الرسائل البحرينية في المسألة الشيعية (96) :: 4 يوليو 2018م

الشيعة وعبقرية التسلل والاختراق

الشيعة عباقرة بامتياز، ولكن في الشر.. ولهم من المكائد ما لا تدري اليهود بعُشرها!

سقطت الإمبراطورية المجوسية عام 21هـ بعد معركة نهاوند (فتح الفتوح)، فصمم المجوس على خوض معركة أخرى ضد الإسلام، ولكن ليس في المجال العسكري المباشر، بل عن طريق الغزو الفكري من الداخل!

 

(1)

بدأ التسلل في مرحلة مبكرة جدا، فتمكنوا من اغتيال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عام 23هـ على يد أبي لؤلؤة فيروز المجوسي والهرمزان.

 

(2)

مع تشييد مدينة الكوفة في خلافة الفاروق، استقر الآلاف من الفرس في المدينة، وبعضهم ممن كان أعلن إسلامه تقية ونفاقا، ليعمل على هدم الإسلام من الداخل. تحولت هذه المدينة إلى مركز للمؤامرات والفتن في بدايات تاريخ الإسلام:

رتبوا مؤامرة قتل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه بالتعاون مع عبدالله بن سبأ..

حاولوا استدراج سيدنا الحسن رضي الله في خلافة سيدنا معاوية رضي الله عنه، ففشلوا فشلا ذريعا لأن الحسن كان يعرف نواياهم الخبيثة تمام المعرفة..

ثم حاولوا مع سيدنا الحسين رضي الله عنه، فنجحوا هذه المرة، وبايعه عشرات الآلاف منهم، ثم خانوا ونكثوا، فكانت مأساة كربلاء عام 61هـ..

وحرضوا سليمان بن صرد الخزاعي للقيام بما عرف بثورة التوابين عام 65هـ. وبايعه الآلاف على الموت، فلم يخرج معه إلا القليل، فكانت فاجعة أخرى..

وفي الفتنة التي أثارها المختار الثقفي عام 67هـ، كان الموالي الفرس هم العمود الفقري في ثورته، ثم أخذوا يتولون عنه شيئا فشيئا!

وفي عام 122هـ حرضوا زيد بن علي بن الحسين رحمه الله على الثورة، فوقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه جدّه: بايعه الآلاف، وتحولت الآلاف المؤلفة ساعة الحسم إلى عشرات!

 

(3)

بالإضافة إلى التسلل عن طريق العمل السياسي وإثارة الفتن، أحدثوا اختراقا رهيبا عن طريق العمل الفكري والثقافي الدؤوب، فخصصوا مجموعة من كبار شياطينهم لوضع أسس دين بديل عن الإسلام، ثم الادعاء بأن هذا هو الإسلام الصحيح!

فعلوا ذلك عن طريق وضع عشرات الآلاف من الروايات المكذوبة على لسان سادة آل البيت، خاصة محمد الباقر وجعفر الصادق رحمهما الله.

تولى هذا العمل الإجرامي بعض شياطين المجوس من أمثال: زرارة بن أعين، أبو بصير، المغيرة بن سعيد، جابر بن يزيد الجعفي، محمد بن النعمان الأحول (شيطان الطاق) وغيرهم. ويا للصدفة: كلهم من الفرس!

ثم جرى تدوين هذه الروايات في كتب على يد أمثال محمد بن يعقوب الكليني، ومحمد بن الحسن الطوسي، وعلي بن محمد القمي، وابن بابويه القمي. ويا للصدفة مرة أخرى: كلهم من الفرس!

 

(4)

وفي فترات التمكن والقوة، استعانوا بالسيف والسنان لهدم الإسلام ما أمكن، كما فعل العبيديون في شمال أفريقيا ومصر، وابن حوشب في اليمن، والبويهيون في فارس والعراق، والقرامطة في جزيرة العرب، والصفويون في إيران.

 

(5)

وفي العصر الحديث، واصل الشيعة عمليات التسلل والاختراق في المجتمعات الإسلامية على ثلاثة أصعدة:

صعيد الفكر والعقيدة: فعملوا على نشر التشيع في مجتمعات إسلامية كثيرة وحققوا نجاحات متفاوتة، مثل ما حدث ويحدث في مصر والسودان وتونس والجزائر والمغرب ونيجيريا وإندونيسيا وغيرها.

صعيد الجغرافيا: أي بالتمدد على الأرض، عن طريق خلق كيانات دخيلة وسط تجمعات إسلامية مهمة، ومن الأمثلة على ذلك: مدينة الصدر في بغداد، وحي السيدة زينب في دمشق، والضاحية الجنوبية في بيروت.

وعلى صعيد الحركات والجماعات والأحزاب، سواء الإسلامية منها أم العلمانية والقومية.

 

(6)

متى نكتسب فن الحصانة والممانعة في مواجهة هذه الاختراقات الخطيرة؟!

التاريخ الإسلامي يقدم لنا نماذج ناجحة في التصدي للمشروع المجوسي في العالم الإسلامي:

فعلى الصعيد العسكري والسياسي هناك جهود محمود بن سبكتكين الغزنوي في المشرق الإسلامي، وجهود نور الدين بن زنكي في الشام، وصلاح الدين الأيوبي في مصر، والمعز بن باديس في شمال أفريقيا..

وعلى الصعيد الفكري والثقافي نجد الأثر الملموس لأبي حامد الغزالي والوزير نظام المُلْك وشيخ الإسلام ابن تيمية.

 

وها نحن اليوم بانتظار خروج أبطال التصدي والمقاومة من جديد..

وأرجوا ألا يكون انتظارنا كانتظار المجوس للموهوم المنتظر!