اللوبي الإيراني يترنح.. فهمي هويدي نموذجا
الكاتب والصحفي المشهور فهمي هويدي قطب من أقطاب اللوبي الإيراني في مصر.
هويدي يمارس النقد البناء وغير البناء ضد الجميع إلا إيران والشيعة. فهو ينقد السلفيين، والإخوان، والأزهر، والجماعات المسلحة، والعلمانية، والليبرالية، واليسار، واليمين، و(البطيخ)!
وينقد النظام المصري، والأنظمة الخليجية، وأنظمة زُحل والمرّيخ.. ولكن لا يتطرق أبدا بالنقد (البناء) لإيران، وكل ما له صلة بإيران، وكل ما يشتم منه رائحة إيران!
الثورة السورية تفضح اللوبي الإيراني
صَدَق مَن سمّى الثورة السورية بـ(الفاضحة)، فقد فضحت هذه الثورة اللوبي الإيراني وأظهرت عواره السياسي وتهافته الفكري.
في بدايات الثورة, امتنع الدكتور محمد سليم العوا -وهو أيضا من أقطاب اللوبي الإيراني- عن إدانة النظام السوري بحجة أنه "لم يتبين له بعد الخيط الأبيض من الخيط الأسود في الأزمة السورية"!
واليوم، كتب الأستاذ هويدي مقالا (بتاريخ 7 مايو 2013م)، نادى فيه بحلول وسط بين النظام المجرم والثوار، أي بين القاتل والقتيل، بين الجزار والضحية.. هذه هي (الوسطية) التي انتهى إليها فهمي هويدي!
يقول هويدي: "حين ينجح النظام في الصمود ويتعذر على المقاومة إسقاطه فذلك يعني أن الحل العسكري لم يعد قادرا على حسم الصراع"..
هذه محاولة رخيصة من هويدي لكسر شوكة الثوار وإصابتهم بالإحباط.
ويقول: "إن استمرار القتال بصورته الراهنة من شأنه أن يرتب نتيجة واحدة هي استمرار مسلسل القتل والدمار والخراب ومن ثم لا يكون هناك بديل عن حل سياسي بين الأطراف المتحاربة"..
وهذا عين ما تروج له الدعاية الصفوية الإيرانية.
ويقول: "استمرار الصراع بصورته الراهنة عواقبه الكارثية ستحل بالاثنين، الشعب والوطن"..
هنا، يتجاهل هويدي أن الشعب والوطن يعانيان من الكوارث منذ أن استلم آل الأسد مقاليد الحكم قبل أكثر من أربعة عقود.
وينتهي المقال بالتحذير من عواقب التقسيم والطائفية والفتن، وكأننا كنا نعيش في (جنة عدْن) قبل الثورة، فلا مذابح ترتكب، ولا مشاريع طائفية تهدد أمتنا!
ولم ينسى هويدي أن يوجه نقدا (مهذبا جدا) للمذابح الطائفية الأخيرة في مناطق الساحل السوري حتى يسهل عليه في الفقرات التالية أن يدسّ السم في العسل!
هويدي ينقلب على شيخه القرضاوي
في سبتمبر عام 2008م، صدرت عن الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي تصريحاته المشهورة في التحذير من المد الشيعي في المجتمعات السنية.
قام اللوبي الإيراني على الفور بالتحرك ضده بطريقة لم يُقدم عليها الشيعة أنفسهم، ولعل ذلك كان مقصودا: أن يتولى الرد على الشيخ من هو محسوب على السنة بدل أن يقوم بذلك كتّاب شيعة!
لقد انقلب هويدي على شيخه -وشيخنا- القرضاوي وكتب مقالا بتاريخ 21 سبتمبر 2008م، في جريدة (الدستور) المصرية، وجعل عنوان المقال: (أخطأت يا مولانا)! اتهم فيه الشيخ بأنه قد خالف منهجه في فقه الوسطية وفقه الموازنات..
قال هويدي: " لقد أخطأ الشيخ في بعض مضمون الرسالة التي وجهها، لأن كلامه عن مذهب التشيع يشق الصف ولا يخدم الوحدة أو التقريب"!
وهكذا تجاهل هويدي كل جهود الشيخ القرضاوي على مدى عقود، لمجرد أن الشيخ قد حذّر من المد الشيعي!
المشكلة قديمة
في عام 1987م، أصدر هويدي كتابه الشهير (إيران من الداخل)، دافع فيه دفاعا مستميتا عن الخميني في اتهامه لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما بالردة والكفر في كتابه (كشف الأسرار)!
اعتبر هويدي هذا الاتهام للصدّيق والفاروق مجرد (نقد)! هل هذا معقول؟!
قال هويدي، محاولا التخفيف من وطأة هذه الزندقة الخمينية: "ورغم المكانة
السامقة التي بلغها الخلفاء الراشدون، إلاّ أن أحدا لم يقل بعصمة أيّ منهم وتظل
ممارستهم معرضة للصواب والخطأ"!!
(إيران من الداخل، ط2، ص332)
نعم، لا عصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. إذن، فليقل الخميني وكل زنادقة التاريخ ما شاءوا في أسيادنا من صحابة رسول الله وأزواجه..
أحسنت يا هويدي.. هكذا يكون التهافت والانحدار!