الرسائل البحرينية في المسألة الشيعية (56) :: 14 يونيو 2014م

الخارطة الشيعية في البحرين

يرجع الوجود الشيعي في البحرين إلى حقبة دولة القرامطة الشيعية الإسماعيلية (287-469هـ)، وقد بدأ تحول الشيعة من الديانة الإسماعيلية إلى الديانة الاثنا عشرية في حوالي القرن السابع الهجري (الثالث عشر ميلادي).

أما نسبتهم من بين المواطنين فتقدر بحوالي 50%، وقد مرت على البحرين فترات معينة كان الشيعة فيها أغلبية، كفترة حكم القرامطة، وفترة الاحتلال البرتغالي (1521-1602م)، وما عدا ذلك، فإن أهل السنة كانوا يشكلون الأغلبية.

 

أولا: الخارطة العقدية والفقهية

 

1) الأصولية والأخبارية:

ينقسم الاثنا عشرية إلى أصوليين وأخباريين، وقد اندلع صراع عنيف بين الجانبين في إيران والعراق في الفترة من أواخر القرن السابع عشر الميلادي، إلى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وقد أدى هذا الصراع إلى انتصار التيار الأصولي، وانحسار التيار الأخباري واستمراره في أماكن محدودة كبعض مناطق الخليج العربي.

يعتمد الأخبارية في استنباط الأحكام على الأخبار الواردة في كتبهم الحديثية فقط، ويحرمون الاجتهاد، ويجيزون تقليد الميت، ولا يعتمدون على شيء من المدركات العقلية في إثبات الأحكام الشرعية.

ويشكل الأخبارية اليوم أقلية بين الشيعة في البحرين، وهم قريبون من السلطة السياسية، ولا يتبنون نظرية ولاية الفقيه.

وسبب قربهم من الدولة هو حاجتهم إلى دعمها في مواجهة التيار الأصولي، وليس لأنهم أقل تطرفا في الناحية العقائدية، بل هم يلتزمون بكل الخرافات والشركيات التي تشكل مجمل الديانة الاثنا عشرية.

يعتمد الأخبارية بالدرجة الأولى على النتاج الفقهي لكل من الشيخ يوسف آل عصفور البحراني الدرازي (ت 1186هـ)، وابن أخيه الشيخ حسين آل عصفور البحراني الدرازي (ت 1216هـ).

ومن أهم رموز التيار الإخباري اليوم: الشيخ محسن العصفور، وهو الرئيس الحالي لـ(مجلس الأوقاف الجعفرية)، والدكتور محمد علي الستري، وهو وزير سابق، والشيخ محمد طاهر المدني، وهو ابن الشيخ سليمان المدني (ت 2003م)، والذي كان أشهر علماء الأخبارية في البحرين.

أما الأصوليون، وهم الغالبية، فيعتمدون على أصول وقواعد اجتهادية بالإضافة إلى النصوص الحديثية، ومعظمهم لا يجيزون تقليد الميت، ويعتبرون العقل مصدرا من مصادر التشريع.

والتيار الأصولي متعدد الانتماءات من الناحية الفقهية والمرجعية والسياسية.

من أهم مراجع التقليد لدى أصوليي البحرين: علي السيستاني وعلي خامنئي ومحمد حسين فضل الله ومحمد الشيرازي ومحمد تقي المدرّسي.

ومن أهم رموزهم الدينية المحلية: الشيخ عيسى قاسم، وهو يتبنى ولاية الفقيه الخمينية، والسيد عبد الله الغريفي، وهو ممثل تيار فضل الله في البحرين، والشيخ محمد علي المحفوظ، وهو يقود التيار الشيرازي في البحرين، والشيخ عبد العظيم المهتدي البحراني.

 

2) جماعة السفارة:

جماعة السفارة، أو الجماعة المهدوية جماعة حديثة، تأسست حوالي عام 1986م، على يد شخص اسمه عبد الوهاب البصري، والذي ادعى أن المهدي أمره بأن يخاطب كل شيعي بالانضمام إليه، وأن "الإسلام أعظم من أن تستمد تعاليمه من غير المعصوم"، وبالتالي، سحب البساط من تحت أرجل المراجع والآيات العظام، فما الداعي لوجودهم وهو يستمد تعاليمه من المهدي مباشرة! وهذا ما دفع سائر المعممين الشيعة إلى شن حرب شعواء عليه وعلى جماعته، وفرض مقاطعة تامة عليهم.

لهذه الجماعة مشروع ثقافي فكري ضخم بعنوان (عندما نطق السراة)، يقدمون من خلاله أفكارا وتفاسير خرافية لقصص القرآن الكريم.

من أهم رموزهم: عيسى الشارقي أحد مؤسسي الجماعة، رضا رجب رئيس جمعية التجديد، الشيخ أحمد العريبي، جلال القصاب (كاتب)، رابحة الزيرة (كاتبة)، الدكتورة وجيهة البحارنة، والدكتورة سرور قاروني.

 

3) الشيعة الإسماعيلية:

توجد في البحرين أقلية صغيرة من ذوي الأصول الهندية، تنتمي إلى طائفة البهرة الإسماعيلية، ويعمل معظمهم في التجارة، ويتبعون سلطان البهرة المقيم في الهند مفضل سيف الدين بن محمد برهان الدين، وشيخ الطائفة الحالي في البحرين هو مقداد أصغر زين الدين.

