الرسائل البحرينية في المسألة الشيعية (10) :: 25 أكتوبر 2011م

الروافد الثلاثة للديانة الشيعية

كما أن للأنهار روافد تزودها بالمياه، فإن للديانة الشيعية روافد تزودها بالعقائد والأفكار!

أهم هذه الروافد ثلاثة: الديانة اليهودية، والديانة المجوسية، والعنصرية الفارسية.

 

الرافد الأول: الديانة اليهودية

 

الملهم الأول للتشيع هو اليهودي عبد الله بن سبأ (قدس سره الشريف!!)، وقد تكلمنا عنه في الرسالة السابعة ضمن هذه السلسلة، وهي بعنوان (آية الله العظمى عبد الله بن سبأ).

تبدوا أصابع اليهودية واضحة في التشيع من خلال بعض المعتقدات التي تعتبر من أساسيات الديانة الشيعية، وهذه بعض النماذج على الاستمداد من اليهودية:

 

1) عقيدة الوصية: حيث يؤمن الشيعة بأن الله تعالى اختار علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وصيا من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم:

"عن أبي عبد الله عليه السلام قال: عُرج بالنبي صلى الله عليه وآله إلى السماء مائة وعشرين مرة، ما من مرة إلا وقد أوصى الله النبي بولاية علي والأئمة من بعده، أكثر مما أوصاه بالفرائض". (بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار، ص99)

وقد جاء في التوراة: "فكلم الرب موسى قائلا: ليوكل الرب إله أرواح جميع البشر رجلا على الجماعة، يخرج أمامهم ويدخل أمامهم، ويخرجهم ويدخلهم لكيلا تكون جماعة الرب كالغنم التي لا راعي لها، فقال الرب لموسى: خذ يشوع بن نون رجلا فيه روح، وضع يدك عليه، وأوقفه قُدام العازار الكاهن وقُدام كل الجماعة، وأوصه أمام أعينهم.. ففعل موسى كما أمره الرب، أخذ يشوع وأوقفه قدام العازار الكاهن وقدام كل الجماعة، ووضع يده عليه وأوصاه كما تكلم الرب على يد موسى". (الإصحاح 27)

نلاحظ هنا اتفاق اليهود والشيعة على وجوب تنصيب وصي بعد النبي!!

 

2) المهدي المنتظر: يعتقد الشيعة بأن مهديهم عندما يخرج يدعوا الله تعالى باسمه العبراني (لغة اليهود!):

كما صرح بذلك شيخهم محمد بن إبراهيم النعماني (الغيبة ص169) وغيره.

ولا شك في أن هذا الاعتقاد يعكس الانتماء الحقيقي للذين وضعوا هذه النصوص.

 

كما يعتقدون أن المهدي سيدعو إلى دين جديد!:

روى النعماني عن أبي جعفر أنه قال: "يقوم القائم بأمر جديد، وكتاب جديد على العرب شديد". (الغيبة للنعماني ص154)

وللطوسي كتاب يحمل نفس الاسم (الغيبة) روى فيه عن أبي عبد الله أنه قال: "إذا قام القائم جاء بأمر غير الذي كان". (الغيبة للطوسي ص283)

 

ولكن، ما هو الدين الجديد الذي سيدعو إليه مهدي الشيعة يا ترى؟!:

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "لا تذهب الدنيا حتى يخرج رجل مني يحكم بحكومة آل داوُد ولا يسأل بينة". (الكافي للكليني 1/398)، (بصائر الدرجات للصفار ص279)

 

3) عقيدة البداء: ينسب الشيعة البداء إلى الله تعالى..

والبداء هو: (الظهور بعد الخفاء!).. أو (نشأة رأي جديد!).. ومؤداه أن الله قد يقضي بشيء، ثم يندم عليه فيقضي بأمر جديد!!.. ونسبة هذا البداء إلى الله تعالى كفر محض.

 

وقد ذكر الكليني في الكافي عدة روايات في البداء:

"ما عُبد الله بشيء مثل البداء".

"ما عُظم الله بمثل البداء".

 

ويذكر المرجع أبو القاسم الخوئي فضل البداء فيقول:

"والقول بالبداء: يوجب انقطاع العبد إلى ربه، وطلبه إجابة دعائه منه، وكفاية مهماته، وتوفيقه للطاعة، وإبعاده عن المعصية". (البيان في تفسير القرآن للخوئي ص392)

 

ما أصل هذا المعتقد؟!.. إليكم هذه النصوص اليهودية:

جاء عن موسى عليه السلام وهو يخاطب ربه: "ارجع عن حمو غضبك، واندم على الشر بشعبك". (سفر الخروج، الإصحاح 32)

وذكروا أن الله قال: "ندمتُ على أني قد جعلت شاول ملِكا، لأنه رجع من ورائي ولم يقم كلامي". (سِفر صموئيل، الإصحاح 15)

 

4) تقديس النفس وإهانة الآخرين: يسمي الشيعة أنفسهم (الخاصة) وأهل السنة (العامة)!

