المهدي وشيعة البحرين.. من خذل من؟
للمهدي المنتظر مساحة شاسعة لا تتصور في المخيلة الشيعية، فالديانة بأكملها قائمة على هذه الأسطورة!.. بدونها، تتهاوى المنظومة الاثنى عشرية بأكملها!
المهدي فرض نفسه في أحداث البحرين الأخيرة..
فقد سمعنا ورأينا الشيعة يمنّون أنفسهم بقرب ظهوره، ولكن هذا الظهور المرتقب (في مخيلتهم) سار في مسارين مختلفين ومتفقين في آن واحد!
فالمتفق عليه هو قرب الظهور، مثال ذلك المرات العديدة التي تصدر فيها تصريحات عن الدجال أحمدي نجاد، مبشرا فيها الشيعة بقرب ظهور المهدي!
وأيضا تصريحات الدجال الآخر هادي المدرّسي الذي بشر فيها (شعب البحرين) بقرب الظهور المبارك!
ولكن الإشكالية المصاحبة لهذه العقيدة -بالنسبة لأحداث البحرين- هي:
هل سيظهر المهدي ليعين شيعة البحرين على إقامة دولته ودولتهم، أم أن الشيعة هم الذين سيقيمون هذه الدولة ثم يظهر المهدي ليتسلم الراية، يعني "كل شي جاهز ومجهز"!!
هناك نصوص شيعية تتحدث عن عدم ظهور المهدي حتى يسود الهرج والمرج، وتبلغ المشاكل والفتن أوجها، فهل هذا هو ما حاول أهل الفتنة إحداثه من خلال تعميم الفتنة وتوسيع أعمال القتل والإرهاب حتى يتفضل -عندئذ- المهدي بالظهور؟!
لكي نعرف مدى التصاق هذه العقيدة بالوجدان الشيعي عموما، والفارسي خصوصا، ومدى خطورة هذه العقيدة على أهل السنة وبقائهم، إليكم النصوص التالية:
● المهدي من ولد كسرى!
روى المجلسي في بحار الأنوار (51/163) أن سليمان الديلمي دخل على أبي عبد الله عليه السلام فسأله عن صحة هذه المسألة (أيكون المهدي من ولد يزدجرد آخر أكاسرة الفرس) فقال: "ذلك صاحبكم القائم بأمر الله عز وجل، السادس من ولدي، قد ولده يزدجرد فهو ولده"!
إذا، هذا النص يؤكد على مشاركة الفرس للعرب في أصل المهدي (وما في أحد أحسن من أحد)!.. فالمهدي ينتمي للعرب من ناحية الأب (الحسين بن علي) وللفرس من ناحية الأم (شهربانو بنت كسرى)!
إذا، التدخل الإيراني ليس تدخلا حديثا في شئون البحرين وغيرها، بل هو تدخل قديم منذ تأسيس هذه المعتقدات في القرون الوسطى!
● المهدي يبيد العرب!
جاء في بحار الأنوار (52/355) عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: "إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف"!
ويروي النعماني في الغيبة (ص234) عن الصادق قال: "لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه مما يقتل من الناس. أما إنه لا يبدأ إلا بقريش فما يأخذ منها إلا السيف"!
(حطوا بالكم يا عرب من مهدي الشيعة)!!
● المهدي يحكم بحكم داود!
جاء في الكافي للكليني (1/397) عن أبي عبد الله: "إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود وسليمان ولا يسأل بينّة"!
(ونسألهم: اليهود يصيرون لكم شي)؟؟
● المهدي أعلم من جميع الأنبياء!
ذكر المجلسي في بحاره (52/336): "العلم سبعة وعشرون حرفا، فجميع ما جاءت به الرسل حرفان، فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين، فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفا فبثها في الناس"!!
● المهدي يعتمد على العجم!
يذكر النعماني في الغيبة (ص214) أن "أصحاب القائم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا من أولاد العجم"!
(قام حظكم يا جلال وجواد فيروز)!!
أرأيتم نزعة أسوأ من هذه: مزيج من الإجرام والإرهاب والعنصرية، وكل ذلك باسم الدين!!
لماذا لم يأت المهدي لنصرة شيعته في البحرين؟!
هل خذلهم؟ أم أنهم هم من خذل المهدي حيث كان المطلوب منهم إحداث المزيد من الإجرام والقتل حتى تتحقق الحاجة للظهور!
ولكن هناك إشاعات تقول بأن المهدي قد وصل فعلا إلى المطار، ولكن الشرطة البحرينية تعرفت عليه واعتقلته!!
وهو الآن سجين في نفس الزنزانة مع حسن مشيمع!! حيث يتبادلان اللوم حول فشل الثورة!!
وتقول الإشاعة أن (قناة العالم) وصلتها هذه المعلومة ولكن لم يأذن الولي الفقيه بإذاعتها!