منصور الجمري يزوِّر التاريخ الإسلامي
الدكتور منصور الجمري هو رئيس تحرير جريدة (الوسط) البحرينية اليومية، التي تكاد تكون الناطق الرسمي للمشروع الصفوي في البحرين، وهو يحتل هذا المنصب منذ تأسيس الجريدة عام 2002م.
كتب الجمري في عموده بتاريخ 8 يوليو 2015م مقالا بعنوان "الإمام علي كان أول وأعظم ضحية للتكفير والقتل في المساجد"!
يقول الجمري: "ثقافة الحاكمية والتكفير والقتل في المسجد بدأت في 661م، وكان أول وأعظم ضحية لها الإمام علي"..
هكذا وبجرة قلم، ألغى الجمري وجود شخصية عملاقة هو عمر بن الخطاب، الذي استشهد في المحراب، قبل استشهاد علي بن أبي طالب بـ17 عاما!
فسيدنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب استشهد عام 23هـ، واستشهد سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عام 40هـ.
هذا تزوير فاضح من قبل الجمري للتاريخ، وإلغاء لحدث يعتبر مما يُعلم من التاريخ بالضرورة. مثل هذا الفعل ليس غريبا صدوره من أصحاب النفسية الصفوية، وهي نفسية معقدة، وغاية في الحقد والكراهية، ومحملة بكم هائل من الأوهام والأساطير، ويكفينا أن نعلم أن مثل هذه النفسية أنتجت في إيران (مزارا مقدسا) في مدينة كاشان لأبي لؤلؤة المجوسي، قاتل عمر!
تزوير آخر في المقال.. قال الجمري: "في العام 661م قُتل الإمام علي (ع) على يد عبد الرحمن بن ملجم في المسجد أثناء الصلاة، وهكذا تم تشريع القتل في المساجد، وهي الثقافة التي أعيد إحياؤها في عصرنا الحالي تحت راية تحمل اسم الإسلام، مدعومة بفتاوى وتعليمات دينية منشورة في المكتبات والمدارس وفي كل مكان"!
يريد منصور الجمري أن يقول أن أول من شرع القتل في المساجد هم أصحاب عبد الرحمن بن ملجم من التكفيريين الخوارج، وهذا غير صحيح. فالذي شرع القتل والاغتيال في بيوت الله هم المجوس، أصحاب أبي لؤلؤة فيروز المجوسي بقتله للفاروق عمر، وهي الحقيقة التي تجاهلها الجمري في مقاله، مع أنه يقول: "التاريخ يخبرنا كيف أن نفرا من الخوارج اجتمعوا بمكة..".. وألم يخبرك التاريخ شيئا عن سيدنا الفاروق وكيف استشهد يا جمري؟!
وهي ذات النفسية التي تتعامل بها آلة الإعلام الصفوية الجبارة مع التفجيرات الأخيرة في الكويت، إذ تتجاهل حقيقة أن أول من شرع التفجيرات لم يكونوا من الخوارج الدواعش، بل كانوا عملاء الولي الفقيه من حزب الدعوة وحزب الله عندما فجروا المنشآت والمقاهي في الثمانينيات.
قال ابن كثير في حوادث سنة 23هـ:
"لما مات عمر بكته ابنة حثمة فقالت: واعمراه، أقام الأود وأبرأ العَمَد، أمات الفتن وأحيا السنن، خرج نقي الثوب بريئا من العيب. فقال علي بن أبي طالب: (والله لقد صدَقَت، ذهب بخيرها، ونجا من شرها".
رحمك الله يا عمر.