الرسائل البحرينية في المسألة الشيعية (63) :: 9 ديسمبر 2014م

الكرة الأرضية تعلن الحرب على أهل السنة!

لماذا أهل السنة؟

لأنهم أصل الإسلام وفصله.. لأنهم الأمة.. لأنهم الشجرة الباسقة بجذعها، بجذورها، بأغصانها، بثمرها، بورقها.. أما الفرق والنحل والطوائف فما فسد من ثمر وسقط، وما اصفرّ من ورق وتساقط.

أهل السنة ليسوا طائفة من الطوائف، بل هم الأمة الإسلامية، وأهل الرسالة المحمدية. لذلك، هم الهدف الأول لكل عدو لله ورسوله والمؤمنين.

 

من هم المشاركون في الحرب على أهل السنة؟

تحالف كبير لم يشهد له التاريخ مثيلا من قبل، ويتخذ من راية (الحرب الدولية على الإرهاب) كوسيلة رئيسة لتمرير مشروع الحرب على الإسلام وحملته من أهل السنة.

 

المشاركون في الحرب هم:

 

1) كل ملل الأرض المعادية للإسلام من يهود ونصارى وهندوس وبوذيين. وهؤلاء يشكلون العدو الخارجي الواضح.

 

2) كل الطوائف التي تعيش بين ظهراني المسلمين، وتشكل عدوا داخليا يتحرك من حين لآخر، متحالفا مع كل عدو لأهل السنة، كالنصيرية والدروز والاثنا عشرية، والذين يتخذون مسميات عديدة..

فهم (حزب الله) في لبنان، و(الحوثية) في اليمن، و(جمعية الوفاق) في البحرين، و(مليشيا الحشد الشعبي) في العراق، و(حزب الوحدة) في أفغانستان.. إلخ.

 

3) بعض الأنظمة العربية، التي يحكمها أناس هم من نسل عدنان وقحطان!

لماذا؟ لأن بعضهم غارق في العمالة، ولا يملك إلا أن يكون طرفا في هذه الحرب، والبعض الأخر يظن نفسه ذكيا وأنه يحمي نفسه من خطر الإرهاب بمشاركته في هذا التحالف المزعوم.

 

4) بعض القوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني، من المعادين للإسلام أو من ذوي المصالح، فهم مع كل من (يدفع) بكرم وسخاء.

هذه القوى تشمل أطرافا ليبرالية أو يسارية أو حتى إسلامية تدعي الاعتدال والوسطية في بعض الدول العربية، وتشن حربا إعلامية شرسة ضد الإرهابيين إذا كانوا محسوبين على السنة، كمجانين داعش والقاعدة، وتصمت صمت الموتى إذا كانوا من الشيعة، كالمليشيات الإرهابية في العراق ولبنان وسوريا واليمن.

 

ما مظاهر هذه الحرب؟

1) الحرب الصريحة والواضحة، والمتمثلة في الهجمات الاستعمارية العسكرية الشرسة لاحتلال دول إسلامية كأفغانستان في 2001م، والعراق في 2003م.

شارك في هذه الحرب العشرات من الدول، من بينها دول (عربية)، بقيادة أمريكا. كانت الرايات المرفوعة في هذه الحرب: محاربة الإرهاب والقضاء على أسلحة الدمار الشامل وتكريس الديمقراطية والمساواة والحرية!

 

2) إنشاء القواعد والمنشآت العسكرية الغربية، خاصة الأمريكية، في الدول العربية في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط.

توفر هذه المنشآت حرية حركة لا محدودة للقوى الغربية البرية والبحرية والجوية والمخابراتية، بلا حسيب ولا رقيب من حكومات (عدنان وقحطان)!

الملاحظ أن هذه المنشآت الغربية تجاور أحيانا منشآت عسكرية ومخابراتية إيرانية بكل ود وسلام!

ففي جنوب البحر الأحمر، تحديدا في بعض جزر إريتريا تتجاور قواعد عسكرية إيرانية وإسرائيلية، على بعد خطوات من قواعد عسكرية أمريكية وفرنسية في جيبوتي. هذا مثال واضح على وحدة الهدف بين هذه القوى: حرب أهل السنة والجماعة.

 

3) الحرب الدولية على العمل الإغاثي والخيري، الذي يقدم العون والمساعدة لعشرات الملايين من الفقراء والمرضى واليتامى والأرامل من أهل السنة حول العالم.

