رسائل في الشأن البحريني والخليجي :: 28 مارس 2012م

إخوان مصر وموقفهم من أحداث البحرين

أثبتت مؤامرة 14 فبراير 2011م بما لا يدع مجالا للشك، أن المتآمرين من أتباع ولاية الفقيه الصفوي قد استعدوا للمعركة أيّما استعداد، وأن هذا تمثّل أكثر ما تمثّل في الجانب الإعلامي والدعائي، فقد أقاموا علاقات وروابط قوية وممنهجة مع أجهزة الإعلام العالمية، فوقفت هذه الأجهزة موقفا منحازا لجانب أصحاب المشروع الطائفي البغيض..

هذا في الوقت الذي كان فيه إعلامنا الرسمي وأجهزتنا الحكومية -ولا تزال- مشغولة بسفاسف الأمور!

 

فماذا عن موقف الإخوان المسلمين في مصر من هذه الأحداث، خاصة أن هذه الجماعة تمثل أكبر قوة أهلية شعبية في مصر العروبة والإسلام، بل في كل العالم العربي؟!

 

البدايـــة

أول بيان رصدناه، صدر عن الإخوان المسلمين في مصر في 22 مارس 2011م، وهذا نصه: "إن الإخوان المسلمين يعبِّرون عن قلقهم الشديد مما يحدث في مملكة البحرين من أحداث أسفرت عن سقوط ضحايا، إضافة إلى تصعيد يُنذر بمخاطر جسيمة. ومن منطلق الحرص على وحدة الشعب البحريني ومصلحة المملكة فإننا ندعو شعب البحرين بكلِّ طوائفه إلى الاستعلاء على الخلافات، وتنحية العصبيات المذهبية والطائفية، واعتماد مبدأ الحوار لحلِّ المشكلات في مناخ من الأخوة الإسلامية، والوحدة الوطنية، والمشاعر الأسرية، باعتبار الشعب كله أسرة واحدة. فالمطالب الشعبية ينبغي أن تعبِّر عن الشعب، وعلى المسئولين الاستماع إليها، وتنفيذ ما يحقق المصلحة العامة منها، ومن ثم نرفض تحويل القضية إلى قضية طائفية؛ لأن من شأن ذلك تأجيج الفتنة، وتهديد الوحدة الوطنية، وتوفير الذرائع للتدخلات الأجنبية، فنرجو من الجميع إيثار المصلحة العامة، واستعادة اللحمة، وتوحيد الصف. {واعتصموا بحبل اللهِ جميعا ولا تَفَرَّقوا} (آل عمران: 103)".
(إخوان أون لاين، بتاريخ 22 مارس 2011م)

 

نلاحظ أن البيان، بالرغم من كونه يحذر من الفتنة الطائفية، إلاّ أنه يحتوي على عموميات تعكس عدم الاطلاع الكافي على مجريات الأحداث في البحرين. وبالتالي، فإن هناك حاجة ماسة أن يقوم بعض المخلصين من أبناء الوطن بتوضيح الأمر، وكشف حقيقة المؤامرة الطائفية الصفوية التي تهدد البحرين.

 

المنبر الإسلامي يتحرك

انتبهت جمعية (المنبر الوطني الإسلامي) لأهمية الأمر، فأرسلت وفدا إلى مصر في أواخر شهر مارس 2011م، ثم ثنـّت بوفد آخر -أكبر- في شهر أبريل، والتقى الوفدان بقيادات إسلامية وسياسية مصرية، لتوضيح حقيقة ما يدور في وطننا الغالي.

 

يقول محميد المحميد: "وفق الأخبار فإن جمعية المنبر الوطني الإسلامي وحدها حتى اليوم من تقوم مشكورة بإرسال وفودها إلى الخارج من أجل مملكة البحرين وبيان الحقائق وكشف زيف الأكاذيب وفضح المؤامرة التي تمارسها المعارضة الطائفية المدعومة من دولة ولاية الفقيه والفضائيات المتطرفة والدعم والغطاء الأمريكي الفاضح".
(الكاتب محميد المحميد، جريدة أخبار الخليج)

 

وحسب المعلومات المتوفرة لكاتب هذه السطور، فإن المنبر قد أرسل أول وفدين بصورة عاجلة، فلم يلتفت لمسألة تغطية الزيارتين إعلاميا، فقد كان الهدف مرضاة الرب، وخدمة الوطن وليس الكسب الإعلامي، إلا أنه تنبه إلى الموضوع، وأعد لزيارات أخرى أفضل استعدادا وتنظيما، كان آخرها في شهر فبراير 2012م.

