الرسائل البحرينية في المسألة الشيعية (78) :: 24 نوفمبر 2015م

الدول الخمس الخبيثة

على مر التاريخ، تأسست في العالم الإسلامي عدة دول خبيثة، عملت على نشر الانحراف والإلحاد والزندقة، كلها تنتمي إلى الديانة الشيعية، بمختلف تشعباتها، أشهرها خمس دول:

 

أولا: الدولة العبيدية

الديانة: الشيعية الإسماعيلية
الحقبة: 297 - 567هـ

 

تُعرف هذه الدولة زورا وبهتانا بـ(الدولة الفاطمية)، والسيدة فاطمة رضي الله عنها منها براء، بل تنتسب إلى عبيدالله المهدي، وهو من نسل ميمون بن ديصان القداح المجوسي.

 

تأسست هذه الدولة أولا في شمال أفريقيا، ثم احتلت مصر عام 358هـ. عملت هذه الدولة على نشر الرفض والباطنية والإلحاد، وقربت اليهود والنصارى، وهي تتحمل المسئولية الكاملة عن سقوط بيت المقدس بيد الصليبيين عام 492هـ.

 

من بين جرائم العبيديين الكثيرة قتلهم الإمام المجاهد أبوبكر النابلسي سلخا وبالتعذيب البطيء..

سقطت هذه الدولة الخبيثة نتيجة للجهود المتواصلة التي بذلها نور الدين محمود رحمه الله، ثم صلاح الدين الأيوبي رحمه الله.

 

ثانيا: الدولة القرمطية

الديانة: الشيعية الإسماعيلية
الحقبة: 287 - 466هـ

 

تنتسب إلى حمدان قرمط المجوسي. ومؤسس الدولة الحقيقي هو الحسن بن بهرام الفارسي، المشهور بـ(أبو سعيد الجنّابي)، الذي أقام دولته الخبيثة في شرقي الجزيرة العربية، وامتدت في بعض المناسبات شمالا إلى أطراف العراق والشام، وجنوبا إلى اليمن، وغربا إلى الحجاز، وخلفه شقيقه أبو طاهر الجنّابي، الذي يُعد من كبار مجرمي التاريخ، وكانت هوايته المفضلة قتل ونهب حجّاج بيت الله الحرام.

 

قال ابن كثير في (البداية والنهاية) في حوادث سنة 317هـ: "فيها خرج ركب العراق، وأميرهم منصور الديلمي، فوَصَلُوا إلى مكة سالمين، وتوالت الركوب هناك من كل مكان وجانب، فما شعروا إلا بالقرمطي قد خرج عليهم في جماعته يوم التروية، فانتهب أموالهم، واستباح قتالهم، فقَتَلَ في رحاب مكة وشعابها، وفي المسجد الحرام، وفي جوف الكعبة من الحجاج - خلقًا كثيرًا، وجلس أميرهم أبو طاهر -لعنه الله- على باب الكعبة، والرجال تُصْرَع حوله، والسيوف تعمل في الناس في المسجد الحرام في يوم التروية، الذي هو من أشرف الأيام، وهو يقول: أنا بالله وبالله أنا .. يخلق الخلق وأفنيهم أنا"!

 

وقد اقتلع هذا الزنديق الحجر الأسود من مكانه ولم يعيدوه إلا بعد عشرين عاما.

 

ثالثا: الدولة الهادوية في اليمن

الديانة: الزيدية المحرّفة
الحقبة: 284 - 1382هـ

 

حكمت هذه الدولة اليمن لفترات متقطعة، وانتهت بقيام النظام الجمهوري في اليمن.

 

تنتسب هذه الدولة إلى يحيى بن الحسين، الملقب بـ(الهادي إلى الحق)، وما كان هاديا، بل انحرف عن مبادئ أجداده من آل البيت الكرام، وأدخل إلى اليمن بدعة (شرط البطنين) للتصدي للخلافة، ويقصد وجوب انتماء الحاكم إلى ذرية الحسن أو الحسين رضي الله عنهما.