تشن هذه الحرب تحت مسمى (تجفيف منابع الإرهاب)! كثير من المؤسسات والمصارف والجمعيات تم إغلاقها نهائيا، وتتم مراقبة حركة انتقال المال، وإن كان محدودا، بكل دقة وصرامة وتكلف، بينما يتم غض الطرف تماما عن حركة انتقال المليارات من أموال المرجعيات الشيعية، والتي يستخدم جزء منها في الإنفاق على المنظمات الإرهابية الشيعية.

 

4) الانتقائية الفاضحة في التعامل مع ملفات محاربة الإرهاب وحقوق الإنسان، بحيث يكون الطرف الخاسر دائما هم من أهل السنة، والطرف المستفيد دائما هم الطوائف.

في البحرين، ركزت الإدارة الأمريكية، ومعها الإعلام الأمريكي المتصهين، على حقوق الشيعة حصرا، وركزت على أداء أجهزة الأمن البحرينية، وتجاهلت تماما الأعمال الإرهابية (الثابتة والمسجلة) التي قام بها الشيعة الموالون للولي الفقيه الإيراني ابتداء من 14 فبراير 2011م.

في العراق، قامت القيامة عندما تم طرد عدة آلاف من النصارى والإيزيديين من قراهم في شمال العراق قبل عدة أشهر، بينما يتجاهل العالم، كل العالم، أعمال القتل والتعذيب والخطف والطرد التي يتعرض لها أهل السنة في العراق منذ عام 2003م.

في سوريا، حصرت (الكرة الأرضية) بأكملها كل اهتمامها بما يجري في مدينة حدودية صغيرة تسمى (عين العرب- كوباني)، بينما تم نسيان أو تجاهل الإرهاب المنظم والقتل الممنهج، بما في ذلك السلاح الكيماوي، والذي يمارسه النظام النصيري والمليشيات الشيعية بحق أهل السنة والجماعة منذ عام 2011م.

في اليمن، يركز العالم اهتمامه منذ سنوات على الأعمال الإرهابية التي تقوم بها (القاعدة) في حين لم نجد إلا اهتماما خجولا جدا تجاه الأعمال الإرهابية التي يمارسها الحوثيون الشيعة منذ عام 2004م، والتي زادت وتيرتها كثيرا بعد استباحتهم لصنعاء وبعض المناطق السنية.

 

كيف نتصدى للعدوان؟

ليست هذه هي المرة الأولى التي تتكالب فيها أمم الأرض على أهل السنة.

في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي، أقبلت القارة الأوروبية بأجمعها لتحتل بيت المقدس عام 1099م بتعاون مع الدولة الشيعية العبيدية، والتي تسمى زورا بالفاطمية..

 واستمر احتلال المدينة المقدسة لمدة 88 سنة. ثم ظهر جيل جديد، غيّر وبدّل واتّبع والتزم، فكانت النتيجة تحرير بيت المقدس عام 1187م، وهزيمة الصليبيين على يد أبطال من أمثال عماد الدين ونور الدين وصلاح الدين.

ثم جاءتنا بعد ذلك جموع هائلة من المغول الوثنيين الهمج، بتشجيع من بابوات الكنيسة الكاثوليكية في روما، ودمروا عاصمة الخلافة بغداد، وقتلوا فيها مليون مسلم. أقام المغول على مدى عشرات السنين إمبراطورية لا تقهر، هكذا قالوا.. ولكن خرج من بين ظهرانينا جيل جديد، غيّر وبدّل واتّبع والتزم، فحقق المعجزة، وقهر الإمبراطورية التي لا تقهر! على يد أبطال من أمثال قطز وبيبرس.

وقف العالم الإسلامي عاجزا على مدى ثمانية قرون عن فتح القسطنطينية، ومر على المسلمين حقب متفاوتة من القوة والضعف، حتى خرج جيل جديد، غيّر وبدّل واتّبع والتزم، فاستطاع فتح القسطنطينية عام 1453م، على يد أبطال من أمثال محمد الفاتح، فتحولت عاصمة الكفر إلى عاصمة للإسلام والمسلمين.

 

هذا هو الحل يا أهل السنة..

 

اتّباع الكتاب والسنة: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم، فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)..

تغيير نحو الأفضل: (إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم)..

وضوح الراية: ليست القومية، ولا الوطنية.. إنها (السنية)، لأن السنية في هذا المقام، هي التي تميزنا عن المنافقين الأخفياء، والمجوس الصرحاء.