الرسائل البحرينية في المسألة الشيعية (28) :: 14 أغسطس 2012م

التيار الشيرازي: جرعات من الحقد إضافية

تأسس التيار الشيرازي في كربلاء بالعراق أواخر ستينيات القرن الميلادي العشرين، ثم أخذ بالانتشار خارج العراق ابتداء من بدايات السبعينيات.

ويعتبر هذا التيار، الذي يحمل أيضا مسمى (حركة المرجعية) و(التيار الرسالي)، واحدا من أقوى وأشهر التيارات العقدية / الفكرية / السياسية الشيعية اليوم، على الرغم من تراجعه بعض الشيء بعد وفاة مؤسسه السيد محمد الشيرازي.

 

المؤسس الشيرازي

مؤسس هذا التيار هو آية الله العظمى(!) السيد محمد مهدي الشيرازي (1928-2001م)، الذي يعد واحدا من أشهر مراجع التقليد الشيعة المعاصرين.

تبنى الشيرازي نهجا عقائديا متطرفا، وسياسة متشددة في تطبيق الشعائر الحسينية! من ذلك اعتماد (التطبير)، أي ضرب الرؤوس بالسيوف خلال مراسم العزاء (العاشورائية)، باعتبارها من أقرب القربات إلى الله تعالى، ومن أفضل الطرق للمحافظة على الخط الثوريّ للمذهب!

هرب الشيرازي من كربلاء إلى الكويت، حيث أقام فيها لمدة تسع سنوات (1971-1980م)، ثم انتقل إلى إيران، حيث دخل في صراع فكري وسياسي مع خميني، ثم خليفته خامنئي، حتى آخر يوم من حياته!

 

الشيرازي وولاية الفقيه

من بين الثلاثة المعاصرين الذين أحيوا نظرية ولاية الفقيه، الشيرازي وخميني ومنتظري، يعتبر الشيرازي أقدمهم وأسبقهم في الحديث عن هذه النظرية، ولكنه دعا إلى صيغة أخرى للنظرية مخالفة للصيغة التي تبناها وطبقها خميني.

ففي حين تبنى خميني نظرية (ولاية الفقيه العامة المطلقة)، دعا الشيرازي إلى (شورى الفقهاء)، بمعنى أن جميع مراجع التقليد يشتركون في الحكم وإدارة الدولة، وليس فقيها واحدا بعينه، وهذا هو السبب الرئيس في الخلاف بينه وبين أركان النظام الإيراني الحاكم.

 

أحمد الكاتب والشيرازي

يعطينا الأستاذ أحمد الكاتب، وهو شيرازي سابق، فكرة دقيقة عن التيار ومؤسسه، من خلال كتابه المشهور (الشيرازي: المرجعية في مواجهة تحديات التطور).. يقول:

"لكي يحقق (الشيرازي) الشعبية الواسعة كان يدرك أن عليه الانسجام مع ذهنيات وعقائد الأمة، ومراعاة الجماهير في آرائها وأفكارها وحاجاتها". (ص31)
ونقول: هذه ظاهرة يشترك فيها الشيرازي مع غيره من كهنة الشيعة، خاصة وأن هذه الجماهير هي مصدر الخُمس!

"أيد مختلف أنواع الشعائر بما فيها اللطم وضرب السلاسل والتطبير ووطء الجمر اللاهب يوم عاشوراء. حتى أنه قاد بنفسه مواكب للتطبير". (ص31)

"غالى (الشيرازي) كثيرا في منزلة السيدة فاطمة الزهراء، واعتقد أنها مفروضة الطاعة على جميع الخلائق من الجن والإنس والطير والوحش والأنبياء والملائكة، وأنها حجة حتى على الأئمة. وأن الله قد فوض إليها مع النبي والإمام عليّ أمور الخلق، يحلون ما يشاءون ويحرّمون ما يشاءون". (ص112)

 

آفات التيار الشيرازي

1) الإيغال في الأوهام والخرافات سمة مشتركة لكل التيارات الشيعية، ولكن التيار الشيرازي اعتُبر مغاليا حتى بالنسبة لباقي التيارات الشيعية.

