الرسائل البحرينية في المسألة الشيعية (24) :: 18 أبريل 2012م

الظاهرة الهلباوية!

هي ظاهرة جديدة وطارئة على الفكر الإسلامي، بدأت مع نجاح الثورة الكهنوتية في إيران، ورفع الكهنة للشعارات الإسلامية التي تجذب المتحمسين، والحديث بلغة ثورية تعجب الثوريين من الصنفين:
الثوريون، نسبةً إلى (الثورة)..
والثوريون، نسبةً إلى (الثور)!

 

أهم تجليات هذه الظاهرة

1) الإعجاب الشديد بإيران وحكومتها (الإسلامية)، واعتبارها قدوة للمسلمين في هذا العصر!
2) الدفاع المستميت -إلى درجة التبعية- عن أفعال وتصرفات النظام الإيراني.
3) التطلع الحماسي الجامح للوحدة الإسلامية.
4) الدفاع عن الشيعة، واعتبارهم فرقة إسلامية لا تختلف عن عموم المسلمين إلا في مسائل فرعية!

 

أهم مَن تشملهم هذه الظاهرة

ينتسب إلى هذه الظاهرة عدد ممن يعدون من الكتـّاب والمفكرين من عدة أقطار إسلامية سنية، منهم:
1) المفكر الإسلامي المعروف الدكتور محمد سليم العوا، من مصر (غيّر من خطابه قليلا بعد ترشحه للرئاسة)!!
2) الكاتب الصحفي المشهور فهمي هويدي، من مصر.
3) المستشار طارق البشري، من مصر.
4) رجل الأعمال يوسف ندا، من مصر ويقيم في أوروبا.
5) الشيخ ماهر حمود، إمام مسجد القدس في صيدا، لبنان.
6) الدكتور فتحي الشقاقي، مؤسس حركة الجهاد الفلسطينية.

 

وننبه إلى أن التأثر بهذا (النهج الهلباوي) بالنسبة لهذه الشخصيات ليس على درجة واحدة، فمنهم من هو غارق فيها إلى قمة رأسه، كالهلباوي، منهم من هو دون ذلك!

 

لماذا الهلباوي؟

نسبنا هذه الظاهرة للهلباوي تحديدا باعتباره يمثل النموذج الواضح، بل الصارخ للانحياز لإيران، وقادة إيران، وسياسات إيران!

ويعتبر كمال الهلباوي من الشخصيات الإسلامية المعروفة التي تستوطن الغرب الأوروبي، وهو عضو سابق في جماعة الإخوان المسلمين ذات التاريخ المشهود في الدعوة إلى الله والدفاع عن قضايا المسلمين، ولا أدري إن كان نفعه أكثر للإخوان أم ضرّه في فترة عضويته معهم!!

 

كمال الهلباوي

كمال الهلباوي

 

نماذج هلباوية!

نستعرض معكم بعض النماذج التي تعطينا فكرة واضحة جلية على خطورة هذه الظاهرة على عقائد المسلمين ومصالهم، من خلال هذه اللقطات الثلاث، وهي موجودة على شاشات (يوتيوب):

 

(1) المشهد الأول:

الهلباوي يجلس خاشعا مؤدبا في حضرة آية الله العظمى علي خامنئي. الهلباوي يتحدث بكل سكينة ووقار في حضرة وليّ أمر المسلمين (!) ويقول:

"الخميني والخامنئي نموذج أمام الأمة الإسلامية لكي تنهض .."!

"تعلمنا من الإمام الخميني كما تعلمنا من حسن البنا والمودودي وسيد قطب"!

"يعجبني كثيرا في الإمام القائد (يقصد خامنئي) بساطته المتناهية ويعجبني فيه صبره وجَلَده ويعجبني فيه تواضعه وإصراره على تقدم الأمة.."!

 

نجد الهلباوي هنا يرفع من شأن رموز الزندقة ويضعهم في خانة واحدة مع كبار الدعاة والمصلحين في العالم.

 

الهلباوي وعلى يمينه كاهن المجوس خامنئي

الهلباوي وعلى يمينه ولي أمره خامنئي!

 

وفي مقابلة معه على قناة (صفا) بتاريخ 27 سبتمبر 2011م، وعندما نوقش بشان مواقفه هذه، أصر الهلباوي على رأيه، وأنه معجب بالخميني!

