هكذا خذل أهل السنة اليمن
خذل أهل السنة اليمن.. سلمنا اليمن، وعلى طبق من ذهب لعملاء إيران..
ولم لا؟! فلنا تاريخ حافل بالخذلان. خذلنا أهلنا في العراق عام 2003م، وتركناهم تحت رحمة مليشيات المجوس والجيوش الصليبية الأمريكية والغربية.
أين أصحاب الجلالة والسمو والفخامة والسيادة، الذين يذكروننا دائما في كل مناسبة، وأحيانا بدون مناسبة، بما يتمتعون به من حكمة ورشد وسداد!
أين العلماء والفقهاء، من مدرسة طاعة السلطان، الذين يولولون ليل نهار، محذرين من خطر الصفوية الإيرانية الخبيثة!
أين قبائل اليمن ذات النخوة والشوكة، والتي لا تتوانى عن استخدام السلاح في كل حين وآن!
من المضحك المبكي، أنه قبل أيام، توعدت قبيلة (خولان) جارتها قبيلة (سنحان) بالويل والثبور بسبب مقتل اثنين من أبنائها.. أين أنتم من جرائم الحوثي يا خولان وسنحان وحاشد وبكيل و.. يا لها من مهزلة.
أين إسلاميو اليمن، الذين يتبعهم -كسائر الشعب اليمني- الآلاف من المسلحين.. أين حزب الإصلاح والسلفيون، وهم منتشرون في كل بقاع اليمن!
عندما استباح الحوثيون صنعاء، امتنع حزب الإصلاح، أكبر الأحزاب قوة وشعبية في اليمن، عن التصدي للهمج الحوثيين خوف اندلاع الفتنة المذهبية، وباعتبار أن التصدي للمليشيات المسلحة هو من وظيفة الدولة وليس الأحزاب والمؤسسات الأهلية، وهذه وجهة نظر نحترمها ونقدرها، خاصة، وكما تشير طبيعة بعض الأحداث أن إخوان اليمن (حزب الإصلاح) مستهدفون.. ولكن الخطب جليل، وعقائد الناس في خطر شديد. زنادقة الحوثية يدمرون المساجد ومراكز تحفيظ القرآن، ويستبدلون خطباء وأئمة المساجد بآخرين من أتباعهم.
أين سلفيو اليمن، وهم من أنشط الناس في التحذير من خطر الشيعة.. هم الآن في سبات عميق، وهدوء شديد، إلا من رحم الله.. يبدو أن مسألة (العقيدة) لم تعد ذات أولوية عندهم!
هناك نوع من التساهل والتمييع فيما يتعلق بمدى خطر الفكر الحوثي، المشبع بالرفض والزندقة.. البعض يطمئن الناس أن خطر الحوثية إلى زوال، فلا داعي للقلق. والبعض ينتظر من الدولة أن تتحرك.. وهل توجد دولة في اليمن؟!
أخذ الخطر الحوثي يتصاعد ويتمدد منذ التسعينيات بخطى ثابتة وبتخطيط دقيق، وأهل السنة بسياسييهم وإسلامييهم وقبائلهم في خبر كان!
الحوثي يقتل وينهب ويستبيح الأعراض ويغير عقائد الناس، وأهل السنة ينتظرون الفرج على يد أمثال عبدربه منصور هادي!
الحوثي يزداد تمكنا يوما بعد يوم وقادة أهل السنة ومفكريهم ينتظرون الخلاص على يد المبادرة الخليجية، والخطة الأممية، والاتفاقية البطيخية!!
يذكرني وضع أهل السنة في اليمن خصوصا، وسائر الأصقاع عموما، بقصيدة (حكاية
عباس) المشهورة للشاعر أحمد مطر، ولا حول ولا قوة إلا بالله..
عباس وراء المتراس..
يقظ منتبه حساس..
منذ سنين الفتح يلمع سيفه..
ويلمع شاربه أيضا، منتظرا محتضنا دفه..
بلع السارق ضفة..
قلب عباس القرطاس..
ضرب الأخماس بأسداس..
(بقيت ضفة)..
لملم عباس ذخيرته والمتراس..
ومضى يصقل سيفه..
عبر اللص إليه، وحل ببيته..
(أصبح ضيفه)..
قدم عباس له القهوة، ومضى يصقل سيفه..
صرخت زوجة عباس:
ضيفك راودني، عباس..
قم أنقذني يا عباس..
أبناؤك قتلى، عباس..
عباس -اليقظ الحساس- منتبه لم يسمع شيئا..
صرخت زوجته: عباس، الضيف سيسرق نعجتنا..
قلب عباس القرطاس، ضرب الأخماس بأسداس..
أرسل برقية تهديد..
فلمن تصقل سيفك يا عباس؟
لوقت الشدة..
إذا، اصقل سيفك يا عباس.