2) وصل بهم الحقد والبغض ضد أهل السنة ورموزهم درجة لا تُتصور! ووصل بهم الأمر إلى درجة أن التقيّة الشيعية المشهورة لم تتمكن من حجزهم عن إخراج الضغائن (الجهنمية) من قلوبهم وعقولهم. ولذلك، نرى أنهم يلجئون في خطبهم وكتبهم وبياناتهم إلى صراحة شديدة، كما نرى ونسمع من أمثال مجتبى الشيرازي وهادي المدرّسي ومحمد باقر الفالي وعبد الحميد المهاجر وياسر الحبيب.

3) الاهتمام الشديد بنشر التشيع بين أهل السنة. وقد سبقوا غيرهم من الشيعة في هذا المجال، فقد نشط حسن مهدي الشيرازي منذ السبعينيات في نشر الفكر الشيعي في لبنان وسوريا، وقام أحمد الكاتب (قبل هدايته) بالسفر إلى السودان في تلك الفترة لنفس الغرض.

4) الإكثار من التأليف والاهتمام بالإعلام، حتى أن معظم القنوات الشيعية اليوم تتبع هذا التيار.

5) التقوقع والانغلاق فيما بينهم، وعدم الانفتاح حتى مع المكونات الشيعية الأخرى. لذلك، لا يتمكنون من إحراز أي نتائج -غالبا- في الانتخابات التي يخوضونها، خاصة في العراق والبحرين.

6) للتيار الشيرازي عائلة حاكمة!! والمناصب القيادية في إيران والعراق مقتصرة على أفراد هذه العائلة: آل المدرّسي، وأخوالهم من آل الشيرازي، وكلهم من الفرس!

7) أسس التيار فرعا له في البحرين، على يد هادي المدرّسي تحت مسمى (الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين)!! وقامت الجبهة بمحاولة انقلابية فاشلة عام 1981م.

8) كما أسس فرعا له في السعودية تحت مسمى (منظمة الثورة الإسلامية) بقيادة الشيخ حسن الصفار. وكان لهذه المنظمة دور رئيس في الأعمال الإرهابية التي اندلعت في منطقة القطيف بعد انتصار الثورة الكهنوتية في إيران عام 1979م.

 

المرجعية الشيرازية

كان للتيار الشيرازي مرجع تقليد واحد فقط، هو السيد محمد مهدي الشيرازي، ولكن بعد وفاته أصبح للتيار مرجع تقليد في قمّ هو السيد صادق مهدي الشيرازي، ومرجع آخر بكربلاء هو ابن أخته محمد تقي المدرّسي.

 

انتشار التيار الشيرازي

يتواجد هذا التيار المجوسي بصفة أساسية في العراق وإيران والكويت والبحرين، وفي المنطقة الشرقية من السعودية، ولهم في معظم هذه الدول أحزاب سياسية ومؤسسات دينية وإعلامية ومنظمات سرية وعلنية. وكبرى منظماتهم في العراق هي (منظمة العمل الإسلامي)، التي يديرها الأخوان محمد تقي وهادي المدرّسي..

 

في إيران:
مرجعية صادق الشيرازي (قمّ)

 

في العراق:
مرجعية محمد تقي المدرّسي (كربلاء)
منظمة العمل الإسلامي (آل المدرّسي)
حركة الوفاق الإسلامي (جمال الوكيل)
حزب الطليعة الإسلامي (علي مهدي الياسري)
فضائية كربلاء
فضائية أهل البيت

 

في البحرين:
جمعية العمل الإسلامي (محمد علي المحفوظ)
جمعية الرسالة (جعفر العلوي)
جمعية آل البيت (عبد العظيم المهتدي البحراني)

 

في الكويت:
تجمع العدالة والسلام (الحاج حسن نصير)
فضائية الأنوار (النائب صالح عاشور)
مكتبة الرسول الأعظم

 

في السعودية:
منظمة الثورة الإسلامية (حسن الصفار)

 

في سوريا:
الحوزة العلمية الزينبية (حي السيدة زينب)

 

في بريطانيا:
هيئة خدام المهدي (ياسر الحبيب)