الرسائل البحرينية في المسألة الشيعية (33) :: 29 ديسمبر 2012م

خرافات عربية معاصرة

مفاهيم دينية و فكرية، ومسميات سياسية واجتماعية تنتشر في مجتمعاتنا العربية المعاصرة على أنها حقائق وثوابت، وما هي إلا أساطير وأوهام يجب أن تـُمحى من العقول، وخرافات يجب أن تزول من واقعنا المعاصر..

 

الخرافة الأولى
المذهب الجعفري

عندما نقول -على سبيل المثال- المذهب الشافعي، فإننا نقصد بذلك مجموعة الآراء العلمية والاجتهادات الفقهية المنسوبة إلى الإمام الشافعي رحمه الله، سواء تلك التي قالها بنفسه من خلال ما كتب في كتابيه (الرسالة) و(الأم)، أو التي نقلها عنه بطرق صحيحة تلاميذه ومؤيدو اجتهاداته من أهل العلم المعروفين كالمُزَنيّ والبيهقي والنووي وغيرهم، رحمهم الله تعالى.

فهل ما يسمى اليوم بالمذهب الجعفري هو فعلا مجموعة الآراء العلمية والاجتهادات الفقهية المنسوبة بطرق صحيحة إلى الإمام جعفر الصادق رحمه الله؟!

 

ليس هناك كتاب من تأليف الإمام جعفر الصادق، ولكن هناك عشرات الآلاف من الروايات المنسوبة ظلما وزورا إلى جعفر!

فكتاب (الكافي) لمحمد بن يعقوب الكليني، وهو الكتاب الأصح والأوثق والأهم عند الشيعة، هو مجرد تجميع لآلاف الروايات الضعيفة والموضوعة، ولا تصح نسبتها إلى الإمام الصادق ولا غيره من أئمة أهل البيت رحمهم الله.

 

يقول الباحث اللبناني الشيعي حيدر حب الله: "يبدو، من المؤكد تقريبا أن الشيعة لم يعرفوا تصنيفا أو علما أو اهتماما خاصا بظاهرة الموضوعات في الحديث، ولهذا لم نعثر -بعد تفتيشنا على مصنفاتهم وكتبهم- على تصنيف لهم بهذا العنوان أو ما يشبهه وفق ما تتبعناه، وذلك خلاف الحال مع أهل السنّة". (نظرية السنّة في الفكر الإمامي ص 527)

ولا يوجد اهتمام عند القوم بعلم الإسناد، وهم قد لجئوا إلى استخدام مصطلحات (الصحيح والضعيف) حتى لا يُحرجوا أمام العامّة (أي أهل السنّة)!

يقول المحدث الشيعي محمد بن الحسن الحرّ العاملي: "والفائدة في ذكره -أي السند- دفع تعيير العامة الشيعة بأن أحاديثهم غير معنعنة بل منقولة من أصول قدمائهم". (وسائل الشيعة 100/20)

 

وليس هناك ثوابت عند الشيعة حتى في العقائد والعبادات، وظلوا على الدوام وهم يضيفون إلى دينهم ويغيرون ويبدلون!

يقول محدثهم المعاصر عبد الله المامقاني (ت 1352هـ): "إن ما يُعتبر غلوا في الماضي أصبح اليوم من ضرورات المذهب". (تنقيح المقال 240/3)

 

ليس هناك مذهب جعفري، ولكن هناك دين اسمه (الإمامية الاثنى عشرية)، هو خليط من الإسلام والوثنية واليهودية والمجوسية.

 

الخرافة الثانية
الشيعة العرب أفضل من الشيعة العجم

نسمع من حين لآخر، من بعض الساسة والمثقفين أن الشيعة العرب يختلفون عن الشيعة الفرس، فهم -الشيعة العرب- لا يتبنون عقائد مخالفة للدين الإسلامي، ولا يوالون إيران، بل يخلصون لأوطانهم، وهذا الكلام مجرد خرافة!

