في الدول الكارتونية يتمكن الشيعة
الدولة الكارتونية هي الدولة الفاشلة التي تفتقد مقومات الدولة الحقيقة. فلا حكومة رشيدة تفرض سلطتها على الجميع، ولا شعب واع موحد يميز بين العدو والصديق، ولا جيش حقيقي موحد ومؤهل للدفاع عن هوية الدولة وحدودها.
هذه الدولة الكارتونية تمثل هدفا سهلا للمشروع الشيعي، ومناخا مناسبا ليبذر فيه (الولي الفقيه) جراثيمه السبئية ويحقق أطماعه الصفوية.
نموذج العراق
عندما احتل الصليبيون العراق في عام 2003م، كانت كل الأسباب مهيأة للشيعة للهيمنة على البلاد والعباد، فقد سمحت السياسة الحمقاء لحزب البعث للشيعة أن يتغلغلوا في مفاصل الدولة، ذلك لأن هذا الحزب (القومي) كان يعيش أوهام الوطنية الزائفة والقومية الأسطورية، وكان يتبنى خرافة مفادها أن الشيعة العرب يختلفون عن الشيعة الفرس..
ولما انهارت الحكومة الكارتونية لحزب البعث فإذا بـ(أبناء العم) من العرب الشيعة هم رأس الحربة في تنفيذ المشروع الصفوي وتحقيق الحلم الكسروي على أرض العراق.
ومما ساعد ويساعد الشيعة على المضي في مشروعهم وجود (مخلوقات غريبة) تنتسب لأهل السنة، بعضهم من الإسلاميين، وبعضهم من العلمانيين، ممن لا يزالون يعيشون وهما اسمه (إخواننا الشيعة)، الذين سنضع أيدينا في أيديهم لنبني العراق العزيز الموحد! ويمضي الشيعة قدما في مشروعهم الخبيث، ويمضي قادة أهل السنة قدما في حلمهم العميق.
نموذج لبنان
خلقت مؤامرة (سايكس بيكو) دولة اسمها لبنان، وتم تسليم الحكم فيها للأقلية النصرانية المارونية، ولم يمنع ذلك أهل السنة أن يعيشوا سكرة الحرية والاستقلال!
فلبنان ستكون واحة لـ(الديمقراطية) في الوطن العربي الكبير، هذه الديمقراطية التي (فرضت) على المسلمين أن يكون رئيس الدولة نصرانيا مارونيا!
ومضى أهلنا في لبنان يتغنون بأمجادهم: صحافة حرة، تباع وتشترى من قبل الأنظمة العربية المستبدة الفاسدة!
انتخابات حرة نزيهة تفرض برلمانا طائفيا يهيمن عليه أتباع الملل والنحل!
وجيش عرمرم تتوزع فيه الفرق والألوية العسكرية حسب الانتماء الطائفي!
ورئيس وزراء سني لا يسمن ولا يغني من جوع!
ماذا حدث لهذه (الدولة) بعد مضي عقود على استقلالها وديمقراطيتها؟!
ها هو اليوم حزب اللات والعزى يهيمن على مقاليد الأمور فيها، فيستطيع أن يقيل الحكومة متى شاء، وأن يحاصر المطار ويعطله متى شاء، وأن يدرب الآلاف من شباب الشيعة من دول الخليج ليرجعوا إلى ديارهم بالخراب والدمار..
يستطيع هذا الحزب أن يفعل كل ذلك دون أن يردعه أي شيء، لا حكومة، ولا برلمان، ولا جيش، إذ ليس في لبنان إلا حزب (الولي الفقيه، الجامع للشرائط، الواجب طاعته).. أهذه دولة؟!
نموذج اليمن
منذ عشرات السنين، وهذه الدولة تمثل حالة (كارتونية) مثالية! وجاءت الأحداث الأخيرة، وخاصة استباحة صنعاء، على يد الحوثيين الهمج، لتظهر حقيقة هذا البناء الذي كان على شفا جرف هار فانهار على رؤوس أهل السنة، فمنهم من استفاق بعد صدمة، ومنهم من لا يزال يعيش أوهام الدولة المنيعة والمجتمع الحصين! منذ عقدين من الزمان، وإيران تخطط لما يجري الآن من إجرام بحق البلاد والعباد..
منذ عقدين من الزمان والسلاح الخفيف والثقيل يفرغ في الموانئ اليمنية، ثم ينقل لمئات الكيلومترات إلى صعدة، دون رقيب ولا حسيب، استعدادا ليوم الملحمة.
أين الدولة، أين القوات المسلحة الباسلة، أين عيون المخابرات التي لا تنام، أين الحركة الإسلامية ذات الشعبية الكاسحة؟!
في مثل هذه الدول الكارتونية، تستطيع أي ملة من ملل الأرض، مهما صغرت، أن تقيم لها مشروعا، إذ لا دولة تمنع، ولا حكومة تزجر، ولا زعيم راشد يحسب له حساب.
صيحة تحذير نوجهها لحكومات الخليج العربي، أن تستدرك مظاهر الضعف فيها، وتعالجها، حتى لا تنحدر إلى الحالة الكارتونية، وهي الحالة التي يترقبها شيعة الخليج بكل شوق ولهف.