الحواجز المنيعة بين الأمّة والشيعة
على مر العصور، وضع الشيعة لأنفسهم منظومة من الاعتقادات والطقوس، شكلت حاجزا نفسيا واجتماعيا وعقائديا بينهم وبين الأمة الإسلامية.
اعتمدت هذه المنظومة على معتقدات مستمدة من الأديان الأخرى، وأضفت عليها الشرعية عن طريق وضع أحاديث ونسبتها زورا وبهتانا إلى بعض أئمة وفقهاء آل البيت رحمهم الله تعالى.
مصادر بديلة
وضع كهنة التشيع في كتبهم بذور الشك في مصادر الدين الإسلامي الحنيف: القرآن والسنة.
أما القرآن الكريم فقد اعتبروه ناقصا ومحرفا.. وقد ألف زنديقهم الأكبر الميرزا حسين النوري الطبرسي (ت 1320هـ) كتابا سماه: (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب).
وروى شيخهم هاشم بن سليمان البحراني (ت 1107هـ): "عن أبي جعفر عليه السلام قال: لولا أنه ِزيد في كتاب الله ونقص منه ما خفي حقنا على ذي حجى". (البرهان في تفسير القرآن 1/22)
أما كتابهم الأول والأوثق، وهو كتاب (الكافي) لمحمد بن يعقوب الكليني (ت 329هـ) فمليء بأحاديث التحريف. بل تخيلوا لأنفسهم وجود قرآن آخر غير الذي بين يدي المسلمين.
روى الكليني في الكافي بسند صحيح (!) عن أبي عبد الله: "وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام. قال أبو بصير -الراوي-: وما مصحف فاطمة عليها السلام؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، ما فيه من قرآنكم حرف واحد". (الكافي 1/238)
أما السنة النبوية المطهرة، التي رواها أسيادنا الصحابة رضي الله عنهم عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فليست ذات قيمة عندهم ولا يعترفون بها.
يقول آيتهم العظمى محمد حسين آل كاشف الغطاء (ت 1954م) عن منهج الشيعة في الأخذ بالسنة: "لا يعتبرون من السنّة -أعني الأحاديث النبوية- إلا ما صح لهم من طرق أهل البيت.. أما ما يرويه مثل أبي هريرة وسمرة بن جندب وعمرو بن العاص فليس له عند الإمامية مقدار بعوضة". (أصل الشيعة وأصولها ص 79)
ووضعوا لأنفسهم بديلا عن سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، بأن اخترعوا أحاديث ونسبوها إلى آل البيت. قال شيخهم محمد صالح المازندراني (ت 1086هـ): "إن حديث كل واحد من الأئمة الطاهرين قول الله عز وجل، ولا اختلاف في أقوالهم كما لا اختلاف في قوله تعالى". (شرح أصول الكافي 2/271)
عقائد بديلة
جعلوا من تأليه الأئمة سببا لقبول الأعمال، وذلك من خلال اختراع عقيدة الولاية، والنص، والعصمة، وعليها مدار قبول الأعمال أو ردها.
روى الكليني بسنده عن أبي جعفر: "بُني الإسلام على خمس: على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية، ولم ينادَ بشيء كما نودي بالولاية، فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه -يعني الولاية-". (الكافي 2/18)
وروى شيخهم محمد باقر المجلسي (ت 1111هـ): "لو أن عبدا عَبَدَ الله ألف سنة، وجاء بعمل 72 نبيا ما تقبل الله منه حتى يعرف ولايتنا أهل البيت، وإلا أكبه الله على منخريه في نار جهنم". (البحار 27/197)
عبادات بديلة
وضع كهنة التشيع عبادات وطقوس لا صلة لها بالإسلام، ليعمل بها الأتباع الجهلة ويلتزموا بها كبديل عن شعائر الإسلام.
من أشهر هذه الطقوس ما يفعلونه في عاشوراء، وهم يمتازون -ما شاء الله- بالإبداع في (تأسيس) عبادات جديدة ومتجددة على مر الدهور.
ضمن مراسم عاشوراء، هناك اللطم وضرب الصدور، والضرب بالزنجيل (سلاسل حديدية)، والتطبير (الضرب بالسيوف)، والتمرغ في الطين، والمشي على الجمر، والتحرك زحفا نحو الأضرحة، والحبو كالكلاب إلى المراقد المقدسة... إلخ.
وجعلوا زيارة الأضرحة من أفضل القربات، وليس زيارة بيت الله الحرام، الذي جعلوه في مرتبة متدنية.
روى المجلسي عن أبي عبد الله قال: "إن الله أوحى إلى الكعبة: لولا تربة كربلاء ما فضّلتك، ولولا ما تضمنه أرض كربلاء ما خلقتك ولا خلقت البيت الذي به افتخرت، فقري واستقري وكوني ذَنَبا متواضعا ذليلا مهينا غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء، وإلا سخت بك وهويت بك في نار جهنم". (البحار 101/107)
وروى الفيض الكاشاني (ت 1091هـ): "أتى رجل أبا عبد الله عليه السلام فقال له: إني قد حججت تسع عشرة حجة فادع الله أن يرزقني تمام العشرين. قال: هل زرت قبر الحسين عليه السلام؟ قال: لا. قال: لَزيارته خير من عشرين حجة". (الوافي 8/219)
تاريخ بديل
جعلوا لأنفسهم تاريخا وهميا كبديل لتاريخ هذه الأمة. في هذا التاريخ المزور البديل نجد رموز الإسلام قد تحولوا إلى مرتدين ومجرمين ومتآمرين.
بينما نجد في المقابل، المجوس قد أصبحوا أبطالا، مثل أبي لؤلؤة فيروز المجوسي، والزنادقة قد أصبحوا رواة لأحاديث الأئمة، أمثال زرارة بن أعين، وهشام بن الحكم، وهشام بن سالم الجواليقي وغيرهم.
في المنظومة الشيعية البديلة، نجد الصحابة، وهم خير من وطأ الثرى من بعد الأنبياء، قد أصبحوا أعداء لرسول الله وأهل بيته.
هكذا عاقب كهنة المجوس الصحابة جزاء اقترافهم الجريمة الكبرى: إطفاء نار المجوسية وفتح بلاد فارس وضمها إلى حظيرة الإسلام.
جاء في كتب الشيعة المعتمدة: "عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من ادعى إمامة من الله ليست له، ومن جحد إماما من الله، ومن زعم أن لهما (أي: أبو بكر وعمر) في الإسلام نصيبا". (الكافي للكليني 1/373، بحار الأنوار للمجلسي 8/218، تفسير البرهان لهاشم البحراني 1/293)
ويقول نعمة الله الجزائري (ت 1112هـ): "أول عداوة خرّبت الدنيا وبُني عليها جميع الكفر والنفاق إلى يوم القيامة هي عداوة عائشة لمولاتها الزهراء عليها السلام". (الأنوار النعمانية 1/80)
والنتيجة..
عقيدة غير عقيدتنا، وعبادات غير عباداتنا، ومصادر غير مصادرنا، وتاريخ غير تاريخنا..
لكل هذا، أصبح الشيعي لا يحس بالانتماء لهذه الأمة، وأصبح يمتلك نفسية يندر وجودها في تاريخ البشرية: إحساس دائم بالمظلومية، وشعور أبدي بالحقد على هذه الأمة.. فأنى له أن يكون جزءا من أمة الإسلام؟!