السلسلة الذهبية والسلسلة الحمارية
"السلسلة الذهبية في الحديث" عند أهل السنة والجماعة مصطلح يطلق على رواية الإمام مالك بن أنس رحمه الله، عن نافع رحمه الله، عن ابن عمر رضي الله عنهما.
وهذه السلسة اعتبرها أهل العلم أصح الأسانيد. واعتبر بعض أهل العلم أن أصح الأسانيد: الزهري رحمه الله، عن سالم رحمه الله، عن ابن عمر رضي الله عنهما.
وعلى كل، فإن رجال مثل هذه الأسانيد من الشخصيات المعروفة جيدا، فهم من أهل الثقة والفضل والعلم والتقوى بإجماع أهل السنة والجماعة.
للشيعة أيضا سلسلتهم الخاصة، ولكن ليس الذهبية، بل (الحمارية)!
أخرج الكليني في (الكافي) حديثا من رواية الحمار (عفير). قال: "إن ذلك الحمار كلّم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بأبي أنت وأمي، إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه أنه كان مع نوح في السفينة فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال: يخرج من صُلب هذا، حمارٌ يركبه سيد النبيين وخاتمهم ... قال عفير : فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار"!
حسب هذه الرواية، فإن الحمير عند الشيعة ليست وسيلة نقل للأشخاص والبضائع فقط، بل نقل الأحاديث أيضا!
ولكن، كيف حال الحمير الأربعة في هذا الإسناد الحماري؟ هل الحمار (عفير) ثقة، وهل الحمار الأب وثقه علماء المذهب قُدّست أسرارهم الشريفة؟ وماذا عن الحمار الجدّ؟
وحيث أن أهل السنة لا يمكنهم مساعدة الشيعة في هذه المسألة العلمية الدقيقة، لأن علم الجرح والتعديل عندهم هو (علم الرجال)، والمطلوب هنا (علم الحمير)، فإننا نتقدم إلى أصحاب السماحة من المراجع الكبار والآيات العظام دامت ظلالهم الوارفة بهذا الاقتراح: أن يبحثوا عن حال الحمير في هذا الإسناد في مستشفيات الطب البيطري، فربما كانت هناك ملفات خاصة توضح حال الحمير من حيث الموثوقية، أو ربما كانت هناك سجلات مفيدة لهم في حدائق الحيوانات، أو في.. سوق الحمير!