ها قد عدنا للتخدير والتضليل
بعد أن انطفأت الفتنة أو كادت، فتنة 14 فبراير 2011م، وتبين هزيمة أهل الفتنة، وانتصار الحق وأهله بفضل الله، وتنبه كل غافل من أهل السنة، واستيقظ كل نائم..
أقول بعد كل هذا، لم نحسب أن بعض الأجهزة الإعلامية سوف ترجع إلى سابق عهدها -عهد ما قبل 14 فبراير- لتقوم بأعمال التخدير والتضليل لأهل السنة!
ويقود هذا الاتجاه المعوج -وللأسف- جريدة الوطن، وهي نفس الجريدة التي عملت على إضعاف الإسلاميين قبل وخلال الانتخابات الماضية، إتباعا لإستراتيجية جوفاء عمياء!!
ونقول: تعمل على تخدير وتضليل أهل السنة فقط (دون قصد)، باعتبار أن الطرف الآخر محصن جدا ولا يتأثر بالإعلام الحكومي، أما بعض أهلنا -ويا للحسرة- فهم يمتلكون مقدرة عجيبة على إتباع كل ناعق، والتأثر بكل دعاية ودعابة!
تقوم جريدة الوطن بإجراء مقابلات ونشر تصريحات لشخصيات شيعية بحرينية، على نحو يبين أن كل ما جرى من أحداث إنما قام بها قلة قليلة فقط من أبناء الطائفة الشيعية!! وإليك بعض الأمثلة..
● "نتمنى من الجميع أن يتوحدوا ويخففوا لغة التحشيد ويرفعوا خطاب الوحدة"!
● "نحن جميعا يدا واحدة مع قيادتنا"!
● "من أساء للوطن يعبر عن نفسه ولا يمثل شيعة البحرين"!
● "الأحداث الأخيرة سحابة صيف ستزول عاجلا أم آجلا"!
● "ندعو لمعاقبة من أخطأ واحتواء المغرر بهم"!
● "هناك من حاول أن يدعي زورا تمثيل الطائفة الشيعية"!
● "الغالبية ترفض تطبيق ولاية الفقيه"!
● "بعض العلماء تفرد بالرأي الشيعي"!
● "ضرورة الترفع عما فعل السفهاء"!
● "الدعوة إلى تغيير النظام دعوة إلى الطائفية"!
● "استعادة اللحمة الوطنية تكون بحب القيادة والالتفاف حولها"!
نقول: إن كانت الغالبية الشيعية بريئة من كل "البلاوي" التي عشناها على مدى
شهر ونصف، فمن إذن كان يرتكب تلك "البلاوي":
قبائل الطوارق في الصحراء الكبرى!!
أم قبائل الإسكيمو في القطب الشمالي!!
أم لعلهم كانوا من عصابات المخدرات الكولومبية!!
هل كل تلك الأعمال الإجرامية في الطرقات والشوارع والمستشفيات والمدارس والجامعات قام بها "بعض الشيعة" فقط؟
وهل تلك الجموع الحاشدة، التي أولها في سترة، وآخرها في دوار المتعة، والتي كانت تنادي بإسقاط النظام، شارك فيها "شلة بسيطة" من الشيعة فقط؟
لماذا كل هذا الدجل الإعلامي! أبقصد التهدئة؟ أهكذا نتعظ مما جرى لنا وعلينا؟؟
لقد أخبرنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين..
ولكن بعض أهل السنة من أبناء هذا الوطن المسكين، من الحكام والمحكومين، يلدغون ويلدغون مرة تلو مرة حتى أدمنوا على اللدغ!!
يجب أن نفهم مع من نتعامل، ومن هو خصمنا، وكيف يفكر، وما هي منطلقاته العقدية والفكرية..
يجب أن نرجع إلى الأصول والجذور، لنعرفهم حق المعرفة، ونتبين كيف يفكرون، وكيف يعملون، وماذا يريدون..
يجب أن نتبين أولا وقبل كل شيء: ما هو منهجهم الديني والعقدي في التعامل مع أهل السنة..
● يروي الشيخ يوسف آل عصفور البحراني في كتابه (الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة 10/360) عن الشيخ المفيد: "ولا يجوز لأحد من أهل الإيمان أن يغسل مخالفا للحق في الولاية ولا يصلي عليه إلا أن تدعو ضرورة إلى ذلك من جهة التقية".
● وفي موسوعة (جامع أحاديث الشيعة 8/532) والذي ألف تحت إشراف آية الله العظمى
حاج حسين الطباطبائي البروجردي: "عن حفص البختري، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: خذ مال الناصب حيثما وجدته وادفع إلينا الخمس"!! وفي رواية أخرى: "مال
الناصب وكل شيء يملكه حلال"!!
