الرسائل البحرينية في المسألة الشيعية (44) :: 9 نوفمبر 2013م

مخالب الولي الفقيه

بعد نجاح الثورة الكهنوتية في طهران عام 1979م مباشرة، بدأ الوليّ الفقيه العمل على إيجاد تجمعات شيعية موالية له ولاء تاما لا لبس فيه ولا تهاون. تجمعات شيعية في بلدان إسلامية سنية، تدين له بالطاعة العمياء، على حساب شعوب هذه البلدان ومصالحها ودينها.

تعمل هذه التجمعات عمل المخالب، التي تستعملها إيران لنهش ضحاياها وابتزازها، لصالح مشروعها الطائفي البغيض، ذلك المشروع المسمى قديما بـ(الشعوبية)، ونسميها اليوم بـ(الصفوية).

لم تجد إيران صعوبة في تجنيد هذه التجمعات الشيعية، ولم تكن في حاجة لبذل عظيم الجهد لكسب ولائها، لأن الولاء لإيران موجود من الأصل، باعتبارها مركز التشيع و(أم القرى)، كما نص على ذلك المفكر الإيراني محمد جواد لاريجاني في نظريته، وهو شقيق علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني.

 

وهكذا، مدت إيران مخالبها إلى شتى أنحاء العالم الإسلامي، لتثير الفتن والقلاقل والاضطرابات، وإليكم أهم هذه (المخالب) الصفوية التي تنهش في أجساد أهل السنة:

 

1) في العراق

يعتبر (حزب الدعوة) الشيعي من أهم وأقدم المخالب التي تتبع الولي الفقيه.

تأسس هذا الحزب في أواخر الخمسينيات في (النجف الأشرف)، وإن شئتم: (النجس الأنجس)! على يد مجموعة من المعممين والأفندية، مثل محمد باقر الصدر ومحمد مهدي الحكيم ومرتضى العسكري وعبدالصاحب دخيّل وغيرهم.

تمزق الحزب إلى أشلاء ممزقة، ولكن ظلت (أنفاس) الولي الفقيه هي الملهمة والموجهة.

 

ومن المخالب الأخرى المهمة لإيران (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق)، والذي تحول اسمه إلى (المجلس الإسلامي الأعلى في العراق)، وإن شئتم (المجلس المجوسي الأعلى في العراق)!

وهو تنظيم يتبع آل الحكيم، وهم من أصول إيرانية، وليس عربية كما قد يظن البعض.

ويتبع الحزب (فيلق بدر) الذي لعب دورا هاما في تعزيز سلطة المحتل الأمريكي، وساهم مساهمة فعالة في الجهاد ضد (النواصب التكفيريين الصدّاميين الوهابيين)!!

 

وهناك أيضا ما يعرف بـ(التيار الصدري)، الذي يقوده الأحمق المطاع مقتدى الصدر، وهو تيار فوضوي يعتمد في إرثه المرجعي والفكري على المرجع محمد بن محمد صادق الصدر، المقتول عام 1999م.

يتبع هذا التيار (جيش المهدي)، صاحب المركز الأول -وبجدارة- في أعمال القتل والإرهاب ضد سنّة العراق.

 

أما (عصائب أهل الحق)، فهو تنظيم منشق عن التيار الصدري، يقوده مجوسي لا يقل عن مقتدى إجراما وكراهية للسنّة، هو قيس الخزعلي.

 

وهناك (حزب الفضيلة)، وأي فضيلة مع الخُمس والمتعة!! يتبع هذا الحزب مرجعية الشيخ محمد اليعقوبي، الذي كان من تلامذة محمد صادق الصدر.

 

هذه هي أهم المخالب الإيرانية في العراق: جماعات وتنظيمات تختلف فيما بينها، وتتفق في العداء لأهل السنّة..

تختلف على الغنائم، وتتفق في الولاء للعمائم السود، من ذرية كسرى يزدجرد.

 

2) في البحرين

تتفق التجمعات الشيعية في البحرين على هدف واحد هو الوصول إلى سدة الحكم واستئصال السنّة، وقد تختلف فيما بينها على بعض التفاصيل والآليات.

 

والتجمع الرئيس الذي يمثل المشروع الإيراني في البحرين يتمثل في (جمعية الوفاق)، التي تأسست على أنقاض فرع حزب الدعوة في البحرين، وللجمعية قيادة دينية تتمثل في (المجلس العلمائي) غير المرخص، بقيادة بعض المعممين، وأهمهم صاحب العمامة البيضاء عيسى قاسم، ويمثل مرجعية خامنئي، وصاحب العمامة السوداء عبد الله الغريفي، ويمثل مرجعية محمد حسين فضل الله، الموصوف بـ(الاعتدال)!

تتحمل جمعية الوفاق المسئولية الكبرى عما ارتكبه الصفويون من أعمال القتل والإرهاب مع اندلاع ثورتهم المزعومة في 14 فبراير 2011م، وقد كان بعض السياسيين السذّج من أهل السنّة يصفونها بالاعتدال قبل الأحداث.

 

وهناك تجمعات شيعية أخرى، مثل (حركة حق) بقيادة حسن مشيمع..

و(حركة الوفاء) بقيادة عبد الوهاب حسين، وهما معتقلان حاليا.

