الرسائل البحرينية في المسألة الشيعية (75) :: 12 سبتمبر 2015م

ما زال ابن العلقمي يكشف عوراتنا

قصة الوزير الشيعي الحاقد الخائن مؤيدالدين بن العلقمي، ومعه صاحبه نصير الدين الطوسي هي قصة الغدر في قمته، والخيانة في منتهاها.

 

أسفرت هذه الخيانة عام 656هـ (1258م) عن سقوط بغداد في يد المغول، ومجزرة مروعة ذهب ضحيتها حوالي مليون من أهل السنة والجماعة، ولم ينجُ من المجزرة إلا الشيعة واليهود والنصارى!

 

لكن هناك حقيقة مؤلمة وصادمة يجب أن ننتبه إليها..

من هو المسئول الأول عن هذه المأساة الإنسانية الكبرى؟

من الذي وضع هذا الوزير الخائن في هذا المنصب الحساس، وسلطه على رؤوس العباد؟

من الذي ترك الحبل على الغارب لهذا الموتور الخائن، ليتلاعب في شئون الأمن والدفاع والمالية، ويقلص عدد الجيش العباسي من مائة ألف إلى عشرة آلاف فقط؟

إنه الحاكم، الخليفة العباسي المستعصم، الذي ترك شئون الدولة في يد ابن العلقمي وتفرغ هو للجواري في القصور!

 

هنا.. وهنا فقط، تبرز الحقيقة المرة للعيان: نسلّم أمورنا للخونة، ونثق بهم، ونسمح لهم بالتغلغل في مفاصل الدولة، فيطّلعوا على أسرارنا، ويكشفوا عوراتنا، خدمة منهم للولي الكهنوتي القابع في قم وطهران.

 

إلى متى نتعامل مع أهل الغدر والخيانة بهذه السذاجة المفرطة؟

وإلى متى ننشغل بالمصالح الشخصية والمنافع الآنية على حساب الإسلام والعروبة والوطن؟

 

ما معنى أن تُجري دولة خليجية مناورات بحرية مشتركة مع إيران!

ما معنى أن تمنح دولة خليجية منحاً دراسية لطلبة من إيران ليدرسوا في معاهدها العسكرية!

 

لماذا توقع دولة خليجية ست اتفاقيات مع إيران جملة واحدة، منها اتفاقية أمنية في نفس الوقت الذي يتم فيه، في بعض دولنا، اكتشاف خلايا من الطابور الخامس الإيراني، ومخازن أسلحة بها كميات هائلة من السلاح والمتفجرات وأدوات الاتصال، حتى الملابس العسكرية، أي كل العدة اللازمة لخروج جيش من بين أظهرنا، ليطعننا من الخلف، بينما تغزونا إيران من الأمام!

 

ما معنى أن يصل في دولة خليجية، شخص شيعي إلى منصب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة!

لماذا هذا التلاعب بموضوع الوحدة الخليجية، التي هي صمام الأمان الوحيد لنا أمام تفوق إيران علينا عسكريا وديمغرافيا!

 

تركْنا المجوس، أحفاد ابن العلقمي، يجوسون خلال الديار، فيدمرون ويقتلون وينهبون ويهجّرون أهل السنة والجماعة في العراق وسوريا ولبنان واليمن..

كل هذا وحكوماتنا الرشيدة تتسابق في زيارة الولي الكاهن الفقيه، وتوقع معه الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية والسياحية!

 

لا تعيدوا مسرحية الخليفة المستعصم مع الوزير ابن العلقمي..

لا تعيدوا تسطير المأساة من جديد..

كونوا كالسلطان العثماني سليم الأول، الذي دمر الجيش الصفوي في معركة (تشالديران) عام 1514م..

ولنكن جميعا، مع سلمان بن عبدالعزيز في معركته، بل معركة الأمة، ضد المشروع الصفوي الشعوبي في اليمن. لنكن مع (عاصفة الحزم) بكل صدق وإخلاص.

 

إنها ملحمة نريد لها أن تكون صحوة ليس بعدها غفوة.. وحزم ليس بعده خنوع.