آخر مآسي أهل السنة: تجمع الوحدة الوطنية!!
لأهل السنّة في البحرين قابلية عجيبة في تضييع الفرص وعدم استثمارها! وقدرة خارقة على تمزيق الصف وتشتيته!
على عكس الطائفة الشيعية ذات الخبرة الواسعة في اغتنام الفرص وتجييرها لصالح مشروعها الطائفي البغيض.
آخر مظهر من مظاهر ضعف السنّة وعدم قابليتهم لاستثمار الفرص ما آل إليه مصير تجمع الوحدة الوطنية، وتحول هذا التجمع الذي أردناه عملاقا، إلى (شلّة) من أصحاب الطموحات الشخصية، التي ستحول التجمع -إن عاجلا أو آجلا- إلى مجرد جسر لتحقيق هذه الطموحات!
بدأ التجمع بداية طيبة، أخافت الشيعة، وحسبت لها السلطة ألف حساب، وتطلع إليها أهل السنة -بعد الله تعالى- كملاذ آمن وحصن حصين، يقي البلد شر الفتن والمؤامرات.. فما الذي حدث؟! وكيف تمخض الجبل الشامخ عن تلة صغيرة؟!
أخيرا: أخرج الشيخ أضغانه!
بيت القصيد في كل السالفة هو الشيخ الدكتور عبد اللطيف المحمود، فهو العامل الرئيس في نجاح التجمع أو فشله..
ما هي القدرات القيادية لدى الشيخ؟ وما تاريخه الشاهد له أو عليه، والذي سيكون له عاملا مساعدا أو هادما في قيادته للتجمع؟
أسس الشيخ المحمود جمعيته الخاصة به وبأسرته عام 1979م تحت مسمى (الجمعية الإسلامية)، فأحدث بذلك أول شرخ في ساحة العمل الإسلامي السني، بدلا من أن يتكاتف ويتعاون مع إخوانه في (جمعية الإصلاح) العتيقة، والقائمة منذ عام 1941م. فعل الشيخ المحمود ذلك تحت ذريعة أن العمل الإسلامي يستوعب هذه التعددية.
مع تأسيس الجمعية الإسلامية، أتيح المجال للشيخ أن يظهر نفسه إعلاميا ومجتمعيا بوصفه (قائدا لتيار إسلامي).. مهما كان هذا التيار مائعا أو غامضا!
وفي التسعينيات، شارك الشيخ في التوقيع على عريضة المطالبات التي رفعها الشيعة واليساريين والتي أغضبت السلطة.
فعل المحمود ذلك دون الرجوع إلى إخوانه من قادة ورموز ومشايخ أهل السنة في البلد ودون مشاورتهم! وهذا أعطاه درجة أخرى أرفع على سلم الشهرة والظهور!
ولكن الظهور شيء والقيادة شيء آخر.. ظل الشيخ في جمعيته ثلاثون عاما وهو في مؤخرة الركب من بين الجمعيات الإسلامية الثلاث (الإصلاح، التربية، الإسلامية)..
وعندما أسس جمعيته السياسية، جمعية الشورى، احتفظ الشيخ -وبامتياز- بموقعه في ذيل القائمة من بين الجمعيات السياسية الثلاث (الأصالة، المنبر، الشورى)..
هنا، تعقدت الأمور كثيرا لدى الشيخ، فهذا الموقع في ذيل القائمة لا يتناسب إطلاقا مع صاحب الطموح المشتاق شوقا للقيادة بأي ثمن!
وجاءت الفرصة المناسبة، جاءت الفرصة الذهبية التي ربما لن تتكرر أبدا..
تجمع أهل الفاتح من كل حدب وصوب، من كل توجه وفكر، من كل تيار مخلص لدينه ووطنه، واتفقوا على زعامة الشيخ المحمود..
تزعم الشيخ في أول يوم، وأحاط نفسه بـ(شلة الرويبضات) في ثاني يوم، وأخرج المنبر والأصالة من ثالث يوم..
وهكذا، وبعد ثلاثة عقود من الألم النفسي، بعد ثلاثين سنة من عقدة (ذيل القائمة)، أخرج الشيخ أضغانه..
يا لها من قيادة، ويا لتعاسة أهل السنة، (وأبشر بطول سلامة يا مربع)!
قيادة أم مافيا!
الفاشل، الحاقد على من عنده نجاحات، الموتور، صاحب المصلحة، (اللّي حدّه مستقطع على كرسي البرلمان)، كل أولئك مكن لهم الشيخ الفاضل عبد اللطيف المحمود في قيادة التجمع، وجعلهم سواعده، وأنيابه وأظفاره!
دخل قيادة التجمع من رشح نفسه المرة تلو المرة فلم ينجح، فرأى في التجمع فرصة للنجاح!
دخل قيادة التجمع من هو جالس في جمعيته السياسية تسع سنوات عجاف، بدون كرسي واحد في البرلمان! فرأى الفرصة مواتية في الموقع الجديد!
دخل القيادة من أراد نصرة غزة في الحرب الأخيرة بحفلة مولد!
دخل القيادة من تحوم حوله الشبهات، ويغش الناس حتى في (الإعلان عن اسمه ونسبه)!
دخل القيادة من هو عضو في نوادي الروتاري!
دخل القيادة من لا يملك من سمات القيادة إلا الجيوب المليئة!
كل أولئك نجحوا في انتخابات قيادة التجمع وفشل رموز الأصالة والمنبر؟!
يا شيخ عبد اللطيف.. حدث العاقل بما يليق، إلا أن ترى نفسك العاقل الوحيد!
أهؤلاء ستقود بهم أهل السنة والجماعة؟! رحمتك يا رب.
وأزيدكم من الشعر بيت! حولوا التجمع إلى منتجع عائلي!
فهناك من أدخل معه في القيادة ابنه!
وهناك من أدخل معه أخاه!
وهناك من أدخل معه أخته!
ولا أدري إن كان هناك من أدخل معه أمه أو جدته!!
ولكن لا إحباط يا أهل السنّة..
فالمعادن النفيسة ستظل نفيسة، لا تصدأ، لا تفسد، لا يرخص ثمنها..
والمخلص هو المخلص، ذكرناه أم تجاهلناه، أنزلناه منزلته أم أقصيناه.