 

وكذا اليهود، فهم (شعب الله المختار) وسائر الناس (الأمميون)!.. تأمل هذه النصوص الشيعية:

عن أبي عبد الله قال: "إن الله جعل لنا شيعة، فجعلهم من نوره وصبغهم في رحمته". (بصائر الدرجات للصفار ص70)، (بحار الأنوار للمجلسي 67/74)

وعنه قال: "خلق الله تبارك وتعالى شيعتنا من طينة مخزونة لا يشذ منها شاذ، ولا يدخل فيها داخل أبدا إلى يوم القيامة". (المحاسن لأحمد بن محمد البرقي ص134)

وعنه قال: "نحن خيرة الله من خلقه، وشيعتنا خيرة الله من أمة نبيه". (الأمالي للطوسي ص76)

ويروي الكليني في الكافي عن محمد بن علي الباقر: "أن الناس كلهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا". (الكافي 8/239)

 

من أين جاءت هذه النفسية القبيحة؟! .. الجواب: من اليهود!.. وإليك بعض نصوصهم المقدسة:

"لأنك أنت شعب مقدس للرب إلهك، إياك قد اختار الرب إلهك، لتكون له شعبا أخص من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض". (سِفر التثنية، الإصحاح 7)

"فالآن إن سمعتم لصوتي وحفظتم عهدي تكونون لي خاصة من بين جميع الشعوب، فإن لي كل الأرض، وأنتم تكونون لي مملكةُ كهنة وأمة مقدسة". (سِفر الخروج، الإصحاح 19)

وجاء في التلمود: "تتميز أرواح اليهود عن باقي الأرواح بأنها جزء من الله، كما أن الابن جزء من والده".

 

الرافد الثاني: الديانة المجوسية

 

كانت المجوسية هي الديانة الرسمية في الإمبراطورية الفارسية، تقام لها بيوت النار التي لا تنطفئ! يقوم على أمر هذه النار طبقة من الكهنة، يحتلون أعلى درجة في السلم السياسي والاجتماعي في الإمبراطورية بعد الملوك مباشرة.

أطفأ الإسلام هذه النار التي كانت تعبد من دون الله، فاشتعلت النيران في قلوب السَدَنة، وامتد الحقد المجوسي خلال التاريخ إلى اليوم!

 

المهدوية هي أساس العقيدة الشيعية، ومن لا يؤمن بالمهدي المنتظر الغائب لا يعد مؤمنا عند الشيعة، ولا تقبل أعماله وإن صلى وصام مائة سنة!.. لاحظ التأثير المجوسي في هذه العقيدة المهدوية:

"عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن لصاحب هذا الأمر بيتا يقال له بيت الحَمد، فيه سراج يزهر منذ وُلد إلى يوم يقوم بالسيف، لا يطفأ". (الغيبة للنعماني ص239)، (الغيبة للطوسي ص467)

يا ترى، ما هو هذا (السراج الذي لا يطفأ)، وهل (بيت الحَمد) تسمية تقية لـ(بيت النار)؟!

 

جعل الشيعة للمهدي عشرات الأسماء، كما أن لله تعالى الأسماء الحسنى!!

أتدرون ما هو الاسم السابع والأربعون له؟

إنه (خسرو مجوس)!!

ذكر النوري الطبرسي زنديقهم الأكبر (وكلهم زنادقة) أسماء المهدي، فكان الاسم السابع والأربعون (خسرو مجوس). (النجم الثاقب في أحوال الإمام الحجة الغائب للنوري الطبرسي، 1/185)

وجعلوا من أسمائه الأخرى (برويز بابا) و(بهرام)!!

 

لذلك، كان العداء المجوسي للصحابة الذين أطفئوا نار المجوسية عداء شديدا، وخاصة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، الذي نال من العداء والحقد النصيب الأكبر لدرجة لا يمكن تخيلها!

