زمن المسخرة والفجرة
الفاجر: الفاسق غير المكترث..
والمسخرة: ما يجلب السخرية..
لقد أصبح أهل السنة مادة دسمة للسخرية على أيدي الفجرة من كل الملل والنحل!
حملت وكالات الأنباء يوم 11 يناير 2015م الخبر التالي: "أكد رئيس الوزراء المصري، إبراهيم محلب، ونظيره العراقي، حيدر العبادي، بعد لقاء في القاهرة الأحد، على أهمية تنسيق الجهود بين الأزهر والنجف في عملية (مكافحة الإرهاب). وفي مؤتمر صحفي مشترك مع العبادي الذي يزور العاصمة المصرية على رأس وفد حكومي، كشف محلب عن وجود (رؤية واضحة) لدى العراق ومصر في محاربة الإرهاب. كما أكد الزعيمان على أهمية (الدور الثقافي) في محاربة الإرهاب، وأشار رئيس الوزراء المصري إلى ضرورة التنسيق بين الأزهر والمرجعية الدينية بالنجف (لتصحيح مفاهيم الدين)"!
يقول المثل الشعبي المصري: "اتلمّ المتعوس على خايب الرجا"!.. و"فاقد الشيء لا يعطيه"..
المرجعية الدينية تحارب الإرهاب؟! فمن الذي يمارس هذا الإرهاب ضد أهل السنة في العراق؟!
من الذي أسس وحض وشجع وشارك في تشكيل المليشيات الهمجية المسماة بـ(الحشد الشعبي)، ليمارس شتى صنوف الإرهاب ضد أهلنا في العراق؟!
أليست هذه مسخرة من العيار الثقيل؟!
أصبح الأزهر الشريف ينسق الآن مع مرجعية (النجف الأشرف) لتصحيح مفاهيم الدين! ألا قاتل الله الظلم والطغيان والاستبداد. لقد أصبح الساسة في ديار العروبة والإسلام نجوما في عالم المسخرة: يسخرون هم من شعوبهم، ويسخر منهم الساسة من فجرة الملل والنحل.
خبر آخر في عالم المسخرة: "خرجت الجمهورية الفرنسية الجريحة، اليوم بكامل أطيافها في مواجهة شعبية ورسمية ضد الإرهاب، فانطلقت المسيرة ضد الإرهاب في باريس اليوم الأحد بمشاركة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وقادة من مختلف دول العالم وعدد من الزعماء العرب. وتدفقت حشود بشرية على باريس بلغت ما يقرب من مليون ونصف مليون شخص للمشاركة في مسيرة تاريخية ضد الإرهاب إثر الاعتداءات التي شهدتها العاصمة الفرنسية التي تحولت مواساة ذات بعد عالمي مع مشاركة خمسين ممثلا لدول أجنبية في المسيرة"!
فرنسا هي الجريحة، وليس سوريا أو العراق أو غزة أو اليمن؟! يا للفجور..
أين مسيراتكم يوم لعب الشيعة في رؤوس أهل السنة بالمثقاب الكهربائي في العراق..
أين مسيراتكم يوم فجر الحوثيون المساجد ومراكز تحفيظ القرآن في اليمن..
أين مسيراتكم يوم استخدم النظام السوري الكيماوي والبراميل المتفجرة ضد الشعب المقهور..
هل أصبحت باريس، الرقيقة الأنيقة، هي التي تستحق المسيرة ضد الإرهاب الآن؟!
لقد بلغوا القمة في الفجور، وبلغنا نحن القاع في قابليتنا للاستغفال والاستدراج والسخرية.
يقول تعالى: {إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم}..
نعم، لن يغير الله ما نعانيه من ضعف ووهن ومذلة، حتى نغير مشاعرنا وواقعنا، ونبدأ مسيرة جدية نحو الإصلاح الجذري والتغيير الإيجابي، مع استعدادنا النفسي لهذا التغيير. عندئذ، فقط عندئذ.. لن نكون مادة دسمة للسخرية، على أيدي الظلمة الفجرة..