وشبّه خامنئي وأحمدي نجاد بعمر بن الخطاب!!

وعندما ووجه ببعض آراء خميني في تحريف القرآن وسبّ الصحابة، قال أنه لم يقرأ للخميني إلا كتاب (الحكومة الإسلامية)!!

 

(2) المشهد الثاني:

في عام 2009م، الهلباوي يدير جلسة من جلسات (المؤتمر الدولي الثالث للتقريب)، وهي من المؤتمرات الدعائية الشيعية المشبوهة التي نجح الشيعة في تسخير الهلباوي وأمثاله في الترويج لها.. يجلس مدير الجلسة الهلباوي، والكلمة للمتشيع الجزائري (رشيد بن عيسى).. ومما جاء في كلمة هذا المتشيع: القرضاوي لا يسوى فلسا! القرضاوي صرح له بإباحة زواج المتعة أثناء زيارة له لأمريكا عام 1977م! سخرية من الإمام الشافعي.. قبائل العرب حُمُرٌ مستنفرة! الإساءة للصحابة وأمهات المؤمنين .. الإساءة للتاريخ الإسلامي.

كل هذا الهجوم.. في مؤتمر للتقريب؟! وكل هذه الإساءات من هذا الزنديق المتشيع.. والهلباوي يسمع ويرى، ولا ينطق بحرف واحد!!

 

(3) المشهد الثالث:

الهلباوي في مقابلة معه على قناة (دريم) خلال شهر أبريل 2012م، يهاجم بشدة جماعة الإخوان، ويعلن استقالته من الجماعة، مع انه ليس عضوا فيها منذ عشر سنوات! ويخص بالهجوم الرجل الفاضل، والقيادي الإخواني المعروف الدكتور سعد الكتاتني، رئيس مجلس الشعب الحالي، لمجرد أن الكتاتني مدح ملك البحرين ومشروعه الإصلاحي! وطالب الهلباوي الإخوان بمحاكمة الكتاتني لأنه من (المداحين)!

ونقول للهلباوي: أصلح نفسك ثم ادعوا غيرك.. فهذا هو شعار الإخوان الذين تبرأت منهم.. ألست أنت الذي أفنيت عمرك وأنت تكيل المدائح للزنادقة من أعداء الله ورسوله وصحابته؟؟!!

 

أسباب هذه الظاهرة

1) هيمنة الجانب السياسي على الفكر، وتغليبه على الجانب العقدي.
2) عدم الاهتمام الكافي بمسألة الشيعة، والتعويل على ما يرونه ويسمعونه (تقيّة) من شخصيات ومعممي الشيعة، وليس الرجوع إلى أمهات كتب الشيعة لاكتشاف حقيقة عقائدهم.
3) الحماس الجامح للوحدة الإسلامية، بدون الوقوف أمام مسالة مدى جدية الطرف الآخر لهذه الوحدة، أو مدى صلاحيته أصلا ليكون طرفا في وحدة إسلامية حقيقية.
4) السذاجة، والقابلية -بامتياز- للاستغفال والاستحمار من قِبَل الشيعة.
5) القراءة المنقوصة والمجزأة للتاريخ الإسلامي، والغفلة عما فيه من أحداث وعبر.

 

نصيـحـــة

وهذه نصيحة للهلباوي، نقدمها ابتغاء مرضاة الله، بأن يعود إلى رشده ودينه، فالذي بقي من العمر أقل بكثير مما مضى.. ارجع إلى الحق، وراجع نفسك، واقرأ وتدبر، ولا تجعل من نفسك مطيّة لأصحاب الأهواء والفتن، واقرأ ونحن نقرأ معك:

بسم الله الرحمن الرحيم {واصـْبـِر نفسَكَ مع الذينَ يَدعون ربهم بالغداةِ والعشيِّ يُريدونَ وجهه ۖ ولا تـَعدُ عيناكَ عنهم تريدُ زينة الحياةِ الدنيا ۖ ولا تـُطِعْ من أغفلنا قلبهُ عن ذِكرنا واتـَّبعَ هواهُ وكان أمرهُ فـُرُطا} صدق الله العظيم.
سورة الكهف، آية 28