الرسائل البحرينية في المسألة الشيعية (111) :: 7 يناير 2022م

محمود الزهار يدخل العالم الافتراضي

الدكتور محمود الزهار طبيب وسياسي فلسطيني معروف، وأحد القادة الكبار في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وجهاده وأفضاله وتضحياته لا ينكرها إلا جاحد أو (ذباب إلكتروني)!

 

قبل يومين، وبمناسبة الذكرى السنوية الثانية لمقتل الجنرال الإيراني والمجرم الأثيم قاسم سليماني، قال الزهار: "قاسم سليماني الذي اغتالته آلة الصهيونية المسيحية وفرح لهذا الاغتيال الشواذ في تاريخ هذه الأمة من الصهاينة العرب.."، إلى آخر ما قاله، وليته لم يفعل.
بهذا التصرف، وتصرفات أخرى شبيهة سابقة، يكون الدكتور الزهار قد غادر عالمنا الواقعي ودخل عالما آخر افتراضي!

 

في هذا العالم الافتراضي الذي يعيشه الزهار: إيران هي دولة الخلافة الراشدة التي على منهاج النبوة وليست دولة الكهنوت المجوسي على منهاج الكسروية.. وقاسم سليماني بطل عظيم ومجاهد لا يشق له غبار وليس القاتل الدموي الصفوي الحاقد.. في هذا العالم الافتراضي سليماني ليس مسئولا عن الملايين من الضحايا من قتلى وجرحى ومعوقين ومهجرين وأرامل ويتامى من أهل السنة والجماعة في العراق وسوريا ولبنان واليمن والأحواز وبلوشستان وغيرها.

 

في هذا العالم الذي يتخيله الزهار وأمثاله سيتم تحرير القدس ودحر اليهود بالتحالف مع الإخوة المجوس! ويغيب عن ذهنه وفكره وعقله فوائد التاريخ، فالتاريخ علم واقعي يصلح لمن يعيش في العالم الحقيقي، وليس الافتراضي. لذلك لا يدرك الزهار أن البطل المجاهد صلاح الدين الأيوبي لم يحرر القدس إلا بعد أن أزال من الوجود الدولة العبيدية المجوسية التي كانت تحكم مصر والشام والحجاز، وبدون هذه الخطوة ما كان يستطيع تحرير بيت المقدس.

 

الزهار ليس الوحيد الذي يمجّد قتلة أهل السنة كقاسم سليماني وغيره، فما زالت جراحنا لم تندمل بعد من صيحة: "شهيد القدس.. شهيد القدس.. شهيد القدس".

وكان بإمكان الزهار أن يمجّد كما يشاء ويشيد كما يشاء بمن يقتلنا شر قتلة، ولكن بدون أن يصف مخالفيه في هذا الموقف بالشاذين! فحينئذ يكون الخطب أهون وإن كان سمّا زعافا!

 

في هذا الموقف، وبهذا التصرف، تكون أنت الشاذ أيها المناضل الكبير، وليس الملايين الذين فرحوا بمقتل هذا المجرم.

 

يا إخواننا في (حماس)، يا أملا لنا يضيء (ربما) المستقبل، ويا من تتواجدون في أعماق قلوبنا ومجاري دمائنا ومع كل نبضة من نبضات قلوبنا.. نقول لكم يا (حماس): إن ملايين الأكف من المحيط إلى المحيط ترتفع إلى عنان السماء تدعو لكم بالنصر والثبات. ولن تُنصروا إلا بهذه الدعوات.

وقد يبدأ أصحاب هذه الأكف، وبسببكم، بالتناقص، ولم لا؟ فقد وصفهم الزهار بالشاذين!