هل سيكون للشيعة دور في تحرير المسجد الأقصى؟!

للإجابة على السؤال أعلاه، يجب أولاً أن نوضح عقيدة الشيعة حول المسجد الأقصى والقدس الشريف، ثم نلجأ للتاريخ الإسلامي ونستعرض -باختصار- كيف استطاع المسلمون تحرير بيت المقدس من الاحتلال الصليبي.

للشيعة عقيدة غريبة حول المسجد الأقصى، لا تتوافق أبدا مع ما يعتقده المسلمون.

فهم يعتقدون أن المسجد الأقصى ليس في فلسطين، بل في السماء! وأن المسجد الموجود في القدس لا خصوصية دينية له.

قال المحدث محمـد باقر المجلسي: "عن أبي عبد الله عليه السلام قال عن المساجد التي لها الفضل: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، قلت: والمسجد الأقصى جُعلت فداك؟ قال: ذاك في السماء، إليه أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن الناس يقولون إنه بيت المقدس، فقال: مسجد الكوفة أفضل منه". (بحار الأنوار، 97/405)

وذكر الفيض الكاشاني في تفسيره: "روى القمي عن الباقر عليه السلام أنه كان جالسا في المسجد الحرام، فنظر إلى السماء مرة وإلى الكعبة مرة ثم قال: سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وكرر ذلك ثلاث مرات، ثم التفت إلى إسماعيل الجُعفي فقال: أي شيء يقول أهل العراق في هذه الآية يا عراقي؟ قال: يقولون: أُسري به من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، فقال: ليس كما يقولون، ولكنه أُسري به من هذه إلى هذه، وأشار بيده إلى السماء". (تفسير الصافي، 3/166)

أما المرجع المعاصر جعفر مرتضى العاملي فقد قال: "حين دخل عمر بيت المقدس لم يكن هناك مسجد أصلا، فضلا عن أن يكون أقصى". (الصحيح من سيرة النبي الأعظم، 3/137)

وقال أن: "المسجد الأقصى الذي حصل الإسراء إليه، والذي بارك الله حوله، فهو في السماء". (المصدر السابق، 3/106)

وقد نال العاملي على تأليفه هذا الكتاب جائزة إيران للكتاب، وقد كرّمه الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد بنفسه!

ثم ماذا يقول لنا التاريخ عن صلاح الدين الأيوبي رحمه الله ومنهجه في الجهاد والتحرير؟

استطاع صلاح الدين أن يحكم مصر وزيرا ثم سلطانا، ابتداء من عام 565هـ (1169م)، وخاض معركة حطين الفاصلة التي أدت إلى تحرير بيت المقدس عام 583هـ (1187م). أي أن هناك فترة زمنية تقارب حوالي (18) سنة، فماذا كان يفعل صلاح الدين طوال هذه الفترة؟

كان رحمه الله مشغولا بالدرجة الأولى بالقضاء على الدولة الشيعية العبيدية، والتي عرفت زورا وبهتانا بالفاطمية، والتي كانت تحكم مصر لأكثر من قرنين!

رأى صلاح الدين أن الأولوية في القضاء على كل رواسب وآثار هذه الدولة الشيعية التي تهاونت في الدفاع عن بيت المقدس أمام الصليبيين عام 1099م. فعمل على إحياء الإسلام في العقول والنفوس، وبنى المدارس والمساجد، واستقدم العلماء من أرجاء العالم الإسلامي، وتصدى للمؤامرات التي حاكها المنتفعون من الكيان الشيعي السابق بكل حزم وعزم.

هنا فقط، وبعد أن وضحت الرؤية للمسلمين، وعلت الراية، واستقامت الطريقة، واستُبعد الزناقة والخونة، هنا فقط.. خرج بجيشه المظفر لينال شرف الدنيا ونجاة الآخرة. هنا فقط.. بعد أن ضمن أن الجيش جيش الإيمان والإسلام، ولا دور فيه للزنادقة، هنا فقط.. استطاع أن يحرز النصر الأكبر والفتح المبين.

إن المسجد الأقصى أعز وأكبر عند الله تعالى من أن يكون للشيعة وأمثالهم دور في تحريره، ولتكن الرسالة واضحة جلية لمن يظن أنه سيحرر الأقصى بالاستعانة بالشيعة والتحالف معهم: لن يحررها إلا الأطهار الأشراف، أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام الأبرار.