 

أما التيار الشيرازي في البحرين، فيتمثل في (جمعية الرسالة)، وواجهتها السياسية (جمعية العمل الإسلامي)، ومسماها القديم (الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين)!

 

3) في لبنان

كان تأسيس (حزب الله)، وإن شئتم (حزب اللات) في بداية الثمانينيات بداية مرحلة جديدة في تاريخ لبنان المعاصر.

فقد دخلت إيران (بالطول والعرض) إلى الساحة السياسية اللبنانية، مستفيدة من ثلاثة عوامل: تحالفها الاستراتيجي مع النظام النصيري في سوريا، وغياب مشروع عربي سني، والتعاون الخفي مع أمريكا، أو (الشيطان الأكبر)!

وأصبح حزب اللات يمثل صورة واضحة وناجحة، للمخلب الإيراني المتوحش، الذي ينهش لحوم أهل السنة في لبنان وسوريا بالأخص.

يقول إبراهيم السيد رئيس المجلس السياسي لحزب اللات: "نحن لا نقول أننا جزء من إيران، نحن إيران في لبنان، ولبنان في إيران"!
(جريدة النهار اللبنانية، في 5 مارس 1987م)

 

أما (حركة أمل) الأقدم وجودا من (حزب اللات)، والتي تتعامل بـ (علمانية وطنية) مع النصارى، وبـ(حقد مذهبي) مع أهل السنة، فقد تحولت إلى شريك أصغر لحزب اللات بفعل الضغوط السورية.

أسس هذه الحركة موسى الصدر، الذي غاب عن الأنظار عام 1978م، ولا نعلم إن كان قد غاب بفعل من القذافي، أم اختار الانضمام للمهدي المنتظر في سردابه!

 

4) في اليمن

أصبح لـ(الحركة الحوثية) في اليمن من الخطورة والنفوذ مثل ما لحزب اللات في لبنان.

تمثل الحركة حالة دينية وسطى بين الزيدية الهادوية، والجارودية، والاثنى عشرية، وإن كان النفوذ الاثنى عشري يزداد توسعا وتغلغلا يوما بعد يوم.

أصل هذه الحركة هو (تنظيم الشباب المؤمن) الذي تأسس عام 1990م، ثم تحول إلى العمل العسكري ابتداء من عام 2004م على يد حسين بدر الدين الحوثي، والذي قتل في معارك 2004م، ويقود الحركة الآن شقيقه عبد الملك الحوثي.

 

يقول حسين الحوثي في درس من دروسه التثقيفية لشباب الحركة: "ليس معاوية بكلّه إلا سيئة من سيئات عمر بن الخطاب، وأبو بكر واحدة من سيئاته، عثمان واحدة من سيئاته. كل سيئة في هذه الأمة، كل ظلم وقع للأمة، وكل معاناة وقعت الأمة فيها، المسئول عنها أبو بكر وعمر وعثمان، عمر بالذات، لأنه هو المهندس للعملية كلها، هو المرتب للعملية كلها..."!
(دروس من هدي القرآن الكريم، سورة المائدة، الدرس الأول، في 13 يناير 2002م)

 

5) في أفغانستان

يمثل (حزب الوحدة) الشيعي حالة متقدمة للاختراق الإيراني في أفغانستان.

بعد الغزو السوفييتي لأفغانستان عام 1979م، وظهور الحركات والأحزاب السنية الجهادية، ومقاومتها الشرسة للاحتلال السوفييتي، أمرت إيران الشيعة الأفغان بتأسيس حركات (جهادية) تمثل الشيعة في أفغانستان، فتأسست ثمانية أحزاب صغيرة، ثم أمرتها إيران بالوحدة فيما بينها استعدادا للمرحلة القادمة، فتأسس (حزب الوحدة) عام 1987م.

 

بقي أن نقول أن هذا الحزب الشيعي (الجهادي) لم يطلق رصاصة واحدة ضد الغزاة السوفييت، ولكنه أطلق العديد من الصواريخ إبان الاقتتال الداخلي المؤسف بين الفصائل الجهادية السنية!

 

6) في باكستان

أسست إيران (حركة تنفيذ الفقه الجعفري) في باكستان عام 1979م، أي بعد الثورة الإيرانية مباشرة.

قامت هذه الحركة بإظهار قوتها في عام 1980م، وذلك عن طريق جمع الآلاف من الناس في إسلام آباد للاحتجاج ضد تنفيذ قانون الزكاة.

وبعد أن جرت اشتباكات دموية مع السلطات في مدينتي إسلام آباد وكويتا، أرغمت الحركة الجنرال ضياء الحق أن ينصاع لمطالبهم من أجل تنفيذ نظام منفصل للزكاة لهم. وقد كان تأسيس (جيش الصحابة) عام 1984م ردة فعل سنية على تطاول واستفزازات هذه الحركة. رئيس الحركة الحالي صاحب عمامة سوداء اسمه سيد حامد علي شاه موسوي!

 

هذه بعض من مخالب النهش والتقطيع..

وللولي الفقيه أيضا أبواق تخدم المشروع الصفوي إلى جانب المخالب، وسيكون لنا مع هذه الأبواق وقفة خاصة بإذن الله.