وقفات مع حزب اللات

شكّل تأسيس حزب اللات الإيراني في لبنان في بدايات الثمانينيات بداية مرحلة جديدة للمشروع الشيعي الطموح في المنطقة العربية.

بلغ هذا الحزب قمة مجده مع انسحاب الصهاينة من جنوب لبنان في مايو عام 2000م، ثم حربه المفتعلة مع الكيان الصهيوني عام 2006م.

ثم لم يلبث أن (بَطـُل السّحر) بعد غزوه لبيروت الغربية (السنية) عام 2008م، ثم وقوفه مع السفاح بشار الأسد وما يرتكبه من مجازر ضد الشعب السوري البطل.

 

لماذا تأسيس حزب اللات؟

سبق للشيعة في لبنان أن أسسوا كيانات خاصة بهم منذ أواخر الستينيات. فقد أسس موسى الصدر (المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى) عام 1969م، ثم أسس (أفواج المقاومة اللبنانية) والتي عُرفت اختصارا باسم (حركة أمل) عام 1975م.

ولكن بعد انتصار الثورة الكهنوتية في إيران، وتطلّع سَدَنَة النظام الجديد إلى الامتداد في المنطقة العربية والإسلامية، بدأت الجهود المكثفة لتشكيل حزب يمثل إيران في لبنان! وذلك للأسباب الآتية:

1) حاجة إيران إلى منظمة عقائدية بحتة، وهذا ما لم يكن متحققا في حركة أمل، التي كانت قائمة على مزيج من الانتماءات الدينية والعلمانية، أو الوطنية والطائفية!

2) حاجة خميني إلى منظمة تكنّ له الولاء المطلق، في حين أن لموسى الصدر، زعيم حركة أمل ارتباطات قديمة بنظام الشاه، ثم أصبحت له ارتباطات مع بعض فصائل المعارضة الإيرانية العلمانية.

3) ضرورة تبنّي الحزب الجديد لمنظومة (ولاية الفقيه المطلقة)، وهي المنظومة التي اختارها خميني لنظامه الجديد.

 

وهكذا بدأت الخطوات تتوالى: انشقّ مجموعة من الموالين لخميني عن حركة أمل عام 1982م، بقيادة حسين الموسوي، وشكلوا ما عرف بـ (حركة أمل الإسلامية).

ثم بدأت هذه المجموعة بالتنسيق والتعاون مع مجموعة من الإسلاميين الشيعة المستقلين، ومع بقايا حزب الدعوة في لبنان، وبإشراف مباشر من بعض القياديين الإيرانيين المتواجدين بين دمشق وبيروت، وأشهرهم علي أكبر محتشمي وزير الداخلية الإيراني الأسبق، وبتوجيه من علي خامنئي رئيس الجمهورية في ذلك الوقت.

وبدأ الحديث يدور عن وجود تنظيم قوي ومحكم جديد في صفوف الشيعة، يتبنّى ولاية الفقيه. ثم أعلن الحزب عن نفسه رسميا عام 1985م.

 

الولاء المطـلق لإيران

يقول بيان لحزب اللات: "نلتزم بأوامر قيادة واحدة حكيمة عادلة تتمثل بالوليّ الفقيه الجامع للشرائط، وتتجسد حاضرا بالإمام المسدَّد آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني"!!
(بيان رسمي لحزب اللات بتاريخ 16 فبراير 1985م)

 

ويقول إبراهيم أمين السيّد، رئيس المجلس السياسي في حزب اللات: "نحن لا نقول: إننا جزء من إيران، نحن إيران في لبنان، ولبنان في إيران"!!
(جريدة النهار اللبنانية في 5 مارس 1987م)

 

عوامل ساعدت حزب اللات على النجاح

1) استثمار الظروف المحلية والإقليمية والدولية.

2) الدعم الـ(لا محدود) من النظامين الإيراني والسوري (مال، سلاح، تدريب، دعم سياسي وإعلامي).

3) البناء المحكم (تنظيمي/ أمني/ عسكري/ اجتماعي/ اقتصادي..).

4) توفير أسباب "الدولة البديلة"!

5) التوفيق بين المبدئية والبراغماتية.

 

 

تذكير بحقائق خطيرة

● أثناء مجزرة صبرا وشاتيلا الأولى على يد اليهود والموارنة عام 1982م.. كان حسن نصر اللات هو المسئول السياسي عن إقليم البقاع وعضو المكتب السياسي لحركة أمل!! ولم يحرّك ساكنا لنجدة الفلسطينيين وحمايتهم من المذبحة!!

● وأثناء مجزرة صبرا وشاتيلا الثانية في مايو 1985م على يد حركة أمل.. كان حسن نصر اللات هو مسئول بيروت في الحزب، ولم يبالي بالفلسطينيين -أطفالا ورجالا ونساءً- وهم يُقتلون على بُعد خطوات منه!!

● في أبريل 1988م، اندلعت معارك شرسة بين الفصيلين الشيعيين، أمل وحزب اللات، أودت بحياة 1000 شخص، وانتهت بالسيطرة التامة لحزب اللات على الضاحية الجنوبية، فتكرس بذلك النفوذ الإيراني في لبنان.

● استباح حزب اللات، بقيادة حسن نصر اللات مناطق السنّة في بيروت الغربية في مايو 2008م، فكان ذلك استعمالا فاضحا للسلاح الذي زعموا أنه فقط للمقاومة في الجنوب!!

● هزيمة حزب اللات في انتخابات مايو 2009م.. ثم مشاركته وحلفائه في حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري بـ 10 وزراء.

● حزب اللات يُسقط حكومة سعد الحريري في يناير 2011م، بعد أن تمكن من سحب 11 وزيرا من التشكيلة الحكومية!! وبتعاون -للأسف- مع قيادات سنية من أصحاب المصالح!

● ومع اندلاع الثورة السورية المباركة، أكبر مخازي الحزب: الوقوف مع السفاح النُصيري بشار الأسد، ومدّه بالرجال والسلاح.

 

زواج المتعة بين حسن نصر اللات وميشال عون

 

أوامر الولي الفقيه

 

أما بعض أهل السنّة..
ممن عندهم قابلية وبامتياز لـ (الاستغفال)..
ومن أصحاب (التمييع) بدعوى (الاعتدال)..
ومن (المتساهلين) في عقائد الإسلام بدعوى (تأليف القلوب)..
فنقول لهم: طالت الغفوة..
وتمادت السكرة..
فبانتظار أن يأتيكم شيء من النخوة..؟!