رسائل في الشأن البحريني والخليجي :: 25 مايو 2016م

الأشقاء الستة

إخوة أشقاء ستة، من أب واحد وأم واحدة: سعد، وبدر، وكمال، وقاسم، وإياد، وعادل.

الأشقاء الستة يتربص بهم منذ عقود عدو ماكر خبيث، فعقدوا العزم منذ سنوات طويلة على إرساء أسس للتعاون بينهم لمواجهة العدو، الذي لم يتوقف يوما عن تهديد هذا والتآمر على ذاك والاعتداء على فلان من الأشقاء وسلب ممتلكات علان!

 

بعد مرور تلك السنوات الطويلة على التعاون المزعوم، هكذا وجدنا حال الأشقاء الستة:

 

(1) سعد هو الشقيق الأكبر والأقوى. مضت عليه سنوات طويلة وهو منصرف الذهن عن العدو ومؤامراته، ومنشغل بمعارك جانبية مع هذا وذاك، ولكنه تغير تغيرا جذريا في الفترة الأخيرة.

فاجأ سعد الجميع بخطوته الجريئة عندما هب لمساندة شقيقه بدر عندما تعرض الأخير لمؤامرة دنيئة دبرها العدو.

ثم قام سعد بعدها بخطوة جريئة أخرى غير مسبوقة في تاريخه، إذ هجم هجوم الأسد الكاسر على عملاء العدو الذين حاولوا الإحاطة به من جميع الجهات.

ولا يزال سعد منغمسا في معركته بكل شجاعة وإقدام، والمطلوب منه الآن التحلي بالصبر والنفس الطويل، والحذر من كيد المنافقين والزنادقة وأسيادهم القريبين والبعيدين، الذين يحاولون الالتفاف على انتصاراته الأخيرة بعذر السلام والمصالحة.

 

(2) بدر هو الشقيق الأصغر.. الأصغر في حجمه وليس في مواقفه، فهو الوحيد من بين الأشقاء الذي يتجاوب مع الشقيق الأكبر سعد بدون تردد في محاولاته لصد العدو ومؤامراته.

مشكلة بدر تكمن في المحيطين به من الأهل والأقارب والأصدقاء، إذ أن نصفهم فقط مخلصون له ويريدون له الخير والمنفعة، أما النصف الآخر فهم من الخونة والمنافقين وعملاء العدو. مهمة بدر تتلخص في التصدي للعدو سواء خارج ممتلكاته أم داخلها.

 

(3) كمال غريب الأطوار نوعا ما، فهو يبني ويهدم في آن واحد!

يتعاون مع سعد لصد العدو ويحتفظ بعلاقات طيبة مع هذا العدو! بل مع عملاء العدو من أقاربه وأصدقائه!

وهو غارق في عالم من السلام الخادع والاطمئنان الكاذب.

كمال مدمن على الوساطات بين هذا وذاك، بغض النظر عما في هذه الوساطات من منافع أو أضرار له ولأشقائه.

 

(4) قاسم هو الآخر له أطوار غريبة، فقد كان معروفا في الماضي بمشاكسة الشقيق الأكبر سعد، وإحداث الضرر بشقيقه بدر، واشتهر أنه يغرد خارج السرب.

مؤخرا، غيّر قاسم من طباعه وأصبح يقف مع سعد في خندق واحد في كثير من القضايا المهمة، وليس في كلها!

 

(5) أما إياد فهو علامة الاستفهام الكبرى، وعلامة التعجب العظمى.

إياد هو أغنى الأشقاء، ولا يملك من عناصر القوة إلا المال. إياد يستخدم هذا المال في إحداث القلاقل والفتن بين الناس بدل أن ينشغل باسترداد ممتلكاته التي استولى عليها العدو.

من التصرفات الغريبة والشاذة أنه أقدم، قبل سنوات معدودة على زرع جهاز تجسس في منزل شقيقه عادل، ما دفع عادل إلى الإعلان عن غضبه واستيائه. وكالعادة، اندفع شقيقهما كمال للتوسط بينهما.

 

(6) بقي عادل، وهو الآخر له حكاية غريبة شاذة. عادل، مع أنه أخ شقيق كسائر الأشقاء، إلا أنه يفضل مؤاخاة العدو والتعاون معه في شتى المجالات، وإن كان في ذلك ضرر كبير لأشقائه، بل لنفسه على المدى البعيد، وأصبح وجوده داخل الأسرة مجرد ديكور!

 

هذا هو حال الأشقاء الستة في هذه الأسرة المسكينة..

نسأل الله أن يصلح من شأنهم، ويوحد بينهم، ويبصرهم بعيوبهم، وينصرهم على عدوهم.