الرسائل البحرينية في المسألة الشيعية (29) :: 5 سبتمبر 2012م

إيران وبيتها الزجاجي

يقول المثل المشهور: "من كان بيته من زجاج فلا يرم غيره بحجر".

وقبل ذلك، يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت". (رواه البخاري)

 

منذ عام 1979م، أي منذ نجاح الثورة الصفوية الكهنوتية في إقامة دولتها في إيران، والضجيج القادم من أطراف طهران وقمّ لا يكاد يتوقف عن (الفردوس الأرضي) الذي أقامه آية الله العظمى روح الله الخميني في بلاد فارس!

عويل إعلامي لا يتوقف، ومليارات إيرانية تتداول في شتى أنحاء المجموعة الشمسية!

  كل ذلك من أجل تلميع صورة إيران عالميا، والترويج لدولة الإسلام العظمى، التي قامت على سواعد المراجع العظام لتحقق للبشرية جنة عرضها السموات والأرض، أعدّت للصفويين!

كيف حال إيران اليوم، وكيف يعيش الشعب الإيراني المسكين في ظلّ حكم الآيات العظام الذي مضى عليه ثلث قرن؟!

 

حال الشعب في دولة الولي الفقيه

دَخـْل إيران الشهري من النفط يزيد على الخمسة مليارات دولار. بناء عليه، يفترض أن يكون الشعب الإيراني في بحبوحة من العيش في جميع الجوانب الاقتصادية والصحية والاجتماعية والنفسية..

إليكم هذه الأرقام الواردة في إحصاءات رسمية وأهلية إيرانية:

 

أكثر من عشرة ملايين مواطن إيراني يعيشون تحت خط الفقر..

ذكرت صحيفة (آفتاب) نقلاً عن وزارة التربية والتعليم أن أكثر من 7 ملايين و135 ألف طالب مدرسي غير قادرين على مواصلة التعليم ممّا تسبّب في انخفاض عدد الطلاب في المدارس الإيرانية هذا العام إلى 12 مليوناً و300 ألف طالب، ما يعني أنّ نسبة 37% من الطلاب تركوا صفوفهم المدرسيّة في الموسم الدراسي 2012/2011م بسبب الفقر..

600 ألف مواطن يدخلون السجن سنوياً..

عدد المنتحرين في العام 2005م بلغ 5 آلاف و300 شخص، منهم 1841 رجلاً و3459 امرأة..

مركز الإحصاء الإيراني يعلن أن 47 مليون إيراني من بين 70 مليون نسمة عدد نفوس إيران وفقا لإحصاء 2007م، لا يتجاوز دخلهم اليومي 4300 تومان للفرد، أي ما يعادل 4 دولارات تقريبا..

أكدت عضوة لجنة مكافحة المخدرات في إيران فاطمة رستمي لوكالات الإعلام، أن عدد مدمني المخدرات في إيران وصل إلى 1.2 مليون مدمن وأن معدل أعمار المصابين هو 32 عاما، وقالت: إن هؤلاء مدمنون على الأفيون والهيروين. وكان مسئولون إيرانيون أعلنوا تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات، بشكل خطير في إيران، خصوصاً في صفوف الشباب من طلبة المدارس المتوسطة والجامعات..

ذكرت منظمة العفو الدولية، في أحدث تقاريرها، تزايد حالات الإعدام في إيران بتهمة المخدرات، مضيفة أن عام 2011م شهد ارتفاعا في أعداد عقوبة الإعدام إلى 488 شخصا.

ويتحدث آية الله محسن كديوَر، وهو المجتهد والمثقف الإصلاحي البارز بحرقة عن أن الأرقام الرسمية أظهرت أن كثيرا من المساجد لا تقام فيها الصلوات بشكل منتظم، مضيفاً أن المساجد تخضع لسلطة مكتب مرشد الثورة علي خامنئي، بحيث أصبح من العسير على من هو ليس في الخط الرسمي لتوجهات هذا المكتب أن يحصل على مسجد لإقامة صلاة الجماعة أو العيد..

