الرسائل البحرينية في المسألة الشيعية (109) :: 17 سبتمبر 2021م

حكومة طالبان وصفاقة إيران

الصفاقة: منتهى الوقاحة، وفلان صفيق الوجه، أي: فاقد للحياء.

في بدايات الشهر الجاري (سبتمبر) أعلنت حركة طالبان عن تشكيل حكومة تصريف أعمال، مكونة حصرا من عناصر الحركة.

هذا الإعلان لم يرضِ حكومة "الجمهورية الإسلامية الرشيدة المرشدة" في إيران، وأعلنت اعتراضها على التشكيلة الأحادية لهذه الحكومة..

إليكم هذا الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء: "قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، للرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي في اتصال هاتفي، بحسب تغريدة من وزارة الخارجية الإيرانية، إن طهران تريد رؤية حكومة شاملة في أفغانستان. وقال وزير الخارجية الإيراني، إن إيران تريد حكومة تقوم على الحوار بين جميع الفئات، وشددت على ضرورة تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان تعكس التركيبة العرقية والمجتمعية للبلاد".

 

سمعنا هذه التصريحات وتذكرنا قول الشاعر:

ورب قبيحة ما حال بيني ..
.. وبين ركوبها إلا الحياء
فكان هو الدواء لها ولكن ..
.. إذا ذهب الدواء فلا حياء

 

وقول الشاعر الآخر:

إذا قل ماء الوجه قل حياؤه ..
.. فلا خير في وجه إذا قل ماؤه
حياءك فاحفظه عليك فإنما ..
.. يدل على وجه الكريم حياؤه

 

لنرى مدى تطبيق حكومة الولي الفقيه لهذه المبادئ الجميلة في إيران ذاتها.

منذ الثورة الكهنوتية عام 1979م وإلى اليوم، تتابعت التشكيلات الوزارية لأكثر من (12) مرة، وعلى افتراض أن كل تشكيلة وزارية تضم حوالي (20) منصبا وزاريا، يكون عدد المناصب الوزارية طوال هذه الفترة أكثر من (240) منصبا وزاريا.

كم كان عدد الوزراء السنة في هذه التشكيلات الوزارية المتتابعة؟ الجواب (صفر)!

 

طوال (42) عاما من حكم الولي الكهنوتي الفقيه لم يصل إلى منصب (وزير) سني واحد، ولا حتى وكيل وزارة، ولا وكيل وزارة مساعد. ولم يصل كذلك إلى منصب (محافظ) سني واحد، ولو كانت المحافظة المعنية سنية خالصة. ثم بعد كل هذا، تريد إيران من حركة طالبان أن تضم حكومتها كل الأطياف والأعراق، ومقصود إيران تحديدا قومية الهزارة. لماذا؟ لأن الهزارة من الشيعة!

 

في يناير 2021م، صدرت تصريحات عن الشيخ مولوي عبدالحميد، كبير علماء أهل السنة في إيران تتعلق بأوضاع أهل السنة.

قالت وكالات الأنباء: "بعث مولوي عبدالحميد، إمام جمعة أهل السنة في إيران، برسالة إلى المرشد علي خامنئي، قال فيها: إنه بعد 42 عامًا من انتصار الثورة الإيرانية، وحتى الآن، ما زال يتم اعتبار أهل السنة مواطنين من الدرجة الثانية. وأشار الشيخ عبدالحميد إلى أهم المشاكل التي يواجهها المواطنون السنة، مثل: عدم تعيينهم في مناصب الوزير، والمحافظ، ومستشار أو مساعد رئيس الجمهورية، أو ممثل المرشد أو مستشاره، وقلة توظيفهم في الوزارات الإيرانية، والقوات المسلحة، وكذلك في الدوائر الحكومية بمراكز المحافظات السنية".

 

هذه صفاقة إيران الشيعية، وهذه هي قلة حياء معممي إيران.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحِ، فاصنع ما شئت". رواه البخاري