وقد اتخذ من اسم الإمام زيد بن علي بن الحسين رحمه الله ستارا ليبرر خروجه على الخليفة العباسي.

 

من أكبر مجرمي هذه الدولة عبد الله بن حمزة (ت 614هـ)، الذي أباد مئات الآلاف من معارضيه من أهل اليمن. وهو القائل:
صرنا بحكم الواحد المنانِ..
نملك أعناق ذوي الإيمانِ..
ومن عصانا كان في النيرانِ..
بين يدي فرعون أو هامانِ!!

 

رابعا: الدولة البويهية

الديانة: الشيعية الاثنا عشرية
الحقبة: 320 - 447هـ

 

تأسست هذه الدولة على يد آل بويه الفرس في بلاد الديلم شمال فارس.

ثم سيطرت بعد ذلك على بغداد عام 334هـ ، كما سيطرت على معظم بلاد فارس، حتى سقطت على يد السلاجقة.

 

أشهر حكام هذه الدولة هم الأخوة الثلاثة أحمد بن بويه (معز الدولة)، وعلي بن بويه (عماد الدولة)، والحسن بن بويه (ركن الدولة).

 

هذه الدولة الخبيثة هي التي أحيت الطقوس المجوسية في فارس والعراق بلباس إسلامي! فقد ظهرت في عهد هذه الدولة طقوس عاشوراء وإقامة المآتم وأعياد الغدير والحث على زيارة الأضرحة المخترعة.

 

يقوا ابن كثير في حوادث عام 352هـ: "وكذلك ابتدع معز الدولة بن بويه الاحتفال بعيد يقال له: عيد الغدير، فأمر في العاشر من ذي الحجة بإظهار الزينة في بغداد، وأن تفتح الأسواق بالليل كما في الأعياد وأن تضرب الدبادب والبوقات وأن تشعل النيران في أبواب الأمراء وعند الشُرَط.. فكان وقتًا عجيبًا مشهودًا، وبدعة شنيعة ظاهرة ومنكرة".

 

خامسا: الدولة الصفوية

الديانة: الشيعية الاثنا عشرية
الحقبة: 1501 - 1724م

 

أسسها السفاح المشهور الشاه إسماعيل الصفوي، في وقت كان فيه أهل السنة يمثلون الأكثرية الساحقة في إيران.

مارست هذه الدولة الخبيثة القتل الممنهج، وسفكت دماء الملايين من أهل السنة من أجل إرجاع إيران مجوسية كما كانت قبل الإسلام.

 

أظهرت هذه الدولة ما كاد يندثر من تراث الرفض والغلو والزندقة، فأعادت نشر كتب الكليني والقمي والطوسي والمفيد وأمثالهم، كما ظهر جيل جديد من الكهنة وسدنة بيت النار، من أمثال المجلسي ونعمة الله الجزائري والفيض الكاشاني وزين الدين العاملي، الذين أضفوا الشرعية على الحكومة الصفوية المجرمة، وبرروا لجرائمها، ورسخوا القطيعة بين القرآن والشيعة.

 

كما أصبحت هذه الدولة الخبيثة خنجرا في خصر الدولة العثمانية، تطعنها من الخلف كلما همّ العثمانيون بالتوغل في أوروبا فاتحين.

وعقدوا تحالفات مع كل عدو للإسلام والمسلمين، من البرتغاليين والهولنديين والبريطانيين، الذين دخلوا مياه الخليج العربي طامعين مستعمرين.

 

جهودهم المعاصرة لتأسيس دول خبيثة

 

منها جهود ناجحة، تتمثل في الدولة الخمينية التي قامت في إيران عام 1979م..

ومنها جهود فاشلة، كمحاولتهم إقامة دولة المهدي المنتظر (!!) في البحرين عام 2011م..

وهناك محاولات جارية الآن، تتمثل في ما يبذلونه من جهد في اليمن والعراق وسوريا ولبنان لإقامة إمبراطورية جديدة يقودها مهديهم الكسروي، عجل الله فرجه الشريف! وأزال خوفه الأبدي!!