المنظومة الكهنوتية للديانة الإثنى عشرية
يتحكّم في المجتمع الشيعي الإثنى عشري نظام كهنوتي صارم، تمّ استحداثه وتطويره خلال القرون الثلاثة الماضية، ليتحوّل في النهاية إلى نظام للهيمنة والسيطرة، هو أشدّ خطورة من جميع الأنظمة السلطوية الاستبدادية التي عرفتها البشرية خلال تاريخها الطويل.
نظام الطبقات
ينقسم المجتمع الشيعي من حيث مرتبة الناس ودرجاتهم إلى طبقتين: السادة، والناس العاديين..
الإنسان العادي هو الذي يدفع الخُمس، والسيّد هو الذي (يلهف) الخُمس!
والإنسان العادي إذا تعمّم تكون العمامة بيضاء، وإذا كان من السادة تكون العمامة سوداء!
الدرجات العلمية الحوزوية
يحمل كبار معممي الشيعة المرتبات التالية:
1) حجّة الإسلام!
2) ثم حجّة الإسلام والمسلمين!
3) ثم آية الله (وهو الذي بلغ رتبة الاجتهاد في المذهب)!
4) ثم آية الله العظمى (وهو مرجع التقليد)!
أركان النظام الكهنوتي
الركن الأول: المرجعية والتقليد
حسب النظام الكهنوتي المبتدع، لا يحقّ للشيعي إلاّ أن يكون أحد اثنين: مقلـِّد (بكسر اللام)وهو الإنسان الشيعي العادي، أو مقلّد (بفتح اللام)، وهو المرجع!
ولا تصحّ عبادة الشيعي ولا تقبل أعماله عند الله إلاّ إذا كان مقلّدا لأحد الآيات العظام!!
إذا كان المرجع حيّا يرزق، فقد (مدّ ظلّه الوارف)!!
وإن كان من الهالكين، فقد (قدّس سرّه الشريف)!!
مرجع التقليد هذا، له العديد من الوكلاء والمساعدين والمروّجين لمرجعيته، وبالتالي يكون لهم نصيب مما يستلمه المرجع من أموال (الموالين)، من الغلابى والمساكين.
أمّا مقدار ما يستلمه هؤلاء الوكلاء والمساعدين، فالأمر راجع إلى عاملين:
1) مدى كرم المرجع أو جشعه!
2) والظروف العائلية للمرجع، فلو كان له عدد من الأبناء والأصهار من ذوي الطمع والجشع، استحوذوا بدورهم على جزء مهم من أموال الخُمس!
وهذه قائمة بأسماء بعض من أهم كهنة التقليد (الآيات العظام) عند الشيعة اليوم:
بعض مراجع التقليد (من الأحياء):
1) علي السيستاني (النجف)
2) محمد سعيد الطباطبائي الحكيم (النجف)
3) علي الخامنئي (طهران)
4) محمد إسحاق الفياض (النجف)
5) صادق الشيرازي (قم)
6) ناصر مكارم الشيرازي (قم)
7) محمد تقي المدرسي (كربلاء)
8) عبد الله الحائري الإحقاقي (الكويت)
9) كاظم الحائري (قم)
10) صادق روحاني (قم)
مراجع تقليد (من الأموات):
1) يوسف آل عصفور البحراني (ت1772م)
2) حسين آل عصفور البحراني (ت1802م)
3) محمد أمين زين الدين (ت1998م)
4) محمد حسين فضل الله (ت2010م)
الركن الثاني: مبدأ الأعلميّة
بعد أن تمّ ربط الإنسان الشيعي بهذه المنظومة الكهنوتية بفرض التقليد عليه بهذه الصورة الاستبدادية المهينة، جاءت الخطوة الثانية لمزيد من تكريس التبعية (غير العاقلة)، بفرض ما يسمّى بمبدأ (الأعلمية)، أي أن المقلّد (بكسر اللام) ينبغي عليه الاّ يقلّد إلاّ من يراه أعلم من في الأرض!
