الرسائل البحرينية في المسألة الشيعية (35) :: 15 أبريل 2013م

شيعة البحرين: عناصر القوة والضعف

المشروع الصفوي الطائفي ما زال يعمل بجدّ ودهاء، وآثاره بادية للعيان في عدة بلدان، خاصة في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين.

والعمود الفقري لتنفيذ المشروع هم الشيعة القاطنون في هذه البلدان، بتخطيط وتوجيه وتمويل من حضرة الولي الفقيه في إيران.

حقق هذا المشروع نجاحات -إلى حين- في بعض البلدان، كالعراق ولبنان، وأخفق أكثر من مرة في البحرين، ويصارع من أجل البقاء في سوريا.

 

في البحرين، للشيعة طموح دائم لاستنساخ ما جرى في العراق، ولهم عناصر قوة تعينهم لتحقيق حلمهم هذا، ولكن لهم أيضا عناصر ضعف، تعيقهم عن تحقيق حلمهم الصفوي الكسروي!

 

أولا: عناصر القوة

1) الكثرة العددية: فنسبتهم لا تقل عن نصف السكان (من المواطنين)، وهذه ميزة خطيرة ومهمة، خاصة مع ما يروجون له من أساطير من كونهم السكان الأصليين، والسُنة غزاة جاؤوا من الخارج!

 

2) وضوح الهدف: فهم يريدون الحكم، وكل ما يروجونه من مطالب دون هذا الهدف، فلأسباب مرحلية فقط.

 

3) الدعم الخارجي: والمتمثل أساسا في إيران وأتباعها من المنظمات والتجمعات الشيعية في العراق ولبنان والكويت وغيرها.

وقد تجلى الدعم والتعاطف الإيراني تجاه شيعة البحرين منذ اليوم الأول لنجاح الثورة الكهنوتية في عام 1979م. ثم دخلت أمريكا على الخط ابتداء من أحداث 14 فبراير 2011م، لتقف مع الشيعة بكل قوة.

وهكذا تكرر العناق بين المشروعين الأمريكي والإيراني في البحرين، كما حدث سابقا في أفغانستان والعراق.

 

4) التغلغل في مفاصل الدولة: فهم يشكلون الأغلبية في كثير من الأماكن الحساسة، في القطاعين العام والخاص، مثل: وزارات الصحة والماء والكهرباء والأشغال والتعليم والمواصلات، وشركة نفط البحرين (بابكو)، وشركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، وشركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية (بتلكو)، وشركة طيران الخليج وغيرها.

 

5) وحدة القيادة السياسية: المتمثلة أساسا في جمعية الوفاق، التي -وبحسب نتائج انتخابات عامي 2006م و2010م- تحتل حوالي 80% من حجم الساحة الشيعية.

 

6) وحدة المرجعية الدينية: والمتمثلة أساسا في المجلس العلمائي، الذي يضم تيار ولاية الفقيه بقيادة الشيخ عيسى قاسم، وتيار مرجعية فضل الله بقيادة السيد عبد الله الغريفي، وبعض التيارات الأخرى.

 

7) الاستقلالية عن الدولة: فمعظم معممي الشيعة ليسوا من موظفي الدولة، ويتمتعون باستقلالية عنها.

كما أن للشيعة أوقافهم ومحاكمهم الخاصة بهم، وحوزاتهم العلمية مستقلة تماما عن الدولة.

 

8) التدريب العسكري: فكثير من أفرادهم تلقوا أنواعا من التدريب العسكري المبسط أو المكثف في معسكرات في إيران ولبنان، وهذا ما أكد عليه بعضهم من خلال ما كتبوه عن تجاربهم الشخصية، ومنهم شيعة بحرينيون وسعوديون.

 

9) النفوذ المالي: إذ يسيطر تجار الشيعة على تجارة المواد الغذائية وتجارة الذهب، وبعض من كبار الأغنياء هم من الشيعة، مثل المقاول الكبير الحاج أحمد منصور العالي، والحاج حسن العالي، وعائلة جواد وغيرهم كثير. وبعض هؤلاء متهمون من قِبَل السُنة بتمويل أنشطة الشيعة الدينية والسياسية.

 

10) الخـُمس: وهو من أهم عناصر القوة عندهم، إذ يوفر لمعممي الشيعة الاستقلال المالي عن الدولة، ويوفر لهم مصدرا ماليا دائما.

وقد نشرت بعض المصادر الإعلامية المحلية معلومات عن الثروة الكبيرة من أموال وعقارات، والتي يمتلكها كبير كهنتهم في البحرين الشيخ عيسى قاسم.