يقول نعمة الله الجزائري: "قد وردت في روايات الخاصة أن الشيطان يغل بسبعين غلا من حديد جهنم ويساق إلى المحشر، فينظر ويرى رجلا أمامه يقوده ملائكة العذاب وفي عنقه مائة وعشرون غلا من أغلال جهنم، فيدنو الشيطان إليه ويقول: ما فعل الشقي حتى زاد علَي في العذاب وأنا أغويت الخلق وأوردتهم موارد الهلاك؟.. فيقول عمر للشيطان: ما فعلت شيئا سوى أني غصبت خلافة علي بن أبي طالب"!!. (الأنوار النعمانية للجزائري 1/819)

 

الرافد الثالث: العنصرية الفارسية

 

لم يكن دخول كل الفرس إلى الإسلام دخولا حميدا، لقد أسلم الكثير من أهل فارس فحسُن إسلامهم، وظهر منهم الفقهاء والمحدثين والقادة، وقدموا خدمات عظيمة للإسلام والمسلمين.

ولكن البعض الآخر منهم دخلوا الإسلام ظاهرا، وهم يبطنون حقدا شديدا على المسلمين أن تجرؤوا وهزموا دولتهم القوية العتيدة.

 

ولذلك، ظهر في التاريخ الإسلامي من نسميهم بـ(الشعوبيون)، والشعوبية ظاهرة ارتبطت حصرا بالفرس، إذ لم يظهر هذا العداء المبطن أحيانا، والظاهر أحيانا أخرى للإسلام من قِبل القوميات الأخرى كالأكراد والأتراك والهنود والبربر الذين فتح المسلمون بلادهم.

نظم الفردوسي، ذلك الشاعر الفارسي الشعوبي ملحمة (الشاهنامة) أو (كتاب الملوك)، فأخرج أضغانه بكل وضوح، وأخذ يتباكى على ملكهم الزائل، ويكيل السباب للعرب الجفاة الغلاظ، الذين فتحوا بلاده وأخرجوا قومه من الظلمات إلى النور!!

يقول الفردوسي معبرا عن حقده وفارسيته المعلنة ومجوسيته المبطنة: "كان الكلب في أصفهان يشرب من الماء البارد، بينما العرب في الصحراء يأكلون الجراد"!!

 

نرجع إلى العقيدة المهدوية الشيعية، لنرى التأثير الشعوبي الفارسي بوضوح:

ينتظر الفرس رجلا من آل كسرى ينتقم لهم من العرب، فألفوا القصة المعروفة عن زواج الحسين بن علي رضي الله عنهما، من شهربانو بنت كسرى يزدجرد، التي ولدت له ابنه زين العابدين، ثم باقي الأئمة من سلالته، فالمهدي المنتظر عند الشيعة إذا نصفه عربي، من آل البيت النبوي، ونصفه فارسي، من آل البيت الكسروي!! (وما في أَحَد أَحْسن من أَحَد!!)

روى المجلسي عن النوشجان بن البومردان (لاحظ الاسم!!) قال: "لما جلا الفرس عن القادسية، وبلغ يزدجرد ما كان من رستم وإدالة العرب عليه، وظن أن رستم قد هلك والفرس جميعا، وجاء مبادر وأخبره بيوم القادسية وانجلائها عن خمسين ألف قتيل، خرج يزدجرد هاربا في أهل بيته ووقف بباب الإيوان.. وقال: السلام عليك أيها الإيوان، هاأنذا منصرف عنك، وراجع إليك أنا أو رجل من ولدي لم يدْنُ زمانه ولا أوانه".. ولما سئل جعفر الصادق عن مقصود كسرى قال: "ذلك صاحبكم القائم بأمر الله عز وجل، السادس من ولدي، قد ولده يزدجرد فهو ولده"!! (بحار الأنوار للمجلسي 51/163)

وها هو مهديهم المنتظر ينتقم من العرب! فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: "إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف". (بحار النوار للمجلسي 52/355)

وعنه قال: "لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه مما يقتل من الناس، أما إنه لا يبدأ إلا بقريش فما يأخذ منها إلا السيف". (الغيبة للنعماني ص234)

 

ما هذا الحقد الشديد على العرب، وخاصة قريش؟!

إنها الشعوبية العنصرية الفارسية، نفست عن أحقادها من خلال هذه النصوص التي وضعها زنادقتهم ونسبوها لعلماء آل البيت رحمهم الله.

 

وقديما قال عنهم نصر بن سيار:

قوم يدينون ديناً ما سمعت به..
..عن الرسول ولا جاءت به الكتبُ
إن كنت تسألني عن أصل دينهم..
..فإن دينهم أن تقتل العرب

 

* * *
مراجع مقترحة للاستزادة:
1) المهدي المنتظر هذه الخرافة، للدكتور طه حامد الدليمي
2) صناعة التشيع، للدكتور قاسم الطائي
3) بذل المجهود في إثبات مشابهة الرافضة لليهود، للدكتور عبد الله الجميلي