وبالتالي، لا يستطيع الشيعة أن يناقشوا مراجعهم مجرّد مناقشة في أي شأن ديني أو دنيوي، فمن يرغب في أن يناقش أعلم من في الأرض؟!
ويحرص كهنة الشيعة على تذكير أتباعهم بهذه (المهزلة) من حين لآخر. من ذلك، ما قاله الشيخ عيسى قاسم رئيس المجلس العلمائي الشيعي في البحرين، بدايات عام 2008م من أن الرادّ على الفقيه كالرادّ على الله!!
قال قاسم: "دليلكم بعد الأئمة، هم الفقهاء العدول، ومن ردّ عليهم ردّ على الأئمة عليهم السلام، ومن ردّ على الأئمة، ردّ على رسول الله صلى الله عليه وآله، والرادّ على النبي رادّ على الله.. بالنتيجة، من ردّ على الفقيه العادل، الذي يجب عليه تقليده أو طاعته، فهو رادّ على الله سبحانه وتعالى"!!
الركن الثالث: تحريم التبعيض
والمقصود أن لا تطلب (بعض) فتاواك من مرجع، و(بعضها) من مرجع آخر وهكذا..! فالمرجع واحد لا يتعدّد. ونلاحظ هنا أن هذا المبدأ قيد حديدي إضافي آخر يربط هذه الملّة التعيسة بهؤلاء الكهنة المجرمين.
الركن الرابع: استلام الخُمس
لا توجد نصوص صريحة في أمهات كتب الشيعة تدعوا إلى وجوب تسليم الخمس إلى الفقهاء، بل لا توجد نصوص صريحة تدعوا إلى (وجوب) إخراج الخُمس في عصر الغيبة، ولكن جوازه فقط، أي أن إخراج الخُمس مسألة اختيارية وليست إلزامية!
● فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: "إن الناس كلهم يعيشون في فضل مظلمتنا، إلا أنَّا أحللنا شيعتنا من ذلك". (من لا يحضره الفقيه للصدوق 2/24)
والنص واضح الدلالة على أن الأئمة قد أحلوا الخمس لشيعتهم وأسقطوه عنهم.
● وعن أبي عبد الله عليه السلام - وقد جاءه أحد أتباعه بمال فرده عليه وقال: "قد طيبناه لك وأحللناك فيه فضم إليك مالك وكل ما في أيدي شيعتنا من الأرض فهم فيه محللون حتى يقوم قائمنا". (أصول الكافي للكليني 1/408)
● وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: "هلك الناس في بطونهم وفروجهم؛ لأنهم لم يؤدوا إلينا حقنا، ألا وإن شيعتنا من ذلك وآباءهم في حلّ". (الاستبصار للطوسي 2/59)
أي أن الشيعة في حلّ من أداء الخُمس!!
● ويقول المقدّس الأردبيلي وهو من كبار فقهاء الشيعة: "اعلم أن عموم الأخبار يدل على السقوط بالكلية (أي الخُمس) في زمان الغيبة والحضور، بمعنى عدم الوجوب الحتمي". (مجمع الفائدة والبرهان 4/355)
ومن أراد التفصيل فليرجع إلى كتاب (الخمس بين الحقيقة الضائعة والأوهام الشائعة) للمفكر الدكتور طه حامد الدليمي.
نقول: وهكذا أُحكم السور الحديدي حول هذه الملّة المسكينة بربطها بنظام الكهنوتي يهيمن حتى على الأمور المعيشية وكذّ اليمين!
النتيجة: عقلية القطيع!
هذا هو نتاج المنظومة الكهنوتية للقوم:
يساقون كالبهائم..
وتستحلّ أموالهم باسم (الخُمس)..
وتستحلّ أعراضهم باسم (المتعة)..
ويوجهون لارتكاب كلّ أنواع المظالم باسم (الدفاع عن مظلومية آل البيت)!!