الرسائل البحرينية في المسألة الشيعية (54) :: 18 مايو 2014م

النار المقدسة المجوسية

سقطت الإمبراطورية الفارسية المجوسية تحت ضربات جيوش الفتح الإسلامي، بقيادة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم..

فكانت ملحمة القادسية في عام 15هـ، وفتح المدائن عام 16هـ، ثم معركة نهاوند، والتي سميت بـ(فتح الفتوح) عام 21هـ.

سقطت الدولة الراعية للنار المقدسة، ودخل الفرس في دين الله أفواجا بكل صدق وحماس، إلا القليل منهم، من الذين تظاهروا بالإسلام ولا تزال النار المجوسية تستعر في قلوبهم!

 

في القرن الثاني الهجري ظهرت بوادر (الشعوبية)، وهي حركة فارسية تتظاهر بالإسلام، وتستبطن دين (الآباء والأجداد)، وتكره الإسلام، وتحتقر العرب.

استغل الشعوبيون الفرس الحرب الأهلية بين الأمويين والعباسيين، فالتحقوا بالثورة العباسية، وهدفهم البعيد ولكن الواضح: إعادة النار المقدسة. وقد انتبه آخر ولاة الدولة الأموية على خراسان، نصر بن سيار، إلى هذا الهدف الخطير فصرخ محذرا:

 

فإن يك أصبحوا وثوَوا نياماً..
.. فقل قوموا فقد حان القيام
ففرّي عن رحالك ثم قولي..
.. على الإسلام والعُرب السلام

 

وكرر تحذيره:

 

قوم يدينون ديناً ما سمعت به..
.. عن الرسول ولا جاءت به الكتبُ
من يكن سائلي عن أصل دينهم..
فإن دينهم أن تُقتلَ العربُ

 

واستغل بقايا المجوس ظاهرة التشيع، فدخلوا فيه أفواجا، متظاهرين بحب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستغلوا كذلك الصراعات السياسية والحروب الطاحنة من أجل (الكرسي) والتي سادت العالم الإسلامي، فكانت الفترة من القرن الثالث إلى الخامس فترة ذهبية بالنسبة لهم، أقاموا خلالها (الدول الخبيثة) التي تظاهرت بالإسلام واستبطنت المجوسية وكل ما هو ضد الشرع الحنيف، فأقاموا الدولة العبيدية في شمال أفريقيا ومصر، والدولة البويهية في فارس والعراق، والدولة القرمطية في الجزيرة العربية، ودولة الحشاشين في شمال فارس.

 

الاحتفال بعيد النيروز

يحتفلون بالنار في عيد النيروز المجوسي

 

عيد النوروز عند المجوس والروافض

احتفال الشيعة بالنار المجوسية

 

احتفال الشيعة بعيد النيروز المجوسي

الشيعة يحتفلون بالنار في عيد النيروز المجوسي

 

وكما أسقط الصحابة رضي الله عنهم الدولة المجوسية الأم، ظهر أبطال من أمثال صلاح الدين الأيوبي وعماد الدين زنكي ونور الدين محمود وطغرلبك السلجوقي وغيرهم، فأسقطوا معظم هذه الدول المجوسية الجديدة تباعا.

 

ولكن هل استسلم سَدَنة بيت النار! أبدا..

 

في بداية القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي) قامت الدولة الخبيثة الصفوية، فأعملت السيف في رقاب المسلمين من أهل فارس، ونشرت دين (الآباء والأجداد) بالحديد والنار، وأصبح نشر الزندقة سياسة رسمية للدولة، فظهرت كتب (بحار الأنوار) و(الوافي) و(التفسير الصافي) و(الأنوار النعمانية) وغيرها، والمليئة لكل ما هو مخالف لشرع الله سبحانه وتعالى. وتحولت ظاهرة سب ولعن الصحابة إلى عمل مؤسسي منظم!

 

أسقط الثوار الأفغان الدولة الصفوية في حوالي عام 1724م، ولكن النهج الصفوي استمر إلى اليوم، وأقيمت بيوت النار وانتشرت وازدهرت في عدة مدن، أهمها كربلاء والنجف وقم ومشهد، ولكنها حملت تسميات جديدة: الحوزات العلمية!

 

وأصبح للسدنة -سدنة بيوت النار- كذلك تسميات جديدة: آيات الله العظمى، ومراجع التقليد العظام، الذين يزيدون في الدين وينقصون، حسب الطلب والرغبة! وأصبح الدين مجموعة شعائر ومبادئ يمكن التلاعب فيها حسب الحاجة!

يقول المامقاني (ت 1352هـ)، وهو أحد كبار سدنة بيت النار المعاصرين: "إن القدماء كانوا يعدون ما نعده اليوم من ضروريات مذهب الشيعة غلوا وارتفاعا". (تنقيح المقال 3/23)

ويقول: "إن ما يعتبر غلوا في الماضي أصبح اليوم من ضرورات المذهب".
(تنقيح المقال 3/240)

 

ثم جاء السادن الأعظم، روح الله الخميني! ليشعل النار الكبرى عام 1979م، فامتدت الشرارة المقدسة إلى البحرين والسعودية وأفغانستان والعراق وسوريا ولبنان واليمن وإلى كل أنحاء المعمورة.

 

هل انتصرت النار المقدسة المجوسية! لا..

سيظهر جيل جديد، بعد جيل الصحابة وجيل صلاح الدين. جيل جديد يعلم علم اليقين أن العدو الذي في الشرق لا يقل خطرا عن العدو الذي في الغرب..

جيل جديد لا يؤمن بالخرافات: خرافة التقريب بين المذاهب، وخرافة التآخي بين المسلمين والمجوس..

هذا الجيل، لا غيره، سيطفأ النار المجوسية إلى الأبد، وسيفتح بلاد فارس من جديد، إن بالسيف أو بالقلم، وسيدمر ضريح (أبو لؤلؤة المجوسي) في كاشان، وسيزيل وكر الزندقة في قم.

سيظهر هذا الجيل قريبا.. قسما بالله سيظهر.