العهر الصحفي في البحرين
نموذجي (الوسط) و(أخبار الخليج)
جريدة الوسط:
أما جريدة الوسط فأمرها معروف، فهي صاحبة قضايا (الفبركة) العام الماضي، إذ قامت باختلاق أخبار وهمية، مع وضع صور تخص أحداثا من دول أخرى، على أنها وقعت في البحرين! وذلك لهدف خدمة أهل الفتنة في مشروعهم الطائفي ابتداء من مؤامرة 14 فبراير 2011م.
وقد اتُخذت بعض الإجراءات حينذاك ضد الجريدة ورئيس تحريرها منصور الجمري، ولكن بسبب نفوذ السفارة الأمريكية، وبسبب (رغبة) بعض أصحاب القرار، تم تجميد أو إلغاء تلك الإجراءات!
الجديد في الأمر، هو الخبر الذي تناقلته الصحافة المحلية اليوم (4 ديسمبر)، والذي يفيد أن الجريدة ماضية في (سياسة الفبركة). يقول الخبر: "أبدى قسم المشاريع الهندسية بوزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف استغرابه إعادة إحدى الصحف المحلية نشر صورة لا تتناسب مع فحوى الخبر المنشور، وتوحي للقارئ أن تلك الصورة لأحد المساجد التي يُزعم بأنها قد هدمت مؤخرا. وذكر القسم في بيان له اليوم الاثنين أنه على الرغم من أن القسم قد أبدى توضيحه بشكل مفصل حول ما أثير في الجريدة بشأن الادعاء بإزالة 4 منشآت دينية (مساجد) اليوم الاثنين إلا أن الجريدة كررت نشر الصورة، مشيراُ إلى أن الصورة هي لإعلان تعريفي ببناء مسجد لا يمت إلى المواقع الأربعة التي ذكرتها الصحيفة بصله. وإذ يستغرب قسم المشاريع الهندسية إقحام الصورة المشار إليها مع الخبر بهذا الشكل، فإنه يدعو إلى تحري الدقة والتحلي بالمهنية في استقاء ونشر ونقل المعلومات".
هكذا، تستمر جريدة الوسط في ممارسة العهر الصحفي.
جريدة أخبار الخليج:
أما العهر الذي تمارسه أخبار الخليج فهو من نوع آخر، فباب الاجتهاد مفتوح!!
في عدد 24 نوفمبر 2012م، وبعد اعتصام القوى المعارضة للرئيس المصري الدكتور محمد مرسي، خرجت علينا أخبار الخليج بهذا العنوان الطويل العريض: "مصر تنتفض ضد ديكتاتورية الإخوان"!
شمل العنوان كل الجزء الأعلى من الصفحة الأولى للجريدة، وعلى مساحة امتدت بعرض (36) سنتيمترا! مع صورة للمتظاهرين ضد مرسي، وعددهم لا يزيد على عدة آلاف، ومع ذلك اعتبرتها الجريدة (انتفاضة).
ولكن ماذا كان موقف الجريدة عندما قامت جموع الشعب المصري في القاهرة وسائر المحافظات بالخروج يوم السبت 1 ديسمبر 2012م، تلك الجموع التي تجاوزت الثلاثة ملايين على أقل تقدير، مشكّلة بذلك أكبر حشد جماهيري في تاريخ مصر؟
إليكم الموقف المخزي للجريدة، والتي يرأس تحريرها أنور عبد الرحمن، الداعي الأكبر لليبرالية التي تدعوا إلى الشفافية والحرية!
خرجت علينا الجريدة يوم الأحد (2 ديسمبر) بدون أي خبر مباشر على صفحتها الأولى يتعلق بهذا الحشد الشعبي المهيب المؤيد للرئيس مرسي، ليس هذا فحسب، بل سلكت الجريدة مسلكا معيبا جدا بحق الشعب المصري الحرّ الأبيّ..
وضعت الجريدة خبرا صغيرا جدا على طرف الصفحة، تكلمت فيه عن مليونية (الشرعية والشريعة) بطريقة هي غاية في العهر الإعلامي. كان عنوان الخبر: "إغلاق حديقة الحيوان إلى حين انتهاء تظاهرة الإخوان"!!
قالت الجريدة: "شهدت حديقة حيوان الجيزة صباح أمس إغلاق أبوابها أمام الزائرين إلى حين انتهاء مليونية (الشرعية والشريعة) في ميدان نهضة مصر. وأكدت رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان أنه تم الاستعانة بعدد من رجال أمن الهيئة العامة للخدمات البيطرية وعدد من الأطباء البيطريين لتهدئة الحيوانات وترويضها (نفسيا) إذا ما حدث إطلاق قنابل غاز أو اشتباكات بين المتظاهرين، مرجعة ذلك إلى أن الحيوانات الموجودة بالحديقة ثروة قومية لا تعوّض"!!
هذه هي النزاهة الإعلامية والحرية الصحفية عند أنور عبد الرحمن: تجاهل الملايين من أبناء مصر البررة، والحديث عن (نفسية) الحيوانات!!