الرسائل البحرينية في المسألة الشيعية (49) :: 2 فبراير 2014م

حسينيات أم كسرويات

الحسينية: اسم يطلق على دار العبادة لدى الشيعة، ولها عندهم من القداسة والتبجيل ما ليس للمساجد..

في البحرين، تشتهر الحسينية باسم آخر هو (المأتم)، وإن شئت أن تستبدل حرف (التاء) بحرف (الثاء) فما جانبت الصواب!

 

هذه الحسينية، هي المكان الذي تتشكل فيه شخصية الشيعي، وتتكون فيه نفسيته..

وفي هذا المكان، يكتسب الشيعي كل الصفات التي يتحلى بها..

وفيها يتعلم أن الشيعي في الجنة مهما أتى من منكرات، وأن السني ناصبي لا يشم رائحة الجنة وإن أمضى كل حياته يصوم ويصلي ويفعل الخيرات!

 

سيدنا الحسين رضي الله عنه بريء من هذه الحسينيات، بل يجب أن تُنسب إلى كسرى، الذي وضع الشيعة أحاديث في فضائله، وأن النار محرمة عليه، كما نص على ذلك محمد باقر المجلسي! (بحار الأنوار ج41 ص214) فهذه (كسرويات)، وليس (حسينيات).

 

أما نوعية الخطاب الصادر من هذه الكسرويات فيتنوع تبعا للزمان والمكان. فالمعممون من قراء المنابر يقولون في البحرين ما لا يستطيعون قوله في السعودية، ويجهرون في الكويت بما لا يستطيعون الجهر به في البحرين، ويخرجون أضغانهم في العراق أكثر من أي مكان آخر، خاصة بعد أن أصبحوا يحكمون العراق الجريح.

 

الشيعة يعيشون الآن (حقبة التمكن)، وبالتالي خطابهم فيه شيء كثير من الصراحة، وسيغيرون من خطابهم إذا رجعوا إلى (حقبة التمسكن)، وهم راجعون لا محالة.

في حقبة التمكن، أصبحنا نسمع الكفر الصريح يصدر من هذه الكسرويات، تنقلها الفضائيات الشيعية بلا تردد.

أصبحنا نسمع من قراء المنابر ومعممي الشيعة أن القرآن قد حرفه الصحابة، وأن عرش الرحمن مجرد نعل في قدم الحسين، وأن الأئمة شركاء لله في خلقه! هذا ما يصرح به الآن عبد الحميد المهاجر وحسين الفهيد ومحمد باقر الفالي ورضوان درويش وياسر الحبيب وهادي المدرّسي وغيرهم من الزنادقة.

 

نرجع إلى البحرين، التي يوجد فيها أكثر من (3500) حسينية، كما ذكر ذلك الباحث الشيعي عبد الله سيف. (المأتم في البحرين، ص 25)

وبما أن عدد البحرينيين لا يزيد على (650 ألف) بحريني، نصفهم تقريبا من الشيعة، فتكون النسبة: مأتم واحد لكل (93) شيعيا تقريبا، وهذه نسبة مهولة، خاصة إذا علمت أن المآتم الخاصة بالنساء لا تشملها هذه الإحصائية!

 

يقول آية الله هادي المدرسي: "إن عدد الحسينيات في البحرين يفوق عدد الحسينيات في أي دولة أخرى من دول العالم خاصة إذا قورنت بنسبة الشيعة ومساحة الأرض".

ويضيف: "لا يصدق أحد عدد هذه البيوت من المآتم والحسينيات في البحرين من حيث النسبة، إذ هي أعلى نسبة في العالم، وربما تبلغ قريباً من ثلاثة آلاف حسينية لبلد يعتبر صغيراً بالقياس إلى الموالين للحسين في العالم وأهل هذا البلد".

(موقع أخبار من كل مكان، 19 فبراير 2011م)

 

وحول أهمية هذه الكسرويات بالنسبة للشيعة، يقول الباحث عبد الله سيف: "كما أنها مكان لإلقاء المحاضرات الدينية والندوات الثقافية واللقاءات الاجتماعية، مما يساعد على نشر الوعي الديني بين الناس ويسهم في تماسكهم وترابطهم في عصر يتميز بالتفكك والتشرذم نتيجة للتطورات الاقتصادية والعمرانية والاجتماعية". (المأتم في البحرين، ص 25)

 

هل لهذه الكسرويات من أصل في الدين؟

يعترف عبد الله سيف: "ولكن الحسينية كمؤسسة أهلية قائمة بذاتها كبناء له كيان مستقل لم يعرفه المجتمع البحريني إلا في العصر الحديث وربما منذ حوالي أربعمائة عام". (المصدر السابق، ص 26)

أي أن هذه الكسرويات من ابتداع الدولة الصفوية التي كانت قائمة قبل أربعمائة عام.

 

وماذا عن المواكب الحسينية في البحرين؟

الجواب: "أما بالنسبة للمواكب الحسينية المنظمة فإنني أستطيع أن أجزم بأن المجتمع البحريني لم يعرفها إلا في عهد المغفور له الشيخ عيسى بن علي آل خليفة الذي تولى حكم البلاد في الفترة ما بين 1869 وعام 1923م". (المصدر السابق، ص 26)

أي أن السلطة السياسية في البلد، في ظل الوصاية البريطانية، هي التي سمحت باستحداث هذه المواكب الكسروية!

 

لا يتأثر الشيعي، وهو صغير، بالمناهج الضعيفة لوزارة التربية والتعليم..

ولا يتأثر وهو كبير، بالخطاب الإعلامي المتخلف لوزارة الإعلام..

إنه يتأثر بشيء واحد فقط: الكسرويات.