 

تفهّم الإخوان ووضوح موقفهم

1) "أكد عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين في مصر وأحد القيادات السياسية بالجماعة ورئيس حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي للإخوان الدكتور محمد مرسي, أن التوسع الإيراني خطر نقدره جيدا ولا نقبل به، وقال نحن نقرأ جيدا ما يحدث ونعي حقيقة ما يحدث في البحرين والصورة واضحة أمامنا ونعتبر أن التوسع الإيراني خطر ولا نقبل به، ولقد قمنا بتنظيم ورش عمل لدراسة الأطماع الإيرانية في الخليج، ونعلم جيدا ما تسعى إيران إلى فعله بالتنسيق مع حزب الله في لبنان..".
(الصحفي طارق العامر، جريدة الأيام 12 مايو 2011م)

2) "رفض المكتب السياسي للإخوان المسلمين في مصر لقاء طلبه الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان مع المرشد العام، في حين وردت أنباء عن تدخل السفير الإيراني بمصر لترتيب لقاء مشترك بين الطرفين وهو ما رفض من قبل الإخوان أيضا".
(جريدة البلاد 18 أكتوبر 2011م)

3) "قال عضو مكتب الإرشاد في جماعة (الإخوان المسلمين) عبد الرحمن البرّ إن غالب القوى السياسية والشعب المصري لا ينظرون لما جرى في البحرين من احتجاجات على أنه ثورة، مشيراً إلى أن الشعوب بلغت حالة من الوعي تمكنها من تمييز الحركات الطائفية التي تحاول استغلال الحريات والديمقراطيات لتحقيق مآرب خاصة لا تتفق مع مصالح الأمة العليا وترفع رايات غير وطنية حيناً وتخفيها حيناً لخداع الشعوب".
(الصحفي هشام الشيخ، جريدة الوطن 30 أكتوبر 2011م)

4) "اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين بمصر ما يحدث في البحرين محاولة استنساخ وتكرار لما حدث في العراق من خلال مخطط لتمزيق النسيج الوطني البحريني، وفتح ثغرات أمام الخارج للتدخل في الشأن الداخلي. ودعت (الإخوان) إلى تشكيل لجنة شعبية بحرينية تجمع العقلاء لإعادة بناء البيت من الداخل وقطع الطريق على من يرغب في التدخل في شأن البحرين وتوسعة الخلاف بين أبناء المجتمع. وبينت جماعة الإخوان أن قرارها رفض مقابلة وفد الوفاق الذي زار مصر جاء لمنع استثمار المقابلة بشكل غير صحيح واستغلالها ضد أي طرف".
(أخبار الخليج 2 نوفمبر 2011م)

5) "شدد النائب الأول لمرشد للإخوان المسلمين الدكتور خيرت الشاطر ضرورة الوقوف ضد الطائفية، مؤكدا أن من حق شعب البحرين على إخوانهم في الوطن العربي والإسلامي مناصرتهم في قضيتهم التي تهدد وحدتهم وأمتهم ودينهم في مواجهة المخطط الإرهابي الصفوي الإيراني".
(الأيام 4 نوفمبر 2011م)

6) "رفض حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين والفائز في الانتخابات التشريعية الأخيرة في مصر أي تدخل في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، مؤكداً أن استقرار البحرين ودول الخليج من استقرار مصر وأن المملكة قادرة على حل مشكلاتها بنفسها دون أدنى تدخل خارجي، متمنياً سرعة عودة الأمن لشعبها المسالم. وقال رئيس الحزب محمد مرسي، خلال استقباله وفداً من جمعية المنبر الوطني الإسلامي زار مصر مؤخراً، أن المخرج الوحيد للخروج من الأزمة التي تمر بها البحرين هو التوافق حول المطالب بين جميع فئات وطوائف الشعب بعيداً عن الإملاء أو الإقصاء".
(جريدة الوطن 19 فيراير 2012م)

 

تقدير بحريني رسمي

ردا على هذا الموقف النبيل، قام سفير مملكة البحرين في القاهرة بزيارة المرشد العام للإخوان، فقد..
"استقبل فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، بمكتبه صباح اليوم الشيخ راشد بن عبد الرحمن آل خليفة، سفير مملكة البحرين بالقاهرة. نقل السفير تحيات ملك البحرين وولي عهده ورئيس الوزراء إلى فضيلته، وقدّم تهنئته على نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة. وشدَّد على دعم البحرين للشعب المصري وثورته المباركة، وأن هناك وفدًا من غرفة التجارة البحرينية وبعض المستثمرين سيزورون القاهرة قريبًا لبحث سبل دعم الاقتصاد المصري".
(إخوان أون لاين، 14 فبراير 2012م)

 

رئيس حزب الحرية والعدالة يستقبل وفد المنبر

رئيس حزب الحرية والعدالة يستقبل وفد المنبر

 

سفير مملكة البحرين في زيارة للمرشد العام

سفير مملكة البحرين في زيارة للمرشد العام