الرسائل البحرينية في المسألة الشيعية (91) :: 14 يناير 2017م

أهل السنة يدخلون أيضا "عصر الانتظار"

دخل الشيعة (عصر الانتظار) عام 329هـ، عندما غاب مهديهم المنتظر (المعدوم الموهوم)، ومن يومها، ينتظرون خروجه ليقود جموع المجوس لإبادة أهل السنة، ابتداء بالعرب، كما تقول نصوصهم المقدسة.

 

ودخل البعض من أهل السنة أيضا (عصر الانتظار) ابتداء من يناير 2017م، تاريخ اعتلاء دونالد ترامب عرش الإمبراطورية الأمريكية، منتظرين منه القضاء المبرم على الإمبراطورية المجوسية!

 

إيران لا تشكل أولوية -حتى اللحظة- بالنسبة لأمريكا، فما زال وجود (الولي الفقيه) يمثل مصلحة بامتياز، لكافة القوى المعادية لأهل السنة، إذ يستطيع نظامها الكهنوتي الشعوبي أن يثير الفتن والقلاقل في ربوع العالم الإسلامي الكبير، بحيث لا تستطيع أي قوى أخرى مجاراتها في هذا الفن!

فأمريكا، برئاسة ترامب أو غيره، ليست مستعجلة في القضاء على مثل هذا النظام، الذي يوفر لأعداء الأمة ألف فرصة وفرصة للتلاعب بقضايانا والتحكم بمصيرنا والتخطيط البطيء المريح لإخراج دولنا، واحدة بعد الأخرى، من الساحة الدولية سياسيا واقتصاديا.

 

بالنسبة لأمريكا، تشكل كوريا الشمالية اليوم معضلة كبرى، أهم من إيران بمراحل، وكوريا الشمالية (حليف تاريخي عتيد) لقوتين من القوى العظمى: روسيا والصين.

وهذه الدولة تشكل -بترسانتها النووية- تهديدا مباشرا لأمريكا نفسها، بالإضافة إلى حليفتيها المهمتين: كوريا الجنوبية واليابان.

 

والصين تشكل أيضا هاجسا متزايدا لأمريكا، أكثر بكثير من إيران. ومنطقة جنوب شرق آسيا وبحر الصين الجنوبي هي نقطة الاشتعال المتوقعة خلال الحقبة القادمة.

فالصين تخوض غمار حرب سياسية مع دول المنطقة للسيطرة على مجموعتي جزر (سبراتلي) و(بارسيل)، حيث تكمن كميات هائلة من النفط والغاز، وقد تتحول هذه المواجهة السياسية إلى مواجهة عسكرية.

وهذه المنطقة، بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية القصوى، تشكل أيضا ممرا ملاحيا رئيسا يربط الساحل الغربي لأمريكا بالمحيط الهندي والمنطقة العربية.

وقد أدى خطورة الوضع، والخوف من الهيمنة الصينية على المنطقة، إلى التقارب الملفت بين العدوين التاريخيين: أمريكا وفيتنام، لدرجة شراء الأخيرة للسلاح الأمريكي!

 

وتركيا تشكل أيضا خطرا أكبر من إيران بالنسبة لأمريكا..

لماذا؟! هذا سيكون موضوع المقال القادم بإذن الله.