والمقصود عندهم بالناصب: أهل السنة والجماعة!
● وينقل نعمة الله الجزائري في كتابه (الأنوار النعمانية 2/307) قصة الوزير
الشيعي علي بن يقطين، الذي قتل بعضا من أهل السنة من دون إذن إمامه، ثم أرسل
يستفتيه (الإمام) في حكم ما فعل. فتلقى الجواب: "لو كنت تقدمت إليّ قبل قتلهم
لما كان عليك شيء من دمائهم!! وحيث أنك لم تتقدم إليّ فكفّر عن كل رجل قتلته
بتيس، والتيس خير منه"!!
هل سمعتم يا جريدة الوطن: يعتبرون التيس خيرا منكم!!
● وفي (وسائل الشيعة 3/429) للحرّ العاملي: "عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الصلاة خلف المخالفين فقال: ما هم عندي إلا بمنزلة الجدار"!!
● وروى محمد بن يعقوب الكليني في (الكافي 2/219) عن أبي جعفر عليه السلام قال: "التقية من ديني ودين آبائي، ولا إيمان لمن لا تقية له"!
● وروى الكليني في (الكافي 2/217): "عن أبي عبد الله أنه قال: إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له"!
● ويوضح شيخهم مرتضى الأنصاري في (رسالة التقية ص53) مع من تمارس هذه التقية،
فيقول: "ويشترط في الأول أن تكون التقية من مذهب المخالفين، لأنه المتيقن من
الأدلة الواردة في الإذن في العبادات على وجه التقية، لأن المتبادر التقية من
مذهب المخالفين فلا يجري في التقية عن الكفار أو ظلمة الشيعة"!!
إذن، هذه التقية تمارس حصرا ضد أهل السنة!!
● وانظر إلى مقام المجاهدين في سبيل الله عندهم.. روى الحرّ العاملي في (وسائل الشيعة 15/31): "قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك، ما تقول في هؤلاء الذين يقتلون في هذه الثغور؟ قال: الويل يتعجلون، قتلة في الدنيا وقتلة في الآخرة. والله ما الشهيد إلا شيعتنا ولو ماتوا على فرشهم"!!
● وانظروا إلى قدركم ومقامكم عند أهل دوار المتعة.. يروي الكليني في (الكافي
8/239): "عن محمد بن علي الباقر أن الناس كلهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا"!!
ونقول: رمتني بدائها وانسلت!!
● ويقول الخميني في (رسالة التعادل والترجيح): "فتحصل من جميع ما ذكرنا من أول
البحث إلى هنا أن مرجح النصوص ينحصر في أمرين: موافقة الكتاب والسنة، ومخالفة
العامة"!
ويقصد بالعامة طبعا: أهل السنة والجماعة.
● وها هو الحرّ العاملي في (وسائل الشيعة) ينسب إلى الإمام الصادق زورا وبهتانا أنه قال: "ما خالف العامة ففيه الرشاد"!
● وأخيرا، ها هو كبير مؤرخيهم محمد باقر الخونساري في كتابه (روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات) يمدح المجرم الخائن حليف هولاكو نصير الدين الطوسي، بل ويمدح هولاكو نفسه، ويتشفى من قتلى أهل السنة الذين بلغ عددهم مليون قتيل في مذبحة بغداد المروعة.. يقول: "ومن جملة أمره المشهور المعروف المنقول حكاية استيزاره للسلطان المحتشم في محروسة إيران هلاكو خان بن تولى خان بن جنكز خان من عظماء سلاطين التتارية وأتراك المغول ومجيئه في موكب السلطان المؤيد مع كمال الاستعداد إلى دار السلام بغداد لإرشاد العباد وإصلاح البلاد وقطع دابر سلسلة البغي والفساد، وإخماد ثائرة الجور والإلباس، بإبادة دائرة ملك بني العباس، وإيقاع القتل العام في أتباع أولئك الطغام، إلى أن أسال من دمائهم الأقذار كأمثال الأنهار، فانهار بها في ماء دجلة ومنها إلى نار جهنم دار البوار، ومحل الأشقياء والأشرار"!!
يا أهلنا.. يا أهل السنة في البحرين وغيرها: كفاية استغفال!!
ولتكن الأمور واضحة عندنا تماما.. إن هذه النصوص ليست نصوصا تراثية عفا عليها الزمن ولم يعد القوم يعملون بها، بل هي القاعدة والأساس والمرتكز عندهم طالما ظلوا يحملون هذه العقيدة الفاسدة، ونحن أهل البحرين أدرى من غيرنا بذلك..
وليس يصح في الأذهان شيء..
إذا احتاج النهار إلى دليل