لا تنخدعوا بالصرخي، فكلهم سواء!
ما أن بدأت الأخبار ترد عن اندلاع المعارك بين أتباع المرجع الشيعي محمود الحسني الصرخي من جهة، والموالين للسيستاني وغيره من المراجع المدعومين من جيش المالكي من جهة أخرى، حتى بدأت -كالعادة- أجهزة (الغفلة والسذاجة) السنية تعمل عملها في التمجيد للصرخي، باعتباره مرجعا (عربيا أصيلا)، ولكونه معارضا لفتوى السيستاني في الجهاد ضد السنة، ومؤيدا للوحدة الإسلامية والوطنية!
هكذا وبسرعة البرق، حولنا زنديقا من الزنادقة إلى بطل أسطوري لا نتوقف عن التصفيق له والتمجيد به وبمواقفه البطولية.
حقيقتان يجب ألاّ نغفل عنهما في موضوع الصراع الدائر بين الصرخي وسائر القوى الشيعية:
1) الصرخي يخوض صراعا داخليا (داخل البيت الشيعي) مع مراجع آخرين على النفوذ والهيمنة والاستحواذ على أموال الخُمس، بالتالي ليس لصراعه هذا علاقة بمظلومية أهل السنة وما يعانونه من جرائم القتل والتعذيب والتهجير.. وهو في إطار صراعه هذا، يدعوا إلى نفسه ويسحب الشرعية من المراجع الآخرين ويتهمهم بعدم الكفاءة لمنصب المرجعية، لذلك فالحرب ضده شديدة منذ عدة سنوات.
2) وأن الصرخي في تعامله مع أهل السنة، يستخدم التقيّة المعروفة عند الشيعة باعتبارها (تسعة أعشار الدين)!
أثناء معارك الفلوجة عام 2006م، أصدر الصرخي بيانا في تأييد المجاهدين السنة، قال فيه: "والسلام على الفلوجة المقاومة وأهلها الصابرين ورحمة الله وبركاته. وفرّج الله تعالى عنهم، وعن المؤمنين والمؤمنات فرجا عاجلا كلمح البصر أو هو أقرب. إنه سميع الدعاء". (موقع الصرخي، بتاريخ 19 صفر 1425هـ)
في نفس الوقت، يعتبر جهاد أهل السنة هباء منثورا! جاءه السؤال التالي وكما
ذكر بنفسه في كتاب له:
"س: لقد سمعنا بالمصادمات في الفلوجة بين المواطنين
والأمريكان الغزاة فهل إن الذين قتلوا هم شهداء أم ماذا؟
ج: إن ولاية أهل البيت (ع) ولاية حق وهي المحك في قبول
الأعمال، وإن الجهاد في سبيل الله ونيل الشهادة في هذا الطريق لا يتحقق ولا
يقبل إلا بولاية أهل البيت الصادقة الحقيقية".
(الرسائل الاستفتائية ص15)
هل رأيتم.. إلى متى نرضى لأنفسنا أن نكون لعبة بأيدي المجوس؟
المشكلة أن الذين تنطلي عليهم هذه الألاعيب ليسوا من عامة السنة، بل من النخب السياسية والفكرية والإعلامية.
ولهذا الزنديق -الصرخي- بحث منشور على موقعه الرسمي،
يتهم فيه أهل السنة بالنفاق والانحراف (رمتني بدائها وانسلت).. وأن الصحابة
تآمروا على عليّ رضي الله عنه في السقيفة.. وحاولوا إشعال النار في دار فاطمة
رضي الله عنها، وكسروا ضلعها.
(أهل السنة وحب العترة، ص5)
أين الوحدة الوطنية والأخوة الإسلامية إذن يا أرباب الفكر والقلم؟!
أزيدكم؟! يتهم أهل السنة بـ: عبدة الدينار والدرهم..
البهيمية والجهل والانحطاط الفكري والأخلاقي.. التعصب الأعمى والهوى الشيطاني.
(المصدر السابق، ص6-7)
ثم يقول: "ستجد أنك أيها المبغض والعاصي (يقصد أهل
السنة) أسوأ حالا من إبليس وأكثر لعنا وأسفل درجة في جهنم، لأن إبليس يمكن أن
يطرح العلة أو الحجة ولو كانت واهية وباطلة، لكنك لا تملك أي علة أو سبب".
(المصدر السابق، ص9)
وفي بحث آخر له، يروي حديثا مزعوما عن جعفر الصادق رحمه الله.. يقول:
"سُئل الإمام الصادق عليه السلام عن أعداء الله، فقال:
الأوثان الأربعة، فقيل من هم؟ فقال: أبو الفصيل (يقصد الصدّيق)، ورمع (اسم عمر
معكوسا)، ونعثل (يقصد عثمان)، ومعاوية، ومن دان بدينهم".
(عبادة الأصنام، ص6-7)
إنه يعتبر ساداتنا وأئمتنا رضي الله عنهم أصناما!
يا أهل السنة.. لا يوجد شيء اسمه (التشيع العربي الأصيل).
المسألة مسألة إسلام ومجوسية، وإيمان ونفاق.. ولا يهم بعد ذلك من هو معتنق هذه العقائد، عربيا كان أم أعجميا.