 

كشوف حسابات المعمم عيسى قاسم

كشوف حسابات الكاهن عيسى قاسم (اضغط على الصورة للتكبير)

 

11) وحدة الصف أمام الخصم: فهم لا يسمحون -إلى هذه اللحظة- بأن تتسبب خلافاتهم الداخلية في عرقلة خططهم للوصول إلى الهدف المنشود في إقامة الجمهورية الصفوية!

 

12) الإعلام القوي المستعد دائما: وهم في هذا الجانب يتفوقون على الدولة بكامل أجهزتها الإعلامية المختلفة، وقد تمكن هذا الإعلام الجبار من تشويه الحدث وقلب الحقائق، مما جعل كثير من الناس، أفرادا وجماعات، في المحيطين العربي والعالمي، تتجاوب معهم وتؤمن بقضيتهم!

 

13) التواصل مع المنظمات الحقوقية: فقد انتبهوا لأهمية مسألة الحريات وحقوق الإنسان، فأقاموا مع هذه المنظمات علاقات دائمة منذ التسعينيات، مع غفلة تامة للسُنة، مما جعل القائمين على هذه المنظمات في الغرب لا يصدقون أحدا إلا الشيعة، ولا يؤمنون بمظلومية أحد غير الشيعة!

 

ثانيا: عناصر الضعف

قد يتقاطع أحيانا عنصر قوة ما مع عنصر ضعف، إذ قد يشكل عامل معين عنصرا للقوة، ويحمل في نفس الوقت في طياته عنصر ضعف كما سيأتي:

 

1) الاعتماد على الخارج: لا يشكل الشيعة مصدر خطر حقيقي لأهل السنة في البحرين، إلى درجة تمكنهم من قلب الأوضاع إلا بالاعتماد على قوى خارجية، لذا فهم كانوا حريصين على الاستمداد من الخارج منذ بدايات القرن الميلادي العشرين.

وقد احتفظوا بعلاقات ودية جدا مع الإنجليز أيام الاستعمار البريطاني، ويتطلعون -بالطبع- إلى أمهم الحنون إيران كمصدر هام للقوة. ولكن قدرة هذه الدول أو رغبتها في تقديم الدعم والمساندة لا يمكن ضمانه بصفة أبدية، ودوام الحال من المحال.

 

2) الانقسام العقدي والسياسي: إذ من الوارد في حق هذه الانقسامات أن تضيق أو تتسع، حسب قدرة قادتهم على جمع الصف وتوحيد الكلمة.

ولا ننسى أن المجلس العلمائي الذي يهيمن على غالبية المجتمع الشيعي قد استبعد بعض الأطراف المهمة مثل التيار الشيرازي والتيار الأخباري.

كما أن آية الله حسين نجاتي، وكيل السيستاني رفض الانضمام للمجلس، وهو يرى نفسه أكثر علما من عيسى قاسم وعبد الله الغريفي.

 

3) استمرار الفشل في تحقيق الهدف: فشل الشيعة ثلاث مرات حتى الآن، في الاستيلاء على الحكم، في بداية الثمانينات، وفي أواسط التسعينيات، وفي 14 فبراير 2011م. وهذا من فضل الله علينا ورحمته بنا.

{ويَمكـُرونَ ويَمْكـُرُ اللهُ واللهُ خيرُ الماكِرين}‏. (الأنفال‏:‏ 30‏)

 

4) تهافت العقيدة الشيعية: فلا يغرنّكم بعض ما ترونه من مدّ شيعي في بعض البلاد. إن هذا المد الشيعي -ولا نستهين به- ليس نتيجة لقوة الشيعة، بل لضعفنا ووَهَننا نحن أهل السنّة. ووالله الذي لا إله إلا هو، لو أتيح المجال لدعاة أهل السنة في إيران للعمل في أوساط الشيعة بكل حرية، لعادت إيران سنية كما كانت!

 

5) القلة العددية خليجيا وإسلاميا: فبالرغم من كثافتهم العددية في البحرين، إلا أنهم أقلية على مستوى العالم الإسلامي، بل على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي.

 

6) عقلية القطيع: فإلى متى ستستمر هذه الهيمنة المطلقة للمعممين؟!

 

7) الجشع المادي والفساد الأخلاقي: وهما سمتان بارزتان للمجتمع الشيعي في كل مكان. أموال تُسلب باسم (الخُمس)، وأعراض تنتهك باسم (زواج المتعة). مثل هذا المجتمع يحمل في طياته أسباب هلاكه.

استمع إلى المعمم البحريني محمد سعيد العرادي وهو ينشر الرذيلة باسم زواج المتعة:

 

رابط مباشر

 

رابط مباشر

 

ولم يمتنعوا عن هذه القذارة حتى وهم في الاعتصام، أثناء انتفاضتهم (الشعبية المباركة) ! أنظر:

 

رابط مباشر

 

وإلى لقاء قريب بإذن الله، مع عناصر القوة والضعف لدى أهل السُنة في البحرين.