عن الجبهة الحسينية والجبهة اليزيدية
مرشد الجمهورية (الإسلامية)، آية الله العظمى علي خامنئي، دام ظلامه الدامس، أرسل تغريدات في الآونة الأخيرة يتكلم فيها عن الصراع بين الجبهة الحسينية والجبهة اليزيدية...
أما بالنسبة لنا فرسالته واضحة، وهي: لكم الويل والثبور يا أهل السنّة!
ولكن، وكالعادة، كانت تعليقات وردرود أفعال بعض الشخصيات السنية تجاه هذا العمل الاستفزازي مقصرا جدا، وبعيدا عن روح المواجهة، ومستسلما لوجهة النظر الشيعية في القضية المتعلقة بالحسين بن علي رضي الله عنه ويزيد بن معاوية رحمه الله.
ومن بين هذه الشخصيات المحترمة: الشيخ ولد الددو، والشيخ عصام تليمة، والشيخ سلامة عبدالقوي، والدكتور فاضل سليمان، والدكتور محمد المختار الشنقيطي.
نختار من بين هذه الشخصيات: فضيلة الشيخ محمد الحسن ولد الددو، لما له من مكانة مرموقة ومنزلة كبيرة. قال فضيلته معقبا على تغريدات خامنئي: "الحسين بن علي إمام من كبار أئمة أهل السنّة ويزيد ليس إماما لأحد".
لنتمهل قليلا، وننظر إلى هذه القضية من باب الحقائق الدامغة، وليس من باب الخرافات الشائعة. تأملوا في هذه الروايات:
1) لما جاء عبدالله ابن عمر رضي الله عنه إلى عبدالله بن مطيع (زعيم الفتنة في أحداث الحَرّة)، حينما نزعوا بيعة يزيد بن معاوية، قال ابن مطيع: اطرحوا لأبي عبدالرحمن وسادة. فقال: إني لم آتك لأجلس، أتيتك لأحدثك حديثا، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من خلع يدا في طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية". (صحيح مسلم)
2) وعن موقف ابن عمر من الخروج على يزيد، وبعد أن جمع أبنائه وخدمه قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة"، وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني لا أعلم غدرا أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم ينصب له القتال، وإني لا أعلم أحدا خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه". (صحيح البخاري، مسند أحمد، طبقات ابن سعد، المعجم الصغير للطبراني)
3) وقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: "غلبني الحسين على الخروج، وقد قلت له: اتق الله في نفسك، والزم بيتك، ولا تخرج على إمامك". (ابن سعد في الطبقات، والمزي في تهذيب الكمال، وابن كثير في البداية والنهاية)
4) حينما وثب الناس وخلعوا يزيد مشى ابن مطيع إلى ابن الحنفية (محمد بن علي بن أبي طالب رحمه الله)، فأرادوه على خلع يزيد فأبى، فقال ابن مطيع: إنه ليشرب الخمر، ويترك الصلاة، ويتعدى حكم الكتاب، قال: ما رأيت منه ما تذكر، وقد أقمت عنده فرأيته مواظبا للصلاة، متحريا للخير، يسأل عن الفقه. (الذهبي في تاريخ الإسلام بإسناد حسن)
إذن، ساداتنا الصحابة يعتبرون خلافة يزيد رحمه الله شرعية، وطاعته واجبة، ويعتبرونه إماما لهم.. بينما يقول الشيخ ولد الددو: يزيد ليس إماما لأحد!
كلام مَن مِن الطرفين تأخذون؟!