اعتذر الشيخ القرضاوي.. فأين البقية؟!
عندما اندلعت حرب لبنان المفتعلة في يوليو 2006م بين اليهود والمجوس، كتبنا سطورا ننبه فيها إلى خطورة حزب اللات الشيعي، وأن للأمر ما بعده، والمؤامرة قادمة لا محالة ضد أهل السنة في لبنان وغير لبنان.
وأذكر أن (بعض الأصحاب) قد لامونا على هذا الرأي، باعتباره مخالفا لرأي الأمة في دعمها للحزب في معركته الجهادية ضد الصهاينة!
بعد سنتين، وعندما قام الحزب في مايو 2008م بـ(غزو) ديار السنّة في بيروت الغربية، قيل لنا: "كنتَ على حق"! هكذا دائما يأتينا الوعي متأخرا.
أما اليوم، فقد دخل على خط الاعتذار الفقيه الكبير الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله، وذلك في موقف يدل على الشجاعة وطلب الحق، وإن جاء متأخرا عشرات السنين!
نقل موقع (العربية نت) بتاريخ 2 يونيو 2013م عن فضيلته:
● "إن الثورة السورية أجْلت الحقيقة وبيّنت حقيقة حزب الله وشيعته الذين استحوذ
عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله"..
● "وقفتُ ضد المشايخ الكبار في السعودية داعياً لنصرة حزب الله، لكن مشايخ
السعودية كانوا أنضج مني وأبصر مني؛ لأنهم عرفوا هؤلاء على حقيقتهم"..
● "الشيعة يعدّون العدة وينفقون المال من أجل تنفيذ مجازر في سوريا للفتك بأهل
السُّنة"..
● "لا أرضية مشتركة بين الجانبين لأن الإيرانيين، خصوصاً المحافظين منهم يريدون
أكل أهل السُّنة".
لقد أعلن الشيخ القرضاوي، وبكل شجاعة وإخلاص، تخليه عن مواقفه القديمة تجاه الشيعة وإيران وحزب اللات.
ولكن ماذا عن البقية من قادة وعلماء ومفكرين وكتّاب وساسة.. أولئك الذين مارسوا -بقصد أم بغير قصد- تزييف الوعي وتزوير الحقائق لسنوات طويلة!
1) ماذا عن الأستاذ الكبير، والداعية الصابر محمد مهدي عاكف، الذي كان يقود أكبر جماعة إسلامية في الوطن العربي، والذي صرح باستعداده لإرسال عشرة آلاف متطوع لمساعدة حزب اللات خلال حرب لبنان عام 2006م! بينما سكت تماما عن مذابح المسلمين في العراق على يد المليشيات الشيعية المجرمة..
2) ماذا عن رجل الأعمال العصامي الأستاذ يوسف ندا، الذي يكتب (من أعماق أوروبا) المقال تلو المقال في (تبييض) صفحة الشيعة ونفي كل الرذائل عنهم..
3) ماذا عن تلك الحركة المجاهدة التي بعثت برسالة تعزية إلى حزب اللات بمناسبة هلاك المجرم (عماد مغنية)، قالت فيه: "رحم الله الشهيد رحمة واسعة، سائلين المولى عزّ وجلّ له الفردوس الأعلى"! أهذه مكانة الفردوس الأعلى حتى يدخله هذا الزنديق؟!
4) ماذا عن ذلك العالم الأزهري ورئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف الشيخ جمال قطب، والذي عندما سُئل عن الفرق بين السنة والشيعة قال: "كالفرق بين الأهلي والزمالك"! ما هذا الاستهتار بعقائد المسلمين يا فضيلة الشيخ؟
5) وماذا عن المفكر المعروف والمستشار الكبير طارق البشري، الذي وصف الشيخ القرضاوي بـ(الفاشية)، لمجرد أن الشيخ حذر من المد الشيعي في تصريحه المشهور عام 2008م..
6) وماذا عن الشيخ اللبناني الصيداوي ماهر حمود، الذي يدافع في كل مناسبة عن حزب اللات بطريقة يحسده عليها حتى حسن نصر اللات نفسه..
7) وماذا عن المفكر الإسلامي (الوسطي) الكبير أحمد كمال أبو المجد، الذي (آلمه) أن تصدر تصريحات عن الشيخ القرضاوي بشأن المد الشيعي، ولم نره يتألم يوما بسبب مجازر الشيعة بحق أهل السنة في إيران والعراق ولبنان واليمن وغيرها!
8) والأستاذ فهمي هويدي، الذي تكلمنا عن بعض طاماته في مقال سابق..
9) وقبله الدكتور محمد سليم العوا..
10) وكذلك الدكتور كمال الهلباوي..
وغيرهم كثير.
أقترح على هؤلاء الأفاضل أن يجتمعوا معا ويصدروا (بيان اعتذار جماعي) للأمة عن مواقفهم السابقة!