دينٌ واحدٌ أم دينان؟!
دأبت الآلة الإعلامية الجبارة للشيعة الاثنى عشرية، ومنذ عقود، على تقديم هذه الديانة باعتبارها مذهبا من مذاهب المسلمين (المعتبرة)، وأن الفرق بين السنة والشيعة ما هو إلا في الفروع، وبعض الخلافات السياسية! وأن الطرفين يتفقان تماما حول أصول الدين وأركان الإيمان!
لاقت هذه الحملة الدعائية قبولا لدى بعض النخب السنية، ممن لهم (قابلية للاستغفال)، وممن تستهويهم العبارات الرنانة حول (الوحدة الإسلامية)..
في هذه الرسالة، سنحاول الإجابة عن الأسئلة التالية: هل ربّنا واحد؟ هل نبينا واحد؟ هل كتابنا واحد؟ هل قبلتنا واحدة؟
هل ربّنا واحد؟!
نحن المسلمون، نعتقد أن الله تعالى هو وحده الخالق الرازق المهيمن المحيي المميت، لا رب سواه، ولا يدانيه مخلوق في صفاته، ولا يعلم الغيب سواه، نطلب الغوث منه وحده، وندعوه وحده، ونتوكل عليه وحده، ونعبده وحده جل شأنه، لا حدود لعلمه، هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، وهو على كل شيء قدير. فهل الشيعة كذلك؟؟
1) يؤمن الشيعة بعقيدة (البداء)، أي أن الله يبدو له في الأمر. بمعنى: أن الله تعالى يقر أمرا، ثم يتبين له خطؤه فيقر أمرا آخر!! أي أن الله يعلم بالشيء من بعد جهل!! نعوذ بالله تعالى من هذا الكفر الصريح.
قال النوبختي (ت 310هـ): "إن جعفر بن محمد الباقر نص على إمامة إسماعيل ابنه، وأشار إليه في حياته. ثم إن إسماعيل مات، وهو حي فقال : ما بدا لله في شيء كما بدا له في إسماعيل ابني". (فرق الشيعة، ص 84)
ما نفهمه من الحديث السابق -وبما أن النص على الإمام حسب معتقدهم يأتي من الله- فإن الله تعالى قد اختار إسماعيل بن جعفر للإمامة، فلما مات إسماعيل غير الله أمره فاختار موسى بن جعفر للإمامة!!
2) وروى الكليني (ت 329هـ) عن زرارة بن أعين، عن أحدهما -عليهما السلام- قال: "ما عُبد الله بشيء مثل البداء". (الكافي 1/14)
بمعنى: خير ما تتعبد به الله سبحانه أن تؤمن في حقه بالبداء، فهو يقر أمرا ثم يغير رأيه فيبدل قراره!! نعوذ بالله من هذا الكفر المحض.
3) جعل الشيعة لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه من الصفات ما تجعله ربّا مع الله تعالى! فقد أورد رجب البُرسي (ت 984هـ) أقوالا مزعومة لعليّ يضفي فيها على نفسه من صفات الألوهية: "أنا صاحب الخلْق الأول.. أنا صاحب عاد والجنات، أنا صاحب ثمود والآيات، أنا مدمرها، أنا مزلزلها.. أنا الأول، وأنا الآخر، أنا الظاهر، أنا الباطن.. أنا مدبّر العالم الأول.. أنا عندي مفاتح الغيب..". (مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين، ص 167-170)
4) في قوله تعالى {وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون} (سورة النحل، آية 51)..
قال المفسر العيّاشي (ت 320هـ): "أي لا تتخذوا إمامين، إنما هو إمام واحد". (تفسير العياشي، 2/261)
5) ويقول المحدّث السيد عبد الله شبّر (ت 1242هـ) عن الأئمة: "ولهم حالة روحانية برزخية أولية تجري عليهم فيها صفات الربوبية..". (مصابيح الأنوار في حل مشكلات الأخبار، 2/397)
فما قولكم يا أهل السنة: هل للشيعة رب كربكم، أم لهم أربابا عديدين؟؟!!
هل نبيّنا واحد؟!
محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، هو خاتم الأنبياء وسيدهم، وسيد ولد آدم، بعثه الله بشيرا ونذيرا. أكمل البشر خـَـلـْـقا وخـُـلـُـقا، أدبه ربه فأحسن تأديبه، وكان خلقه القرآن.. فكيف هو نبي الشيعة؟؟
1) جعل الشيعة من عليّ والأئمة شركاء للنبي في الفضل والعلم والنبوة، بل وأفضل منه!
