التيار الصدري: الفجور في منتهاه
ظهر اسم (التيار الصدري) على الساحة العراقية بعد الاحتلال الأمريكي/الإيراني للعراق عام 2003م.
اشتهر التيار بصفة خاصة بعد تورطه بمقتل عبد المجيد الخوئي في الصحن الحيدري (ما أكثر الصحون عندهم) بالنجف في 10 أبريل 2003م، وعبد المجيد هو ابن المرجع الشيعي المشهور أبو القاسم الخوئي (توفي 1992م).
تشكل التيار بصفة أساسية من مقلدي المرجع محمد بن محمد صادق الصدر (قتل 1999م)، وهو والد مقتدى الصدر الذي يقود التيار.
يعتمد التيار على المنتج الفقهي والثقافي لمحمد صادق الصدر، الذي اشتهر بكثرة التأليف، وبنشاطه الكثيف في صفوف عامة الشيعة، منافسا مراجع النجف الذين سماهم (الحوزة الصامتة)، معتبرا نفسه (الحوزة الناطقة).
ومن أهم الأعمال الفكرية للصدر موسوعته عن المهدي المنتظر في أربعة مجلدات. تصوروا.. أربعة مجلدات من الخرافات والخزعبلات والزندقة!
وقد تجرأ الصدر على تلقيب نفسه بـ(ولي أمر المسلمين)، مما أغاظ ولي الأمر الآخر، خامنئي. وإلى هذه اللحظة، ليست هناك دلائل قاطعة على الجهة التي اغتالته: النظام العراقي، أم ولي الأمر الإيراني، أم بعض أتباع مراجع (الحوزة الصامتة)!
شكل مقتدى الصدر جناحا عسكريا للتيار تحت مسمى (جيش المهدي) في أواخر 2003م. وبالرغم من الدلالة الطائفية الواضحة للاسم، فإن الآلة الإعلامية الشيعية ركزت على أن سبب تشكيل الجيش هو "مقاومة المحتل الأمريكي وإخراجه من العراق"!
اندلعت اشتباكات بين جيش المهدي والأمريكان عام 2004م لأسباب لا علاقة لها إطلاقا بالمقاومة، فقد كان التيار الصدري يسعى للاستحواذ على الساحة الشيعية في الجنوب على حساب الأطياف الشيعية الأخرى، فانحاز الاحتلال الأمريكي لحلفائه القدامى كالمجلس الأعلى وحزب الدعوة، كما أن إيران لم تكن ترغب أن يتضخم التيار إلى ما هو أبعد مما هو مرسوم له.
وقد تجددت هذه الاشتباكات مرة أخرى عام 2007م، ولكن سرعان ما تمت تسويتها مع (المحتل العزيز)، فقد كانت معركة جيش المهدي الكبرى والحقيقة ليست ضد المحتل الأمريكي، ولكن ضد (النواصب التكفيريين البعثيين الإرهابيين)، وهذه تسميات يقصد بها أهل السنة.
كان لجيش المهدي نصيب الأسد من الجرائم المروعة التي ارتكبت بحق أهل السنة في العراق. لقد تحولت أوكار ومقار هذا الجيش الهمجي، خاصة في مدينة الصدر، إلى منطلقات لممارسة كل أنواع الإجرام لدرجة فاقوا بها جرائم إخوانهم اليهود ضد أهل فلسطين.
شملت هذه الجرائم القتل والتعذيب والاختطاف والاغتصاب والتهجير والاستيلاء على المساجد وتحويلها إلى حسينيات، وتميز هؤلاء الشيعة الهمج من جيش المهدي، ومن الفصائل الأخرى كذلك، بممارسات فظيعة غير مسبوقة في تاريخ العراق، مثل: استخدام المثقاب الكهربائي في التعذيب، وقطع رؤوس بعض المختطفين ووضعها في (كوارتين الموز) وبثها في مناطق السنة لترويعهم وإجبارهم على ترك مناطقهم، واستخدام سيارات الإسعاف كمصيدة لاصطياد الجرحى والمصابين، وهذا ابتكار شيعي لم يدر من قبل في خلد الصهاينة ولا النازيين ولا الفاشيست!
أتباع المليشيات الشيعية يحملون كما هائلا من الحقد والضغينة ضد أهل السنة، باعتبارهم أتباع يزيد وأعداء آل البيت!
ولا يتطلب الأمر كثير جهد لتأليبهم ضد أهل السنة، فهم (جاهزون مجهزون) بالفطرة!
يقول الأحمق المطاع مقتدى الصدر بمناسبة النصف من شعبان (ذكرى مولد الموهوم المنتظر): "الإمام الحجة المنتظر حين ظهوره سيأخذ بثأره وثأر آبائه وأجداده وأولاده وذريته وأتباعه ومحبيه إلى يوم القيامة.. لا تأخذكم في الله لومة لائم ولا تخافوا إرهابيا ناصبيا على الإطلاق". (موسوعة الرشيد، بتاريخ 22 يونيو 2013م)
وقد صرح الشيخ أحمد الزيدي، وهو أحد المعممين التابعين للمرجع المنافس أحمد الحسني البغدادي بكلام خطير عن أفراد جيش المهدي، إذ قال: "إن 60% من أفراد جيش المهدي لا يعرفون آباءهم الحقيقيين، وأغلبهم أبناء ملاجئ اللقطاء والأيتام". (مفكرة الإسلام، بتاريخ 28 يناير 2007م)
هذا هو التيار الصدري، الذي يعود بجذوره القريبة إلى آية الله العظمى محمد بن محمد صادق الصدر، وبجذوره البعيدة إلى آية الله العظمى (عبد الله بن سبأ) تقدست أنفاسه ودامت بركاته!