عَالَم التقيّة الرهيب
التقيّة عند الشيعة (رسميا) هي: إخفاء أمر ديني لخوف الضرر من إظهاره..
وفعليا هي: منهج متكامل من الغش والخداع والكذب والتآمر يطبق ضد (المخالف)، أي السنّي!!
فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: "ما منكم أحد يصلي
صلاة فريضة في وقتها ثم يصلي معهم (أي مع السنّة) صلاة تقية وهو متوضأ إلا كتب
الله له بها خمسا وعشرين درجة، فارغبوا في ذلك".
(من لا يحضره الفقيه لابن بابويه القمي 1/382)
وعن أبي عبد الله أنه قال: "إن تسعة أعشار الدين في
التقية، ولا دين لمن لا تقية له".
(الكافي للكليني 2/217)
من هو المستهدف من هذه التقية؟
والجواب: هم بالدرجة الأولى أهل السنة والجماعة!..
يقول شيخ الفقهاء والمجتهدين عندهم مرتضى الأنصاري (ت 1281هـ): "ويشترط
في الأول أن تكون التقية من مذهب المخالفين، لأنه المتيقن من الأدلة الواردة في
الإذن في العبادات على وجه التقية، لأن المتبادر التقية من مذهب المخالفين فلا
يجري في التقية عن الكفار أو ظلمة الشيعة".
(رسالة التقية للأنصاري ص 53)
والتقية مرتبطة من حيث كمية وكيفية استخدامها بمسالة التمكين عندهم، فكلما تمكنوا وزادت قوتهم، قلت الحاجة عندهم لها، وكلما ضعفوا وتمسكنوا زادت الحاجة لتطبيق هذه التقيّة!
من أجل ذلك، لعبت التقيّة دورا محوريا في علاقات الشيعة مع أهل السنة، وكان الاعتماد عليها كبيرا في كل العلاقات والروابط التي حاول الشيعة إقامتها وبنائها مع قادة ومفكري ومشايخ السنّة خلال العقود الماضية.. وإليكم أمثلة صارخة تبين هذه الحقيقة..
1) تقيّة عبد الحسين شرف الدين
مع الشيخ مصطفى السباعي
عبد الحسين شرف الدين الموسوي (ت 1957م) هو كبير معممي الشيعة في لبنان في النصف الأول من القرن الميلادي العشرين. ألّف كتابا حول الوحدة الإسلامية أسماه (الفصول المهمة في تأليف الأمة)!
اغترّ به - كالعادة - علماء ومفكرو أهل السنّة واعتبروه رمزا للوحدة الإسلامية!.. ومن هؤلاء الداعية والمفكر الكبير الشيخ الدكتور مصطفى السباعي (ت 1964م) رحمه الله.
يروي السباعي قصته مع هذا المنافق فيقول: "في عام 1953م زرت عبد الحسين شرف
الدين في بيته بمدينة صور في جبل عامل، وكان عنده بعض علماء الشيعة، فتحدثنا عن
ضرورة جمع الكلمة، وإشاعة الوئام بين فريقي الشيعة وأهل السنة، وأن من أكبر
العوامل في ذلك أن يزور علماء الفريقين بعضهم بعضاً، وإصدار الكتب والمؤلفات
التي تدعو إلى هذا التقارب. وكان عبد الحسين رحمه الله(!) متحمساً لهذه الفكرة،
ومؤمناً بها، وتم الاتفاق على عقد مؤتمر لعلماء السنة والشيعة لهذا الغرض،
وخرجت من عنده وأنا فرح بما حصلت عليه من نتيجة، … ثم ما هي إلا مدة من الزمن
حتى فوجئت بأن عبد الحسين أصدر كتاباً في أبي هريرة، مليئاً بالسباب والشتائم!!
… لقد عجبت من موقف عبد الحسين في كلامه وفي كتابه - معاً -! ذلك الموقف الذي
لا يدل على رغبة صادقة في التقارب ونسيان الماضي … ولكن الواقع أن أكثر علماء
الشيعة لم يفعلوا شيئاً عملياً - حتى الآن - وكل ما فعلوه جملة من المجاملة في
الندوات والمجالس! مع استمرار كثير منهم في سب الصحابة، وإساءة الظن بهم،
واعتقاد كل ما يروى في كتب أسلافهم من تلك الروايات والأخبار، بل إن بعضهم يفعل
خلاف ما يقول في موضوع (التقريب)! فبينما هو يتحمس في موضوع التقريب بين السنة
والشيعة، إذا هو يصدر الكتب المليئة بالطعن في حق الصحابة أو بعضهم، ممن هم
موضع الحب والتقدير من جمهور أهل السنة".
(انظر: السُّنة ومكانتها في التشريع الإسلامي للسباعي، المقدمة)
2) تقيّة نواب صفوي
مع قادة الإخوان
نواب صفوي هو قائد حركة (فدائيان إسلام) المعارضة للشاه، وقد أعدم عام 1956م في إيران. زار صفوي القاهرة ودمشق في بداية الخمسينيات وألهب مشاعر الجماهير بخطبه الحماسية عن الوحدة الإسلامية، فانخدع به قادة الحركة الإسلامية -ولا يزالون!- ولم يعرفوا عنه أنه قاتل الأستاذ (أحمد كسروي) رحمه الله، ذلك الداعية الذي اهتدى للحق وسخـّر لسانه وقلمه للدفاع عن الدين الصحيح.
