطي): تاريخه واضح وحافل فيما يتعلق بالتمكين لدولة الولي الفقيه الصفوي، ويرى أن وجود مثل هذه الدولة خير سبيل لحرب الإسلام والمسلمين.

الإدارة الأمريكية في ظل رئاسة الديمقراطي جيمي كارتر (1977-1981) لعبت الدور الرئيس في التمكين للخميني وانتصاره على الشاه، عندما أرسلت (الجنرال هويزر) إلى إيران في الأيام الأخيرة للشاه لإعطاء الأوامر لقادة الجيش الإيراني بإعلان الحياد وعدم التصدي للثوار. وقد فصلنا ذلك في مقال سابق بعنوان "الثورة الإيرانية بداية الفوضى الخلاقة".

وفي ظل رئاسة الديمقراطي بيل كلينتون (1993-2001) كانت إيران تتمدد ويقوى نفوذها في عدة دول بالمنطقة دون أن تحرك أمريكا ساكنا.

أما الديمقراطي باراك أوباما (2009-2017) فلم يبق إلا أن يعلن هو وأعضاء إدارته تشيعهم وانضمامهم إلى الإمبراطورية المجوسية الجديدة! انتهت فترة رئاسة أوباما وإيران هي صاحبة الأمر والنهي في بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.

 

حزب الفيل (الجمهوري): في ظل إدارة الجمهوري رونالد ريغان (1981-1989) صُدم العالم بما عرف بفضيحة (إيران غيت) أو (إيران كونترا) عام 1985، أي أثناء الحرب العراقية الإيرانية. كانت الاتفاقية السرية تقضي بتزويد إيران بصواريخ مضادة للدبابات طراز (تاو)، وقد أرسلت هذه الصواريخ عن طريق إسرائيل والبرتغال.

وفي ظل إدارة الجمهوري جورج بوش الابن (1989-1993) تم احتلال وتدمير أفغانستان والعراق، فتخلصت إيران بذلك من أكبر عدوين لها: حركة طالبان وصدام حسين. لقد قدم الحزب الجمهوري العراق الحبيب لقمة سائغة للولي الفقيه.

أما الجمهوري دونالد ترامب (2017-2021) فلم يفعل شيئا سوى (شفط) مئات المليارات من دولنا، وبقيت إيران على حالها: تسيطر على العواصم الأربع وتزرع الإرهاب والفتن والقلاقل ليل نهار.

 

هكذا تبادل الجمهوري والديمقراطي الأدوار..

هكذا ضاعت قضايانا بين دهس الفيل ورفس الحمار..

"ومن ابتغى العزة بغير الإسلام ما زاد إلا ذلا".