بوّب الكليني في كتابه الكافي: "باب أن الله عز وجل لم يعلّم نبيه علما إلا أمره أن يعلّمه أمير المؤمنين عليه السلام وأنه شريكه في العلم". (الكافي 1/263)
2) وقال مرجعهم المعاصر محمد رضا المظفر (ت 1383هـ): "الإمامة استمرار للنبوة". (عقائد الإمامية ص 66)
3) ويقول مرجعهم محمد الحسين آل كاشف الغطاء (ت 1373هـ): "الإمامة منصب إلهي كالنبوة، فكما أن الله سبحانه يختار من يشاء من عباده للنبوة والرسالة، ويؤيده بالمعجزة التي هي كنص من الله عليه، فكذلك يختار للإمامة من يشاء ويأمر نبيه بالنص عليه، وأن ينصبه إماما للناس من بعده". (أصل الشيعة وأصولها، ص 58)
4) يعتقد الشيعة أن الرسول صلى الله عليه وسلم والأئمة في منزلة واحدة!
فقد روى الكليني في الكافي: "عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: الأئمة بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا أنهم ليسوا بأنبياء! ولا يحل لهم من النساء ما يحل للنبي صلى الله عليه وآله، فأما خلا ذلك فهم فيه بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وآله". (أصول الكافي، 1/270)
5) بل أن الإمامة فوق النبوة!! يقول آية الله العظمى كاظم الحائري: "مقام الإمامة فوق مقام النبوة". (الإمامة وقيادة المجتمع، ص 26)
6) ويقول آية الله محمد باقر الحكيم: "إن الإمامة هي مرتبة عالية أعلى من درجة النبوة". (الإمامة وأهل البيت النظرية والاستدلال، ص 22)
7) ويفضلون عليّا رضي الله عنه على الرسول صلى الله عليه وسلم، فيثبتون لعليّ من الفضائل ما لم يكن لرسول الله!
يورد نعمة الله الجزائري (ت 1112هـ) هذه الرواية عن الرسول عليه الصلاة والسلام: "أعطيت ثلاثا وعليّ مشاركيّ فيها وأُعطي عليّ ثلاثا ولم أشاركه فيها. فقيل يا رسول الله وما الثلاث التي شاركك فيها عليّ عليه السلام؟ قال: لواء الحمد لي وعليّ حامله، والكوثر لي وعليّ ساقيه، والنار لي وعليّ قسيمها. وأما الثلاث التي أعطي عليّ ولم أشاركه فيها فإنه أعطي شجاعة ولم أعط مثله، وأعطي فاطمة الزهراء زوجة ولم أعط مثلها، وأعطي ولديه الحسن والحسين عليهما السلام ولم أعط مثلهما". (الأنوار النعمانية لنعمة الله الجزائرين، 1/16)
8) ويسيئون إلى مقام رسول الله صلى الله عليه ويسلم ويطعنون في عرضه، فيروون أن النبي كان ينام تحت لحاف واحد مع زوجته وابن عمه!!
يروي المجلسي (ت 1111هـ) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: "سافرت مع رسول الله -صلى الله عليه و سلم- و ليس له خادم غيري و كان له لحافا ليس له لحاف غيره و معه عائشة وكان رسول الله ينام بيني و بين عائشة ليس علينا ثلاثتنا لحاف غيره, فإذا قام إلى صلاة الليل يحط بيده اللحاف من وسطه بيني و بين عائشة حتى يمس اللحاف الفراش الذي تحتنا". (بحار الأنوار، 40/2)
هذا هو مقام النبوة والنبي عند الشيعة!!
هل كتابنا واحد؟!
القرآن الكريم كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وهو المنزّل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، المنقول إلينا بالتواتر، المتعبد بتلاوته، المحفوظ من الله القدير: {إنـّا نحنُ نزّلنا الذكر وإنّا لهُ لحافِظون}. (سورة الحجر، آية 9)
1) أما الشيعة فيؤمنون أن الصحابة رضي الله عنهم قد عبثوا بالقرآن وحذفوا منه ثـُـلـُـثيه!!
روى (ثقة الإسلام) محمد بن يعقوب الكليني: "عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن القرآن الذي جاء به جبرائيل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وآله سبعة عشر ألف آية". (أصول الكافي، 2/634)
2) ويقول (الإمام الشيخ المفيد) محمد بن محمد بن النعمان (ت 413هـ): "إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد (ص) باختلاف القرآن، وما أحدثه الظالمون فيه من الحذف والنقصان". (أوائل المقالات في المذاهب والمختارات، ص 91)
3) يقول (العلاّمة الحجّة) السيَّّد عَدنَان البَحراني (ت 1385هـ): "فالأخبار من طريق أهل البيت (ع) أيضا كثيرة إن لم تكن متواترة على أن القرآن الذي بأيدينا ليس هو القرآن بتمامه كما أنزل على محمد (ص)، بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله، ومنه ما هو محرّف ومغيّر". (مَشَارِق الشمُوس الدّريِّة في أحقيَّة مذهب الأخباريّة، ص 127)
4) ولذلك، ليس للقرآن الكريم أي قيمة لدى الشيعة، ومن النادر أن ترى شيعيا يحفظ القرآن، بما في ذلك مراجعهم وآياتهم وحججهم!! وتجد صاحب عمامة ضخمة تنوء بحملها الجبال! ولكنه لا يحفظ شيئا يذكر من كتاب الله، بل لا يتقنون تلاوته.