قامت حركة (فدائيان إسلام)، وبتوجيه مباشر من نواب صفوي بمحاولتين لاغتيال كسروي، الأولى ضربا بالرصاص وقد فشلت المحاولة، والثانية طعنا بالسكاكين في قاعة المحكمة، حيث أسفرت عن استشهاد كسروي رحمه الله.
هكذا فعلت تقية نواب صفوي: مطالبة بالوحدة في بلاد العرب، وقَتْل أهل السنة في بلاده!!
3) تقيّة آية الله محسني
مع قادة المجاهدين الأفغان
آية الله آصف محسني هو أكبر معمم شيعي في أفغانستان. كان يتزعم فصيلا من الفصائل المسلحة أيام الجهاد ضد الروس في الثمانينيات (لم يطلق رصاصة واحدة ضد الروس!!)، وكان يتعاطف مع قادة المجاهدين، أمثال رباني ومسعود وحكمت يار، ويزعم مشاركهم في نضالهم لتحرير أفغانستان. وكان يضرب به المثل على استقلاليته وعدم تبعيته لإيران، على عكس (حزب الوحدة) الشيعي الموالي تماما لإيران!
مرت الأيام، وانهزم الروس، وجاء المستعمر الأمريكي الجديد، المتحالف مع إيران.. وإذا بمحسني هو رجل إيران في أفغانستان في المرحلة الجديدة، تَضُخّ إليه إيران الملايين ليقيم مشاريع إيرانية، ويؤسس الحوزات الدينية، ويشتري الأراضي والعقارات خدمة لتعزيز الهيمنة الإيرانية، في ظل الاحتلال الأمريكي! ولم يكن ذلك الخلاف المزعوم بينه وبين (حزب الوحدة) في مسألة الولاء لإيران إلا تقسيما للأدوار، خدمة لإيران!
4) تقيّة آية الله الصرخي
مع سنّة العراق
آية الله العظمى محمود الحسني الصرخي هو أحد مراجع التقليد الشيعة من الجيل الجديد في العراق.
عندما اندلعت المعارك البطولية العنيفة بين أهل الفلوجة وجنود الاحتلال الأمريكي، أراد هذه الدجال أن يظهر الشيعة وكأنهم متعاطفون مع (إخوانهم) من أهل السنة، فأصدر بيانا بتاريخ 19 صَفَر 1425هـ يقول فيه: "..والسلام على الفلوجة المقاومة وأهلها الصابرين ورحمة الله وبركاته. وفرّج الله تعالى عنهم، وعن المؤمنين والمؤمنات فرجا عاجلا كلمح البصر أو هو أقرب. إنه سميع الدعاء". فهو هنا يثني على أهل الفلوجة ويدعوا لهم بالنصر!!
ولكن في موضع آخر، يفتي بأن السني لا تقبل شهادته في سبيل الله!!
فقد سئل هذه المجرم السؤال التالي: "س: لقد سمعنا بالمصادمات في الفلوجة بين المواطنين والأمريكان الغزاة فهل إن الذين قتلوا هم شهداء أم ماذا؟"..
فجاء جوابه: "ج: إن ولاية أهل البيت (ع) ولاية حق وهي المحك في قبول
الأعمال، وإن الجهاد في سبيل الله ونيل الشهادة في هذا الطريق لا يتحقق ولا
يقبل إلا بولاية أهل البيت الصادقة الحقيقية"!!.
(الرسائل الاستفتائية للصرخي، ص 15)
5) تقيّة محمد باقر الصدر
مع الحركات الإسلامية
آية الله العظمى محمد باقر الصدر (ت 1980م)، من مؤسسي حزب الدعوة في النجف عام 1957م، أعدمه صدام حسين عندما حاول أن يحاكي ثورة الخميني في إيران.
ألّف الصدر كتابين اشتهرا بين الإسلاميين السنّة، هما كتاب (اقتصادنا)، وكتاب (فلسفتنا). يظهر الصدر في كتابيه هذين سماحته واعتداله، ولا يظهر شيئا من خبائثه المجوسية، خاصة فيما يتعلق بالصحابة رضي الله عنهم، فنال بذلك إعجاب الحركات الإسلامية السنية، حتى أن الحركة الإسلامية في إحدى الدول جعلت كتابيه هذين ضمن مناهجها الفكرية والتربوية!!
ولكن الصدر له كتاب ثالث هو (أهل البيت تنوّع أدوار ووحدة هدف).. هنا أخرج المؤلف أضغانه ضد الصحابة، ولكن بطريقة خجولة وهادئة! وله كتاب رابع هو (فدك في التاريخ)، حيث بث أحقاده ضد الصحابة بطريقة أوضح وأشمل، خاصة ضد الشيخين رضي الله عنهما.
الكتاب الأول والثاني كانا للدعاية المذهبية، فتم نشرهما على نطاق واسع..
والكتاب الثالث والرابع طبعا ونشرا بكميات أقل..
إنه عالم التقيّة الرهيب!
كانت هذه (بعض) الأمثلة على مدى تفنن الشيعة في التقية، ومدى (قابلية) أهل السنّة في أن يكونوا مادة سهلة وضحية وديعة لهذه التقيّة!!
أما (بطل العالم في التقيّة)، والمرجع الشيعي (المعتدل جدا) محمد حسين فضل الله قدّس سره الشريف!! فسنخصه برسالة قادمة بإذن الله.