الرسائل البحرينية في المسألة الشيعية (41) :: 16 يوليو 2013م

تنبيه البشر إلى خطيئة المليارات الاثنى عشر

(1)

تحرص حكومات الخليج العربي، عن طريق أجهزتها الإعلامية، على أن توصف بالرشْد، فيقال: أمرت الحكومة الرشيدة، أو فعلت الحكومة الرشيدة وهكذا..
إن قيام بعض حكومات خليجنا العربي بدفع مبلغ 12 مليار دولار لمصر، عقب الانقلاب العسكري مباشرة لهو دليل على بُعد هذه الحكومات عن كل ما له علاقة بـ(رشد يرشد فهو رشيد)!

 

لقد أضاعت حكوماتنا البوصلة، واتجهت بقضها وقضيضها إلى ميدان مفتعل للمعركة، ميدان يبعد بنا كل البعد عن المعركة الحقيقية، معركة المصير التي تهدد وجودنا في الخليج، شعوبا وحكومات.

إنها معركة وجود لا حدود: معركة التصدي لإيران ومشروعها الصفوي التوسعي، القائم على أحقاد دينية وثارات تاريخية وأطماع سياسية.

 

(2)

ماذا يعني تدخل بعض حكوماتنا بهذه الطريقة الفجة في الشأن الداخلي المصري!

ألسنا نعاني نحن من تدخلات ومؤامرات إيران منذ عقود، ألسنا نولول ليلا ونهارا، سرا وجهرا، مطالبين إيران بوقف تدخلاتها؟

نشتكي للدول والمنظمات الدولية من تدخلات إيران ثم نعبث بمصر، وشعب مصر، وأمن مصر بهذه الطريقة الظالمة!

 

الظلم ظلمات في الآخرة، ونزع للبركات في الدنيا، و"اتق دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب". (رواه البخاري ومسلم)

 

(3)

ندع إيران تحتل جزرنا منذ 42 عاما، وننصرف نحن لتمويل الانقلابات في مصر، وللإنفاق على الحملات الصليبية في أفغانستان ومالي؟

 

ألسنا نكتشف يوميا خلايا إيرانية في البحرين والسعودية والكويت، أليست إيران تهدد وتتوعد بضم كامل الخليج العربي إليها بوصفه حقا تاريخيا لها، ثم بعد كل ذلك نهدر المليارات على التآمر على الشعب المصري وحكومته الشرعية المنتخبة!

أي عقلية هذه، وأي مستشار سوء أشار عليكم بهذه السياسة؟

 

إيران تزرع الخلايا النائمة -التي بدأت تستيقظ- في مجتمعاتنا، وتدرب الشيعة الخليجيين الموالين لها استعدادا ليوم الفصل، وتدرب المتمردين الحوثيين في قواعدها في إريتريا، وترسل كميات الأسلحة الهائلة والمتنوعة إلى صعدة، ونحن مشغولون بإتلاف أموال الشعب الخليجي في مصر ومالي وجزر واق الواق!

أليس منكم رجل رشيد، ألا يوجد في بطانة أحد منكم رجل صالح!

 

اللهم إنا نبرأ إليك مما صنع حكامنا، ولا حول ولا قوة إلا بك.

 

(4)

ألم يكن من الأولى أن ننصر بهذه المليارات إخواننا أهل السنة في العراق، الذين يُذبحون منذ عشر سنوات..

ألم يكن من الأولى أن ننصر بهذه المليارات الشعب السوري البطل الذي يتعرض للإبادة، بدل أن تكتفي بالمساعدة بـ(القطارة)، حتى لا نغضب العمّ الأمريكي..

ألم يكن من الأولى أن ننصر بهذه المليارات أهل السنة في لبنان، الذين يعانون من بطش حزب اللات والعزى..

ألم يكن من الأولى أن نستعين بهذه المليارات للتصدي للمشروع الإيراني الشعوبي الذي أوشك بنيانه أن يكتمل، ليمتد من طهران إلى بيروت، عبر بغداد ودمشق؟!

.. سبحانك ربي هذا بهتان عظيم.

 

(5)

وختامه ليس بالمسك: هل تعتقد حكوماتنا (الرشيدة) فعلا أن هذه المليارات الاثنى عشر ستذهب لمصلحة الشعب المصري الشقيق؟ .. أبدا..

الذين سينهبون هذه المليارات هم المجرمون ذاتهم الذين نهبوا خيرات مصر على مدى ثلاثة عقود..

الذين سيلتهمون هذه المليارات هم الفلول الذين عادوا إلى السلطة بانقلاب عسكري، تحت لافتة شعبية مصطنعة، بمباركة دينية مزورة.

 

ماذا فعلتم وتفعلون بنا يا حكومات الخليج..
اللهم ألهِم حكامنا أمر رشدٍ ينصفون به شعوبهم، وينصرون به أمتهم، ويعرفون به كيف يحافظون على عروشهم.. اللهم آمين.