الرسائل البحرينية في المسألة الشيعية (100) :: 14 يوليو 2019م

إرشاد الحيران إلى أزمة أمريكا مع إيران

إيران هي كنز أمريكا الثمين، الكنز الذي لا يقدر بثمن..

استطاع النظام الكهنوتي في إيران أن يحقق لنفسه ولأمريكا من المصالح ما تعجز عنه أمريكا نفسها، واستطاع أن يثير الفتن والمحن في البلاد السنية ما يعجز عن تحقيقه أساطين اليهود، وصدق الإمام الدهلوي رحمه الله عندما قال ما معناه: "إن لدى الشيعة من الحيل الخبيثة ما لا تدري اليهود بعشرها"!

 

إن الطبيعة المجوسية تفعل فعلها في السياسة الإيرانية منذ الشاه إسماعيل الصفوي وإلى الآن. ومن يقول لنا: "عندكم تضخم في نظرية المؤامرة" نقول له: "بل عندكم تضخم في الغفوة"!

 

الرئيس الأمريكي ترامب يشن اليوم حربا (كلامية) شعواء ضد إيران، وحربا أخرى اقتصادية تتمثل في العقوبات، هذا كل ما هنالك.

لقد فرض الغرب حصارا اقتصاديا قاتلا ضد نظام صدام حسين، من عام 1990م إلى عام 2003م، وعانى الشعب العراقي ما عانى، ولكن النظام لم يسقط بالحصار والعقوبات، بل بالغزو العسكري المباشر.

 

إن بقاء النظام الإيراني الحالي مصلحة أمريكية بامتياز، بشرط واحد: "عدم امتلاك إيران للسلاح النووي".

السلاح النووي في المنطقة حق حصري لليهود، أما المجوس فلهم كل ما عدا ذلك: لهم أن يحتلوا العراق، ويدمروا سوريا، ويهيمنوا على لبنان، ويعبثوا باليمن، وينشروا المجوسية في العالم الإسلامي، ويؤسسوا المليشيات الموالية في كل مكان!

ومن يظن أن كل هذا الذي حققته إيران جرى غصبا عن أنف أمريكا فهو ساذج.

أمريكا تريد من إيران ألاّ تنتج سلاحا نوويا، فإن فعلت ذلك، فلها أن تفعل ما تشاء، وقد صرح ترامب بذلك عندما قال: "إذا تخلت إيران عن النووي سوف تصبح ثرية، وسأكون أحسن أصدقائها"!

 

أسقطت إيران الطائرة الأمريكية المسيرة، فانتظر العالم الرد الأمريكي المزلزل، فإذا بالرئيس الأمريكي يعلن عن إلغائه الهجوم لأن ذلك سيتسبب بمقتل حوالي 150 شخصا. "يا حنيّن يا ترامب"!! وماذا عن الآلاف المؤلفة من أهل السنة الذين قتلوا ويقتلون بسبب أمريكا في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا واليمن؟!

 

دونالد ترامب تاجر جشع أكثر منه رئيس دولة، واستمرار التهديد الإيراني لدولنا وشعوبنا عامل مهم لحصوله على المليارات التي لا تنتهي.

نقلت وكالات الأنباء هذه التغريدة لترامب: "الصين تحصل على 91% من نفطها عبر هرمز واليابان تحصل على 62% من نفطها من الممر ذاته، وغالبية الدول كذلك، لماذا تحمي الولايات المتحدة الأمريكية ممرات الشحن لدول أخرى على مدى سنوات مقابل (صفر تعويضات)"!

كما صرح أنه "لا حاجة لتواجد بلاده في منطقة الخليج، سيما وهي باتت أكبر منتج للطاقة في العالم"!

بل برر لإيران إسقاطها الطائرة المسيرة. قالت (سي إن إن): "استبعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تكون إيران أسقطت الطائرة الأمريكية دون طيار في خليج عُمان عن عمد، موضحا أنه يعتقد أن جنرالا أو شخصا ما قد ارتكب خطأ"!

 

هل هذه تصرفات من يريد أن يشن حربا ضد إيران، أو حتى يريد أن يحجم من نفوذها وخطرها في المنطقة؟!

 

إيران كنز ثمين بالنسبة لأمريكا، ولن تفرط أمريكا في كنزها.