الرسائل البحرينية في المسألة الشيعية (30) :: 17 سبتمبر 2012م

إيران ونهجها الوحدوي!!

لا يكفّ نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران عن ترديد شعارات الوحدة الإسلامية ليل نهار، وتعمل أجهزة الإعلام الكهنوتي الإيراني بكامل طاقتها في إظهار إيران بوصفها قائدة المسيرة الإسلامية الوحدوية في هذا العصر! هذا الإعلام الذي أيقن الكون كله بمدى (مصداقيته) حين تعامله مع خطاب الرئيس محمد مرسي في قمة طهران لدول عدم الانحياز!

 

تتبنى إيران سياسة ظاهرها الوحدة، و(باطنها من قِبَلِها العذاب):
اخترعت لعبة تسمى (يوم القدس العالمي)، بزعم اهتمامها بالقضية الفلسطينية..
ترعى مؤتمرات الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب، وهي مؤتمرات ضرّها أقرب من نفعها بالنسبة لأهل السنّة..
فقاعات إعلامية أخرى من حين لآخر، مثل تهديدات أحمدي نجاد شبه المستمرة لأمريكا وإسرائيل (وأظنه ينتظر الإذن من المهدي المنتظر لتنفيذ تهديداته)!
تنفق المليارات في كسب (أو شراء) الجرائد والمجلات ووسائل الإعلام المختلفة، وقبل ذلك أو مع ذلك: شراء الضمائر والعقول في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، من أجل تلميع صورتها وتحسين وجهها القبيح. ولكن، هل يصلح العطار ما أفسد الدهر!

 

والآن، لنستعرض بعض المواقف (الوحدوية) لجمهورية إيران الإسلامية:

 

1) الشيشان: على عكس العالم الإسلامي، انحازت إيران بشكل سافر إلى جانب روسيا، وضد استقلال الشيشان، بل وحتى ضد رد بعض المظالم التي يعاني منها الشعب الشيشاني منذ عقود.

فمنذ أن بدأت الحرب الشيشانية الأولى عام 1992م بقيادة الرئيس جوهر دوداييف رحمه الله، ومرورا بالحروب الأخرى التي اندلعت في الأعوام اللاحقة، وموقف إيران موقف مخز ومنحاز تماما للجانب الرسمي الروسي!

 

2) أذربيجان: منذ أن اندلعت أزمة إقليم (ناغورنو كاراباخ) بين أذربيجان وأرمينيا عام 1991م، وإيران تقف بكل قوة مع أرمينيا النصرانية المتعصبة، ضد جارتها المسلمة أذربيجان!

وبالمناسبة، فإيران نفسها تحتل جزءا كبيرا من أذربيجان، والجزء الذي يسمى اليوم (جمهورية أذربيجان) لا يشكل إلا أقل من نصف أذربيجان التاريخية الكبرى!

 

3) أفغانستان: في يناير 2004م، أشار محمد علي أبطحي نائب الرئيس الإيراني للشئون القانونية والبرلمانية في محاضرة ألقاها في (مؤتمر الخليج وتحديات المستقبل) بالإمارات، إلى أنه "لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة"..

"لولا طهران".. هذا هو العار الأبدي لمعممي طهران وقمّ..

إيران، وبسياستها (الإسلامية الأخوية الوحدوية)، أعانت (الشيطان الأكبر الأمريكي) على احتلال دولتين إسلاميتين!

 

4) العراق: إيران هي الشريك غير المعلن لأمريكا في احتلال العراق في مارس 2003م!

فمنذ اللحظات الأولى لدخول القوات الأمريكية إلى العراق، أدخلت إيران أيضا وحدات من قواتها الرسمية، مثل فيلق القدس، أو القوات العميلة لها، مثل أوباش المجلس الإسلامي الأعلى التابع لآل الحكيم.

وهي التي تشرف على عمليات جيش المهدي الذي يقوده الأحمق المطاع مقتدى الصدر. وهذه القوات هي المسئولة عن معظم الجرائم التي ارتكبت ضد أهل السنة من قتل وتعذيب وتهجير واستيلاء على المساجد وتحويلها إلى حسينيات!