ومن يريد أن يتأكد من هذه المعلومة فليقم مسابقة بين السنة والشيعة، على أن يحضر من الشيعة من يحمل لقب الشيخ والإمام والمجتهد وآية الله، ويحضر من السنة طلاب المدارس من المرحلة الثانوية، ثم لينتظر النتيجة!!
وبعد كل هذه يقولون: كتابنا واحد!!
هل قبلتنا واحدة؟!
قبلة المسلمين هي الكعبة، زادها الله إجلالا وتشريفا، وهي أطهر بقاع الأرض. إليها نتجه في صلواتنا، وإليها تتطلع أفئدتنا، وهي أيضاً البيت الحرام، وسميت بذلك لأن الله حرم القتال بها، ويعتبرها المسلمون أقدس مكان على وجه الأرض. فهل هي بهذه المكانة عند الشيعة؟؟
1) روى المجلسي عن أبي عبد الله قال: "إن الله أوحى إلى الكعبة: لولا تربة كربلاء ما فضلتك، ولولا ما تضمنه أرض كربلاء ما خلقتك ولا خلقت البيت الذي به افتخرت، فقري واستقري وكوني ذنبا متواضعا ذليلا مهينا غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء، وإلا سخت بك وهويت بك في نار جهنم". (بحار الأنوار، 101/107)
2) وروى المجلسي كذلك عن جعفر الصادق قال: "إن بقاع الأرض تفاخرت، ففخرت كعبة البيت الحرام على بقعة كربلاء فأوحى الله إليها أن اسكتي كعبة البيت الحرام ولا تفتخري على كربلاء فإنها البقعة المباركة..". (بحار الأنوار، 53/11)
3) ووضع الشيعة شعائر تعبدية لهم موازية لشعائر الحج!! ووضعوا آدابا لزيارة قبر الحسين وجعلوا من هذه الزيارة عبادة لا تدانيها عبادة! ومن آداب الزيارة عندهم:
● الغسل قبل دخول الحرم (قبر الحسين)، والدخول على طهارة وبثياب نظيفة وأن يدخل
بخشوع!!
● صلاة ركعتين بعد زيارة القبر!!
● الدعاء وطلب الحاجة (من الحسين) بعد الصلاة!!
● قراءة القرآن عند الضريح وإهداء ثوابه إلى الإمام!!
● احترام السدنة وخدمة الحرم والإحسان إليهم!!
● بعد الرجوع إلى البيت، التوجّه إلى الحرم والزيارة مرة أخرى، وقراءة دعاء
الوداع!!
● أن تكون أعمال الزائر بعد الصلاة أفضل مما قبلها!!
4) وبلغ استهتارهم بقبلة المسلمين أن جعلوا من آداب زيارة الضريح: الوقوف مستقبلا الحرم (اي القبر) مستدبرا القبلة عند الزيارة!!
اللهم احفظ ديننا من شر المجوس، واختم بالصالحات أعمالنا يا الله.
5) واستهانوا بشعيرة الإسلام الكبرى، وهي الوقوف بعرفة!
روى (شيخ الطائفة) الطوسي (ت 440هـ): "من زار قبر الحسين عليه السلام يوم عرفة كتب الله له ألف ألف (أي مليون) حجة مع القائم عليه السلام، وألف ألف (أي مليون) عمرة مع رسول الله صلى الله عليه آله". (التهذيب 6/49)
6) واستهانوا بحجاج بيت الله الحرام ونعتوهم بـ (أولاد الزنا)، ولا حول ولا قوة إلا بالله..
روى الفيض الكاشاني (ت 1091هـ) عن جعفر الصادق: "إن الله يبدأ بالنظر إلى زوار قبر الحسين بن علي عشية عرفة قبل نظره إلى أهل الموقف (قال الراوي وكيف ذلك؟) قال أبو عبد الله -كما يزعمون- لأن في أولئك أولاد زنا وليس في هؤلاء أولاد زنا". (الوافي، 2/222)
ثم بعد كل هذا يقول المخدوعون: قبلتنا واحدة!!