الإسماعيلية يتبنون ترتيبا مختلفا لسلسلة الأئمة عما هو معروف عند الاثنا عشرية، فهم يقولون بإمامة إسماعيل بعد الإمام جعفر الصادق بدلا من موسى الكاظم.

 

ثانيا: التجمعات السياسية

 

1) جمعية الوفاق: وهي أكبر جمعية سياسية للشيعة، وتضم بقايا كوادر الفرع البحريني لحزب الدعوة، وأتباع نظرية ولاية الفقيه ومؤيدي حزب اللات، ويترأس الجمعية منذ تأسيسها عام 2001م الشيخ علي سلمان. لعبت هذه الجمعية الدور الرئيس في محاولة الانقلاب الصفوية في فبراير 2011م.

2) جمعية العمل الإسلامي: وهي الجناح السياسي للتيار الشيرازي في البحرين، وكانت وراء محاولة الانقلاب الصفوية في ديسمبر 1981م. يترأس هذه الجمعية الشيخ محمد علي المحفوظ، وهو خلف القضبان حاليا.

3) جمعية الرابطة الإسلامية: وهي الجمعية السياسية الشيعية الوحيدة التي تتبنى النهج الأخباري. يترأس الجمعية شفيق خلف.

4) حركة حق: يقودها حسن مشيمع، المنشق عن جمعية الوفاق، وهو الذي تلا بيان (إعلان الجمهورية) أثناء اعتصام الشيعة في دوار اللؤلؤة، وهو مسجون حاليا.

5) تيار الوفاء: بقيادة عبد الوهاب حسين، أحد منظري حزب الدعوة سابقا، والمسجون حاليا.

6) حركة الخلاص: يقودها من لندن عبد الرؤوف الشايب، وهو مطلوب من القضاء البحريني بسبب عدة قضايا أخلاقية.. يا له من ثائر!

7) حركة أحرار البحرين: يقودها من لندن المعارض الشيعي سعيد الشهابي، الذي أسس حركته عام 1982م. ويعتبر الآن أغنى لاجئ سياسي في العالم، إذ تغدق عليه إيران ملايين الدولارات، وقد كان يشغل سابقا منصب رئيس تحرير مجلة (العالم) الإيرانية.. يا له من وطني!

 

ثالثا: التجمعات الفكرية والثقافية

 

1) المجلس الإسلامي العلمائي: أسسه كبار معممي الشيعة، وفي مقدمتهم عيسى قاسم وعبد الله الغريفي في أكتوبر 2004م من غير ترخيص حكومي! وهو يمثل المرجعية السياسية والفكرية لمعظم الشيعة في البحرين.
يقود هذا المجلس تحالف من مقلدي الخامنئي والسيستاني وفضل الله، بينما تم استبعاد الشيرازيين والأخباريين. والسبب الرئيس في ذلك أن التيار الشيرازي يأنف من الانقياد لغير مرجعية آل المدرّسي وأخوالهم من آل الشيرازي، والتيار يتبنى نظرية خاصة في ولاية الفقيه، هي نظرية (شورى العلماء) التي تختلف بعض الشيء عن نظرية الخميني المسماة (نظرية ولاية الفقيه العامة المطلقة).
أما التيار الأخباري فلا يقول بهذه النظرية، ويحرم إقامة الدولة في عصر غيبة المهدي!

2) جمعية التوعية الإسلامية: تأسست على يد كوادر حزب الدعوة بترخيص حكومي، ثم أغلقت من قبل الحكومة.

3) جمعية الرسالة الإسلامية: من واجهات التيار الشيرازي.

4) جمعية آل البيت: يقودها الشيرازي المستقل عبد العظيم المهتدي البحراني.

5) جمعية التجديد: الواجهة الرئيسة لجماعة السفارة.

6) جمعية البحرين النسائية: تتبع أيضا جماعة السفارة.

7) جمعية المستقبل النسائية: تتبع جمعية الوفاق.

 

رابعا: أهم الحوزات الدينية

 

■ الحوزات الأخبارية:

 

1) حوزة العلمين في قرية بوري: ويشرف عليها الشيخ أحمد بن خلف العصفور.

2) حوزة جدحفص: ويشرف عليها الشيخ محمد طاهر بن سليمان المدني.

3) الحوزة المنصورية في سترة: ويشرف عليها أتباع الشيخ منصور الستري.

 

■ الحوزات الأصولية:

 

1) حوزة الإمام الباقر في قرية باربار: ويشرف عليها السيد جواد الوداعي.

2) حوزة النعيم: ويشرف عليها السيد علوي الغريفي.

3) حوزة الإمام زين العابدين في قرية بني جمرة: يشرف عليها أتباع الشيخ عبد الأمير الجمري.

4) حوزة الكوثر: يديرها الشيخ إبراهيم الأنصاري.

5) حوزة النور النسائية الأكاديمية: أسسها آية الله حسين النجاتي عام 2004م، والذي تم سحب الجنسية منه وطرده من البحرين قبل عدة شهور.