قال آية الله شاهرودي رئيس السلطة القضائية: "لدينا سنويا ستة ملايين ملف جديد في الجهاز القضائي والذي يعتبر أمر غير مسبوق في العالم".. أي إن الشعب الإيراني أكثر الشعوب إجراما في العالم..

قال عبد الرضا كردي الأستاذ في جامعة طهران: "حسب الإعلان الرسمي و تقرير إدارة الصحة النفسية في وزارة الصحة، يوجد حاليا 15 مليون مريض مبتلى بالأزمات النفسية، ويجب أن لا نكون لا مبالين على هذه الإحصائية".

 

اختلاس يليق بالآيات العظام!

تفجرت فضيحة فساد مالي كبرى في عام 2011م أبطالها مقربون من كبار المسئولين، وتقول التقارير التي نشرت حتى الآن حول هذه القضية إن المتهم الرئيس في هذه الفضيحة قام باستغلال علاقاته مع مسئولين كبار في البنوك الإيرانية الكبرى لشراء صكوك ائتمان بقيمة ملايين الدولارات، من دون أن يدفع المبالغ المستحقة عليه، ويصل إجمالي هذه المبالغ إلى ثلاثة مليارات دولار.

ونسبت (العربية نت) إلى أحمدي نجاد قوله بأن "مجتبى نجل خامنئي هو من يقف خلف قضية الاختلاس"، وأن "مجتبى خامنئي ينوي تحويلي إلى كبش فداء واتهامي أنا وحكومتي للتغطية على هذه القضية حتى يزيحني من طريقه. لكنني لن أسكت على هذا الموضوع، وإن لزم الأمر سأكشف عن خبايا القضية في الوقت المناسب". (العربية نت بتاريخ 3 نوفمبر 2011م)

 

الدجاج لأبناء الآيات فقط

فـُـقـِـدَ الدجاج، الأكلة الشعبية الأولى، من الأسواق الإيرانية منذ عدة أشهر!!

"وحين يعثر الإيرانيون عليها بعد الوقوف لساعات في طابور طويل يدفعون في الكيلو ما كان سعره أقل من دولارين العام الماضي، وأصبح الآن 6 دولارات، أي تقريبًا 73 ألف ريال، في بلد دخل الفرد الشهري فيه 370 دولارًا، لذلك بدأت الأزمة (تنتف ريش) النظام بدءًا من مدن الأرياف". (مفكرة الإسلام، بتاريخ 31 يوليو 2012م)

وهكذا عجزت إيران الكهنوتية، التي تريد قيادة العالم الإسلامي، عن توفير الدجاج لشعبها!

هذا هو حال إيران اليوم: تنفق المليارات على النووي والمناورات العسكرية شبه اليومية والإعلام الكاذب، بينما شعبها يعاني من الفقر والحرمان، بل من الحرية والكرامة.. وهذه هي دولة الولي الفقيه المثالية العادلة، الكاملة المكتملة، التي لا ينقصها سوى أن يظهر المهدي، عجل الله تعالى فرجه الشريف ليستلم الراية من أحمدي نجاد!!

 

مصادر الإحصاءات الواردة في المقال:
1) مقال صافي الياسري (إيران.. إحصاء رسمي.. 47 مليون إيراني تحت خط الفقر)، جريدة الوطن الدولية، 1 فبراير 2010م.
2) مقال صباح الموسوي (المشروع النووي ومأساة الشعوب الإيرانية)، جريدة الوطن البحرينية، 23 ديسمبر 2011م.
3) تقرير بجريدة الوطن البحرينية، 4 يناير 2012م.
4) مقال صباح الموسوي (إيران بين أكثر من أزمة وأزمة)، جريدة الوطن البحرينية، 11 نوفمبر 2011م.
5) مقال صباح الموسوي (هل يصلح العطار ما أفسده نظام ولاية الفقيه؟)، جريدة الوطن البحرينية، 4 نوفمبر 2011م.
6) وثيقة آية الله رستكاري المرسلة إلى خامنئي في الرابع عشر من ذي القعدة 1427هـ.