 

5) تركيا: نكتفي بإيراد هذا الخبر عن جريدة (اليوم السابع) المصرية، عدد 3 سبتمبر 2012م، نقلا عن صحيفة (دي فيت) الألمانية "إن جواسيسَ إيرانيين ساعدوا حزب العمال الكردستاني في الهجوم الذي شنه أمس الأحد، على القوات التركية. لافتة إلى أن هؤلاء الجواسيس يحاولون نقل الحرب الأهلية السورية إلى تركيا. وأشارت الصحيفة إلى أن إيران قد دربت 100 عميل فى تركيا منذ مارس 2012م، وأنهم كانوا على صلة وثيقة بحزب العمال الكردستاني، مشيرة إلى قيام السلطات التركية يوم الجمعة الماضي بالقبض على شبكة تجسس إيرانية مكونة من تسعة أشخاص، وأشارت أيضًا إلى أن التحقيقات أثبتت قيامهم بالتجسس على المؤسسات الأمنية بتصوير مواقع عسكرية تركية".

وأضافت الصحيفة "أن القبض على هذه الشبكة يجيب عن التساؤل الذي كان يحيّر السلطات التركية بشأن ارتفاع كفاءة حزب العمال الكردستاني المفاجئ، مشيرة إلى أن صحيفة (زمان) التركية قد أكدت هذه المعلومات".

هذه هي (وحدوية) إيران: ينال خيرها كل الدول، كبيرة كانت أم صغيرة.

 

6) اليمن: تتجلى (السياسة الإسلامية الوحدوية) لإيران في اليمن من خلال دعمها لكل من الحوثيين في الشمال، والانفصاليين في الجنوب. وهكذا تنهال خيرات (الولي الفقيه) على الشعب اليمني من الجهتين: الشمال والجنوب! وقد استغلت (الجمهورية الإسلامية) تردي الوضع الأمني والسياسي في اليمن أبشع استغلال، فزرعت جواسيسها وعملائها في كل مكان.

قالت صحيفة (البيان) الإماراتية، في عددها يوم 19 يوليو 2012م: "أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أمس، عن القبض على شبكة تجسّس إيرانية تعمل في اليمن منذ سبع سنوات، في وقت أفادت مصادر دبلوماسية أن قيادياً من حزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح التقى في بيروت أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله، للبحث والتنسيق بين قيادات حزب صالح وتنظيم الحوثيين في اليمن".

كما نقلت (العربية نت) يوم 31 أغسطس 2012م الخبر التالي: "اتهمت المخابرات اليمنية السلطات الإيرانية بدعم خلية تجسس في مدينة عدن جنوب البلاد، بهدف التجسس على القنصلية السعودية في عدن. وقال الضابط بالاستخبارات اليمنية، نجيب عبد اللطيف البدوي، إن أفراد هذه الخلية يمنيون بينهم 4 من محافظة صعدة التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، وقيادات في الحراك الجنوبي الموالي للرئيس اليمني الجنوبي الأسبق علي سالم البيض".

 

7) سوريا: وسوريا هي الكاشفة الفاضحة! فقد أسقطت الثورة السورية ورقة التوت الأخيرة عن جسد سماحة (آية الله العظمى وليّ أمر المسلمين)!! إذ تشارك إيران اليوم بصورة مباشرة في قمع الشعب السوري البطل، من خلال خبرائها العسكريين، وأتباعها في حزب اللات والعزى اللبناني!

وبسبب هذا الموقف الإيراني المخزي، أصبح العملاء من المتلقّين للتومان الإيراني، و(المفكرون) من المفتونين بالسياسة (الوحدوية) لإيران في أسوأ أحوالهم: رؤوسهم منكسة، وألسنتهم مربوطة وعاجزة عن ضخّ المزيد من الدعاية لدولة (الولي الفقيه الوحدوي).

 

الفضيحة الإيرانية بالتدخل الطائفي في سوريا

(نقلا عن مجلة الراصد)

 

8) إيران: وماذا عن إيران نفسها؟! ألا يستحق الأمر بضعة سطور لإثبات مدى جدية (الجمهورية الإسلامية) في تطبيق سياستها (الوحدوية) على مواطنيها من أهل السنة والجماعة؟!

منذ نجاح الثورة الإسلامية (الوحدوية) في عام 1979م، وحتى هذه اللحظة، لم نَرَ وزيرا واحدا سنيا في عشرات الحكومات المتعاقبة، ولا وكيل وزارة، ولا حتى مديرا في وزارة من الوزارات! ولم يُعيّن سني واحد في منصب المحافظ، ولا نائب المحافظ، حتى لو كانت المحافظة المعنية سنية خالصة! ولم يسمح -لحد الآن- لأهل السنة في العاصمة طهران ببناء مسجد واحد!

أما جرائم القتل والتصفية لقادة وعلماء ومفكري أهل السنة، فحدث عنها ولا حرج!

لقد طالت هذه التصفيات شخصيات سنية من مختلف مناطق إيران، هي من أعلم وأطهر وأفضل الناس.

ولكن .. ما شأن (الولي الفقيه) بالعلم والطهر والفضل؟!.