 صحيح أن الفرس قد لعبوا دورا رئيسا في التحريف والتضليل، خاصة في الحقبتين البويهية والصفوية، ولكن المسألة تبقى محصورة في تبني مجمل المنظومة الفكرية والعقائدية التي تشكل الدين الشيعي، بغض النظر عمن يعتنق هذا الدين، عربيا كان أم فارسيا أم هنديا أم من موزمبيق!

 

أليس هناك شيعة عرب في العراق والخليج ولبنان وغيرها ممن بلغوا قمة الغلو في التشيع، وقمة الإخلاص للولي الفقيه في طهران؟!

من الذي ارتكب -وما زال- تلك الجرائم الوحشية ضد أهل السنة في العراق، ومن الذي يحرق الأخضر واليابس اليوم في سوريا، ومن الذي يمارس أعمال الإرهاب والحرق والتدمير في البحرين، ومن الذي استباح بيروت الغربية عام 2008م، هل كل هؤلاء من الشيعة الفرس فقط؟!

 

الخرافة الثالثة
أهل السنّة طائفة من الطوائف

يقولون: الطائفة الشيعية والطائفة السنية! وهذا بهتان عظيم. فأهل السنّة هم الأمة، وليس طائفة من الطوائف.

أهل السنة هم الشجرة الباسقة الثابتة العامرة: بجذورها، وساقها، وأغصانها، وورقها، وثمرها. أما ما فسد من ثمر وسقط، وما اصْفَرّ من ورق وتساقط، فالفرق والملل والنحل.

أهل السنة هم من حمل الدين، ونشر الإسلام، وفتح الفتوح، وحرر المقدسات، وجاهد ضد العدو على مدى التاريخ.

 

يقول الدكتور طه حامد الدليمي: "قبل حصول الصراعات الداخلية كان الإسلام هو الهوية المعبرة عن الأمة. ثم حدثت صراعات وتحديات داخلية جعلت الأمة تعبر عن نفسها وتشهر في وجه تلك التحديات هوية غير تلك الهوية التي تعبر بها عن نفسها وتبرزها في وجه التحديات الخارجية. تلخصت التحديات الداخلية بظهور فرقتين: الخوارج والروافض. وكان أجلى ما يميز الطائفتين معاً: مخالفة السنة بالبدعة، والخروج على سلطان الأمة بالفرقة. فاصطلح الصحابة على هوية داخلية تميزهم عن المخالفين للسنة المفارقين للجماعة، فكانت الهوية المعبرة المميزة تحمل هذا الاسم العظيم (أهل السنة والجماعة)". (الهوية السنية بين المشرق والمغرب العربي، موقع القادسية)

 

الخرافة الرابعة
الجيش اللبناني

نسمع من حين لآخر هذا المصطلح العجيب: الجيش اللبناني، وهل في لبنان جيش وطني حقيقي؟!

في شهر أغسطس 2008م، أقدم (حزب اللات والعزى) على إسقاط طائرة هليكوبتر تابعة للجيش اللبناني كانت تحلّق في سماء منطقة يسيطر عليها الحزب في إقليم التفاح. حزب من الأحزاب يسقط طائرة تابعة للجيش الرسمي للدولة، أهذا جيش، أهذه دولة؟!

 

أين كان الجيش اللبناني عندما تناوب الشيعة والنصارى على ذبح الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا وتل الزعتر وجسر الباشا؟

وأين كان الجيش اللبناني العرمرم عندما غزا المجوس ديار أهل السنة في بيروت الغربية؟

 

نعم، الجيش موجود عندما يتعلق الأمر بطريقة أو بأخرى بأهل السنة، فيأتي الجيش بجنوده ودباباته وطائراته ليهدم البيوت على رؤوس أصحابها كما فعل مع تنظيم (فتح الإسلام).

ليس هناك جيش لبناني وطني، ولكن هناك جيش مليشياوي بزي رسمي، يتوافق على التحكّم فيه الشيعة والنصارى.