يا سنة البحرين استعدوا للجولة الرابعة
إدمان الغفلة مرض عضال ووباء قاتل انتشر بين أهل السنة في كل مكان، فأدى ذلك كله إلى تغوّل الشيعة في البحرين، واستيلاء المليشيات الصفوية على مقاليد الأمور في العراق، وتمكن النصيرية في سوريا، واستيلاء الحوثية على كامل محافظة صعدة اليمنية..
منذ نجاح الثورة الكهنوتية في إيران، حاول الشيعة -لحد الآن- ثلاث مرات الوصول إلى الحكم في البحرين.
كانت المحاولة الأولى في بداية ثمانينيات القرن الميلادي العشرين. اعتمدت هذه المحاولة، التي قام بها التيار الشيرازي، على إحداث بلبلة وحالة من الفوضى، فتنشغل قوى الأمن بمواجهة هذه الفوضى، مما يمكن لمسلحين شيعة من دخول البلد عن طريق البحر.
فشلت هذه المحاولة وتمكنت أجهزة الأمن من القبض على مئات من المتورطين في الفتنة، وتم اكتشاف كميات من الأسلحة، بعضها خزنت في مناطق يسكنها السنة!
قاد هذه المحاولة آية الله هادي المدرّسي، وهو ابن أخت المرجع المعروف السيد محمد الشيرازي.
وجرت المحاولة الثانية في أواسط التسعينيات، على يد حزب الدعوة هذه المرة، واعتمدت أسلوب الانتفاضة الشعبية، وجرى حرق العديد من المنشآت الأهلية، خاصة المحال التجارية التي يملكها أهل السنة حصرا! هذه المحاولة انتهت أيضا إلى الفشل.
كان رؤوس الفتنة هذه المرة الشيخ عيسى قاسم والشيخ عبد الأمير الجمري والشيخ علي سلمان وعبد الوهاب حسين وحسن مشيمع.
أما المحاولة الثالثة فقد اندلعت ابتداء من فبراير عام 2011م، متزامنة مع أحداث الربيع العربي.
وقامت على ثورة شعبية ترفع رايات السلمية، ولكن تمارس على أرض الواقع كل ألوان العنف، من قتل وإرهاب وخطف وحرق بحق رجال الأمن، والمواطنين من أهل السنة، والمقيمين الأجانب.
حظيت المحاولة بدعم من إيران وكافة الشيعة في المنطقة، مع تعاطف ومساندة من أمريكا! فشلت المحاولة الانقلابية الثالثة، وكانت أخطر المحاولات الثلاث، ولا زلنا نعيش إفرازاتها حتى هذه اللحظة.
الآن.. يجري حديث عن الصلح ونسيان الماضي، وهناك محاولات مستميتة من بعض أطراف السلطة السياسية في البلد للوصول إلى حل عن طريق الحوار والمفاوضات، وكثر القيل والقال حول ما يمكن التوصل إليه من فوق الطاولة، أو من أسفلها!
الجولة الرابعة قادمة لا محالة، فالشيعة لهم هدف واضح ومعلن، وهو حُكم البلد، وقد أغرتهم النجاحات التي حققوها في مناطق أخرى..
نوجه هذه النصائح إلى أهل السنة في البحرين:
● لا تعتمدوا على قوة السلطة السياسية فقط، بل لا بد من القوة الشعبية والأهلية، التي تقف متعاونة ومتكاتفة مع السلطة السياسية ما دام الأمر يتعلق بالتصدي للمشروع الصفوي الطائفي البغيض.
● لتكن كلمتكم مسموعة مدوية لدى أصحاب القرار، فنحن نتكلم عن مصير وطن، ولا يمكن ترك مثل هذا الأمر الخطير ليبت فيه فرد واحد أو عدة أفراد.
● آن لنواب الشعب أن ينهوا بياتهم الشتوي والصيفي والربيعي والخريفي!
وليكونوا في قلب المعركة لا في مؤخرتها.
يا أهل السنة.. انتخبوا القوي الأمين، انتخبوا الأقدر على مواجهة العدو
الصفوي، وليس الأقدر على الانبطاح للحكام والوزراء!
● يجب الحرص على طهارة اليد والقلب، والعمل على تنظيف المجتمع من كل وجوه الرذيلة، من أوكار الدعارة والخمارات والجنس الثالث والرابع والعاشر! يجب توجيه رسالة قوية وحاسمة للسلطة السياسية بهذا الخصوص، وإلا فلا تنتظروا أن ينصركم الله سبحانه وتعالى، والنصر الإلهي يتنزل على من يستحقه.
● أحسنوا اختيار قياداتكم الشعبية، والتفوا حول المخلصين من ساسة ومشايخ، ولا تكرروا التجربة المرة التي أدت إلى ضعف وتردي (تجمع الفاتح)، حين سلمتم القياد إلى أحد المشايخ من عشاق الزعامة، والذي حوّل التجمع إلى (مُلْك خاص) به!
● المعركة ليست سياسية فقط، بل هناك جوانب أخرى فطن لها الصفويون وغفل أهل
السنة عنها، سواء على المستوى الرسمي أم الشعبي.
لقد حقق الشيعة نجاحات كبيرة في المجالات الإعلامية والحقوقية، فأسسوا
الجمعيات والمراكز والأندية، وأقاموا روابط مع جهات دولية تهتم بالحريات وحقوق
الإنسان، وأصبحت هذه الجهات الدولية لا تستمع إلا للطرف الشيعي، بل لا يصلها
شيء إلا من الطرف الشيعي! وهذا نقص خطير، سيؤثر سلبا -بلا شك- في طبيعة معركتكم
مع العدو الصفوي.
● وعليكم بوحدة الصف والعمل الجماعي المدروس، واحذروا بعض المحسوبين على أهل السنة، من عملاء ومرتزقة، ممن يسعون إلى تمزيق الصف، وإضعاف القوى السنية المخلصة والمؤهلة للتصدي للصفوية.